Tel Abyad
تل أبيض/ الأناضول
- ركزت وحدات القوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري بعد انتهاء العملية على ضمان أمن المنطقة- في السنوات الخمس الماضية، تم علاج 62 ألفا و894 مريضاً وإجراء 18 ألفا 425 عملية جراحية في المنطقة
- نفذت المجالس المحلية التي تم تشكيلها بالتنسيق مع تركيا، مشاريع من شأنها خلق فرص عمل جديدة لسكان المنطقة
- يعمل حالياً ما يقرب من 3 آلاف شخص في المؤسسات التابعة للمجالس المحلية المنشأة في مدينتي تل أبيض ورأس العين.
تواصل تركيا إنعاش المناطق التي تم تحريرها من تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي في شمال سوريا عبر عملية "نبع السلام" التي نُفّذت قبل 5 أعوام، من خلال تطوير مشاريع تنموية في البنية التحتية والتعليم والصحة والأمن.
وأطلقت تركيا عملية "نبع السلام" في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، شمالي سوريا، استنادا لحقها الشرعي في الدفاع عن النفس، بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وبهدف القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن حدودها، خاصة تنظيم "واي بي جي".
وفي اليوم نفسه، كتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبر موقع "تويتر"، أن القوات المسلحة التركية بدأت عملية "نبع السلام" بمشاركة الجيش الوطني السوري، ضد تنظيمي "واي بي جي"، و"داعش" شمالي سوريا.
كما استهدفت العملية، تدمير الممر، الذي حاول الإرهابيون إقامته، على الحدود الجنوبية لتركيا، وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
** تل أبيض ورأس العين
وتمكنت تركيا بالتعاون مع الجيش الوطني السوري من تحرير مدينتي تل أبيض ورأس العين شمال سوريا، من إرهابيي "واي بي جي"، ذراع تنظيم "بي كي كي" في سوريا، خلال عملية "نبع السلام" شرق نهر الفرات، حيث تجاوزت مساحة المنطقة المحررة من الإرهابيين 4 آلاف كيلو متر مربع.
وأبرمت تركيا اتفاقيات منفصلة مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا خلال عملية "نبع السلام" التي أطلقتها في شمال سوريا.
وبموجب الاتفاقيات، تعهدت واشنطن وموسكو بإبعاد تنظيم "واي بي جي" 30 كيلو متراً عن الحدود التركية، غير أنهما لم تفيا بوعودهما حتى اليوم رغم مرور 5 أعوام على العملية.
ويوجد في مدينتي تل أبيض ورأس العين حاليا 3 مستشفيات، و12 مركزا صحيا، و4 مراكز خدمات طوارئ صحية، وسيارتا رعاية صحية منزلية، ومركزان لغسيل كلى، ومراكز علاج طبيعي، و5 مراكز للقاح ومختبرات "PCR"، و3 عيادات متنقلة.
وفي السنوات الخمس الماضية، تم علاج 62 ألفا و894 مريضا في هذه المراكز، وإجراء 18 ألفا و425 عملية جراحية، وولادة 19 ألف طفل.
كما أجرى أطباء عيون متطوعون من تركيا عمليات جراحية لـ898 مريضا كانوا يعانون من مشاكل في عدسة العين.
ونظرا لتوفير خدمات الرعاية الصحية المؤهلة في مراكز غسيل الكلى في كلا المدينتين، فقد انخفض عدد المرضى المحالين إلى تركيا بشكل ملحوظ.
- عودة إلى سوريا
وبعد انتهاء عملية "نبع السلام"، ركزت وحدات القوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري على ضمان أمن المنطقة وتهيئة الظروف اللازمة لعودة المدنيين الذين شردهم الإرهاب.
وعقب تطهير المنطقة من العناصر الإرهابية، تم تشكيل مجالس محلية وبدأ تقديم الخدمات لأهالي المنطقة.
وقامت المجالس المحلية التي تم تشكيلها بالتنسيق مع تركيا، بتنفيذ مشاريع من شأنها خلق فرص عمل جديدة لسكان المنطقة.
وبفضل مشاريع البنية التحتية وجهود المجالس المحلية، تم حل مشكلة المياه والكهرباء في المنطقة إلى حد كبير.
وتجاوز عدد سكان المنطقة 254 ألفا و500 نسمة، وذلك بفضل الاستثمارات في مجالات الصحة والتعليم والخدمات، التي ساهمت في عودة أعداد كبيرة من السوريين إلى ديارهم.
وبحسب معطيات جمارك تل أبيض، فقد بلغ عدد السوريين العائدين إلى منطقة عملية "نبع السلام" خلال السنوات الخمسة الماضية، 54 ألفاً و445 شخصاً.
ويعمل حالياً ما يقرب من 3 آلاف شخص في المؤسسات التابعة للمجالس المحلية المنشأة في مدينتي تل أبيض ورأس العين.
** مشاريع البنية التحتية
قام تنظيم "واي بي جي" بتدمير العديد من البنى التحتية والمباني العامة في مدينتي تل أبيض ورأس العين، قبل دحره منهما.
وتم إنشاء مكاتب في المجالس المحلية في المدينتين، متخصصة في إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة ومباني الخدمة العامة.
وتقوم هذه المكاتب باستخدام الموارد المحلية في إعادة إعمار المرافق العامة، حيث من المنتظر أن تستمر أعمال رصف الشوارع تدريجياً في جميع أحياء المدينتين.
** عام دراسي جديد
مع انطلاق العام الدراسي الجديد، بدأ 46 ألف طالب في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية عامهم الدراسي في 474 مدرسة تم تجهيزها للتعليم بتنسيق مع تركيا.
ويجري تدريس المناهج التي حددتها الحكومة السورية المؤقتة في مدارس منطقة عملية "نبع السلام".
وكذلك يستمر التعليم في جامعة حلب الحرة التي افتتحتها وزارة التربية والتعليم التابعة للحكومة السورية المؤقتة عام 2023 في مدينة تل أبيض.
وفي تصريح للأناضول قال علي العبد، العائد إلى دياره بعد تحرير المنطقة، إن "الأوضاع الخدمية والمعيشية في المنطقة باتت أفضل من السابق".
وأضاف: "الأمور تتحسن والوضع الأمني جيد جداً، وقد نجونا من هجمات التنظيمات الإرهابية المسلحة التي قتلت الأبرياء".
وأشار العبد، إلى وجود حركة عمرانية كبيرة في المنطقة، وأن المجلس المحلي نفذ العديد من المشاريع لذوي الدخل المحدود.
وتابع: "تم خلق العديد من فرص العمل والوضع جيد جداً"، مشيرا إلى أنه "في الماضي لم تكن هناك خدمات أما اليوم هناك كهرباء وخدمات وإنترنت".
ونفذت القوات التركية بالتعاون مع الجيش الوطني السوري عمليات عدة شمالي سوريا، ضد تنظيمي "داعش" و"بي كي كي/ واي بي جي".
وطهّرت عبر تلك العمليات آلاف الكيلو مترات من الأراضي من الإرهابيين، وأتاحت الفرصة أمام آلاف السوريين لعودة آمنة إلى أراضيهم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.