دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, قطاع غزة

أزمة خلقتها إسرائيل بغزة.. مرض جلدي ينهش الطفل فايز (تقرير)

- الطفل فايز يعاني من انتشار البثور في جسده مع عدم توفر علاج يخفف آلامه التي يعاني منها - أم الطفل: الذباب نهش جسد طفلي ما تسبب في ظهور رائحة كريهة من الحبوب المنتشرة فيه

Mohamed Majed  | 09.09.2024 - محدث : 09.09.2024
أزمة خلقتها إسرائيل بغزة.. مرض جلدي ينهش الطفل فايز (تقرير)

Gazze

غزة / محمد ماجد / الأناضول

- الطفل فايز يعاني من انتشار البثور في جسده مع عدم توفر علاج يخفف آلامه التي يعاني منها
- أم الطفل: الذباب نهش جسد طفلي ما تسبب في ظهور رائحة كريهة من الحبوب المنتشرة فيه
- مسؤول مركز طبي بدير البلح: الأمراض الجلدية تفتك بأطفال قطاع غزة نتيجة عدم توفر أدوات التنظيف
- منسق اتحاد بلديات قطاع غزة: النفايات الصلبة تشكّل بؤرا لانتشار الأمراض والأوبئة وتوالد الحشرات

نازحة فلسطينية داخل خيمتها وسط قطاع غزة تحاول إبعاد الذباب عن جسد طفلها فايز الذي يعاني من تقرحات جلدية وبثور كبيرة بسبب مرض جلدي تفاقم تأثيره في بيئة ملوثة سببتها الحرب الإسرائيلية على القطاع.

ولا يكف فايز (4 سنوات) عن حك جسده المليء بالبثور والتقرحات التي تزداد اتساعا وانتشارا، بينما يعاني من مهاجمة الذباب دون أي حلول فعالة لتخفيف آلامه.

الطفل يعيش رفقة عائلته التي نزحت من مخيم جباليا شمال قطاع غزة إلى مدينة دير البلح (وسط) في ظروف صعبة داخل خيمة تفتقر لأدنى مقومات الحياة.

ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء لبيوت أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة وغياب الماء والأطعمة، وانتشار الأمراض.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مليوني شخص.

نزوح ومرض

تتفاقم معاناة فايز مع ارتفاع درجات الحرارة إلى نحو 35 درجة مئوية داخل الخيمة المصنوعة من القماش والنايلون، وانتشار الأوبئة والملوثات من حوله، وعدم توفر العلاج المناسب.

والعائلة - كسائر العائلات الأخرى في القطاع - تفتقر إلى مواد النظافة الشحيحة في القطاع المحاصر نتيجة إغلاق إسرائيل المعابر، كما يضطرون للاعتماد على المياه الملوثة لغسل أجسادهم في ظل شح المياه النظيفة.

وفي أماكن النزوح المكتظة بالمواطنين في القطاع، انتشرت الأمراض الجلدية نتيجة لغياب النظافة ولشح المياه ولانتشار مياه الصرف الصحي والنفايات، مما فاقم الوضع الصحي بسبب الحرب.

ووفق إحصائية سابقة للمكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة فإن عدد النازحين الذين أصيبوا بأمراض معدية نتيجة رحلات النزوح المتكررة جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة بلغ أكثر من 1.7 مليون نازح فلسطيني.

نهش الذباب

تقول أم فايز للأناضول: "نزحنا من شمال قطاع غزة إلى وسطه، ويعاني طفلي من مرض جلدي يعتقد أنه جدري أصاب جسده بالكامل، حيث يهرش جسده باستمرار دون توقف".

وتضيف: "الذباب نهش جسد طفلي، ما تسبب في ظهور رائحة كريهة من البثور والحبوب المنتشرة فيه".

وتتابع السيدة: "التقط طفلي العدوى عندما كان يلعب مع أطفال مصابين بأمراض جلدية في مخيم النزوح الذي نعيش فيه".

وأشارت إلى أن فايز يعاني من مضاعفات صحية وسوء تغذية وضعف بالدم، ويحتاج إلى غذاء وطعام صحي غير متوفر، ولا يملكون ثمنه في ظل ارتفاع أسعاره، وعدم توفر مصدر دخل لهم لعدم وجود فرص عمل في ظل الحرب.

وأوضحت أن العلاجات التي تُعطى لطفلها لا تجدي نفعا، حيث تزداد التقرحات والحبوب على جسده الضعيف.

وقالت: "نعيش في بيئة مليئة بالجراثيم والملوثات والقمامة، حيث المياه مالحة وملوثة، ولا توجد أدوات تنظيف".

وتأمل أم فايز أن تنتهي الحرب الإسرائيلية عن قطاع غزة وتعود لمنزلها مع عائلتها.

أمرض جلدية

بدوره، يقول سامي حميد، مسؤول مركز طبي بمدينة دير البلح إن "الأمراض الجلدية تفتك بأطفال قطاع غزة نتيجة عدم توفر أدوات التنظيف".

ويضيف حميد للأناضول: "بين الأمراض الجلدية التي ظهرت الجدري المائي، إلى جانب أمراض غريبة ظهرت في القطاع بسبب الأوضاع البيئية والصحية المتدهورة".

ويشير إلى أن "انتشار الحشرات، وتكدس النفايات، وتسرب مياه الصرف الصحي جراء الحرب، تسببت في ظهور تلك الأمراض بين الأطفال".

نفايات وتلوث

منسق اتحاد بلديات قطاع غزة، حسني مهنا يقول للأناضول إن الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بتدمير وتضرر البنية التحتية لقطاع الصرف الصحي.

ويلفت إلى أن "النفايات الصلبة تشكّل بؤرا لانتشار الأمراض والأوبئة، وتوالد الحشرات والقوارض التي تنقل الأمراض المعدية إلى السكان، خاصة في الأماكن المكتظة ومراكز الإيواء المختلفة".

ويوضح أن تكدس النفايات الصلبة يأتي في ظل "عدم توفر الوقود وآليات جمع وترحيل النفايات، إلى جانب منع طواقم البلدية من الوصول للمكب الرئيس في منطقة جحر الديك شرق المدينة".

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح، حيث يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.