دولي, الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

ناشطان فرنسيان: لا للصمت تجاه غزة ولنناضل من أجل الإنسانية (مقابلة)

وصل ناشطان فرنسيان مدينة جنيف السويسرية ضمن حملة "الإضراب عن الطعام من أجل العدالة في فلسطين"، التي أطلقاها بمدينة مرسيليا الفرنسية في 31 مارس/ آذار الماضي، لحشد دعم عالمي ضد الانتهاكات الإسرائيلية.

Muhammet İkbal Arslan, Hişam Sabanlıoğlu  | 24.04.2025 - محدث : 24.04.2025
ناشطان فرنسيان: لا للصمت تجاه غزة ولنناضل من أجل الإنسانية (مقابلة)

Geneve

جنيف/ محمد إقبال أرسلان/ الأناضول

** الطبيب باسكال أندريه، والمواطنة أمينة منصوري، يقودان حملة إضراب عن الطعام:
- أمضينا وقتا طويلا لمحاولة تغيير عقلية الساسة والإعلاميين في فرنسا وبروكسل لكننا قوبلنا دوما بعوائق
- الصمت والخوف هما السائدان تجاه ما يحصل في غزة، والإنسانية في خطر حقيقي
- بدأنا بمجموعة تضم 8 أشخاص إضرابا في فرنسا والآن أصبحنا 15 ونخطط لزيادة عددنا والانتشار بأوروبا
- لا يمكن قبول الدعم العسكري اللامحدود لإسرائيل ونطالب بتطبيق مذكرة التوقيف الدولية بحق نتنياهو
- الإضراب عن الطعام وسيلة سلمية للتعبير عن غضبنا ومطالبتنا بتطبيق القانون الدولي الإنساني على فلسطين

وصل ناشطان فرنسيان مدينة جنيف السويسرية ضمن حملة "الإضراب عن الطعام من أجل العدالة في فلسطين"، التي أطلقاها بمدينة مرسيليا الفرنسية في 31 مارس/ آذار الماضي، لحشد دعم عالمي ضد الانتهاكات الإسرائيلية.

الدكتور باسكال أندريه والمواطنة المتقاعدة أمينة منصوري، تحدثا للأناضول بشأن دوافع وأسباب الحملة التي يقودانها، مؤكدين عزمهما مواصلة النضال السلمي لأجل فلسطين رغم التجاهل الإعلامي والصمت السياسي الدولي.

** الصمت والخوف سيدا الموقف حيال غزة

الطبيب أندريه قال إنه كان ضمن الكوادر الطبية التي عملت بقطاع غزة في أبريل/نيسان 2024، مبينا أنه شهد عن كثب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين.

وأضاف: "بدأنا الإضراب عن الطعام في مرسيليا في 31 مارس ومعنا عدد من المواطنين، زرنا 12 مدينة في فرنسا للقاء الناس، كما نسعى لإيصال صوتنا إلى العالم من خلال جنيف".

وأشار أندريه إلى أن "القوانين الدولية واضحة فيما يتعلق بما يحدث في غزة، لكن لا أحد يحترمها"، وأردف قائلا: "أمضيت وقتا طويلا لمحاولة تغيير عقلية الساسة والإعلاميين في فرنسا وبروكسل، لكننا قوبلنا دوما بعوائق".

وزاد: "الصمت والخوف هما السائدان (تجاه ما يحصل بغزة) والإنسانية في خطر حقيقي، لهذا بدأنا بمجموعة تضم 8 أشخاص إضرابا في فرنسا، والآن أصبحنا 15 شخصا، ونخطط لزيادة عددنا والانتشار إلى مناطق أخرى في أوروبا".

** لا للدعم العسكري اللامحدود لإسرائيل

وأوضح الطبيب الفرنسي أن موظفين من المفوضية والبرلمان الأوروبيين سيبدؤون بدورهم إضرابا رمزيا بالعاصمة البلجيكية بروكسل في 24 أبريل الجاري.

وأضاف: "ما يحدث الآن في غزة والضفة الغربية يتطلب منا الحديث، لا يمكن القبول بالدعم العسكري اللامحدود المقدّم لإسرائيل، هذه ليست صفقة سياسية بل مسؤولية أخلاقية".

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024 نشرت جامعة "براون" الأمريكية تقريرا قالت فيه إن الولايات المتحدة أنفقت رقما قياسيا لا يقل عن 17.9 مليار دولار على المساعدات العسكرية لإسرائيل خلال عام منذ هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته حركة "حماس" على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

** مطالبة بتطبيق مذكرة توقيف نتنياهو

وقال أندريه إنهم يطالبون بتطبيق مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في فرنسا وأوروبا، إضافة إلى وقف جميع أشكال التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

وأردف: "يجب احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي، من واجب أوروبا أن توقف التعاون مع إسرائيل، لارتكابها جرائم حرب مدانة في القانون الدولي".

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 أصدرت المحكمة مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت (2022–2024) لارتكابهما جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بحق الفلسطينيين في غزة.

** "الصمت خضوع"

وشدد الطبيب الفرنسي على أن "الصمت هو خضوع لما يحدث في الضفة الغربية وغزة، وأن الوقت الآن هو وقت الحديث عن الإبادة الجماعية والنضال من أجل الإنسانية".

واعتبر أندريه "توحيد الصف الفلسطيني وإعادة بناء دولة فلسطينية موحدة من أولويات مطالبهم" ضمن الحملة.

وأكد أن هدف الحملة هو "الضغط على الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل التي لا تحترم مبادئ التعايش".

وأضاف: "لا نكنّ أي عداء لليهود، وهذا الحراك لا علاقة له بمعاداة السامية، بل قائم على الضمير الأخلاقي. كفى صمتًا سياسيا وتكميما لأفواه المواطنين، حان الوقت لاتخاذ موقف جريء".

** خوف إعلامي فرنسي

وأوضح أندريه أنه رغم مرور وقت طويل على إضرابهم عن الطعام، لكنهم لم يلقوا أي تغطية من وسائل الإعلام الفرنسية، وقال: "مرد ذلك هو الخوف".

وتابع: "هذا الصمت يعبّر عن حالة من الرعب داخل المؤسسات الإعلامية والحكومية ذات الصلة".

وأشار إلى أن من بين المشاركين في الحملة عاملين في المجال الصحي ممن شهدوا مأساوية الأوضاع في غزة.

وقال أندرية: "سنُنهي الإضراب فقط عندما نتمكن من إيصال صوتنا ويتم اتخاذ خطوات حقيقية. يبدو أن علينا أن نجوع كي نُحدِث تغييرا سياسيا. ولن نتوقف".

وأوضح أنه فقد 12 كيلوغراما من وزنه منذ بدء الحملة، مشيرا إلى أن "أطباء عاملين في غزة فقدوا ما بين 20 إلى 25 كيلوغراما من وزنهم، بسبب نقص الغذاء، ومع ذلك يواصلون عملهم الإنساني".

** "الصمت تجاه فلسطين يعني تكرار المآسي ضد شعب آخر"

من جهتها، قالت أمينة منصوري إنها شاركت طوال 18 شهرا في العديد من الوقفات والمظاهرات المناهضة لإسرائيل، لكنها شعرت أن ذلك "لم يكن كافيا".

وأضافت: "الإضراب عن الطعام وسيلة سلمية لأُعبّر عن غضبي ومطالبتي بتطبيق القانون الدولي الإنساني على فلسطين وسائر الشعوب المظلومة".

وأردفت: "إذا واصلنا الصمت تجاه ما يحدث في فلسطين، فقد تتكرر هذه المآسي ضد أي شعب آخر".

وشددت منصوري في الوقت نفسه على أهمية أن تحترم الحكومات، وفي مقدمتها فرنسا، القانون الدولي الذي يجري انتهاكه من قبل إسرائيل منذ عام ونصف العام في قطاع غزة والضفة الغربية.

وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 955 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال، وفق معطيات فلسطينية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.