أولى مراحل اتفاق غزة.. لماذا يفضل نتنياهو تمديدها لنهاية رمضان؟ (تقرير إخباري)
- المحلل عاموس هارئيل: يُفترض أن يبدأ الجيش السبت مغادرة ممر فيلادلفيا وهو ما لا يفضله نتنياهو بشدة، ومصير الصفقة تحدده واشنطن

Quds
القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول
- المحلل عاموس هارئيل: يُفترض أن يبدأ الجيش السبت مغادرة ممر فيلادلفيا وهو ما لا يفضله نتنياهو بشدة، ومصير الصفقة تحدده واشنطن- المحلل يارون إبراهام: الفجوات بين مطالب حماس وإسرائيل تبدو غير قابلة للجسر، ونتنياهو يفضل في مشاوراته الاستمرار بالمرحلة الأولى
- مصدر مقرب من نتنياهو: نبذل كل جهد ممكن لتمديد المرحلة الأولى لأن فرص الاستمرار في المرحلة الثانية بالثمن الذي تتطلبه ضئيلة
- الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي غيورا آيلاند: إذا عدنا إلى القتال فما السلاح السري الذي لدينا الآن ولم يكن موجودا؟
إذا ما خُير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين الاستمرار في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أو استئناف حرب الإبادة على القطاع الفلسطيني، فسيفضل خيارا ثالثا هو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي بدأ سريان الاتفاق بين حركة "حماس" وإسرائيل، ويتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.
غير أن نتنياهو يماطل في بدء التفاوض بشأن المرحلة الثانية، والذي كان مفترضا أن ينطلق في 3 فبراير/ شباط الجاري، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وتقضي المرحلة الثانية بإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين بغزة، وانسحاب الجيش بشكل كامل من القطاع، إضافة إلى تبادل أسرى.
ويجمع محللون إسرائيليون على أن نتنياهو يميل إلى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق التي تنتهي مطلع مارس/ آذار المقبل، حتى نهاية شهر رمضان (نهاية مارس).
نتنياهو يريد، وفق محللين، أن يوازن بذلك بين اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يضغط لوقف الاتفاق في نهاية مرحلته الأولى واستئناف حرب الإبادة وبين المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين التي تطالبه باستمرار الاتفاق حتى عودة آخر أسير.
وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
لكن الكثير مما سيجري بشأن مصير الاتفاق سيعتمد على المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يصل المنطقة الأربعاء المقبل، لزيارة إسرائيل ومصر وقطر والسعودية، حسب شبكات تلفزة أمريكية الأحد.
** محاولة للتمديد
محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "هآرتس"، العبرية عاموس هارئيل كتب الاثنين: "وفق الاتفاق، من المفترض أن يبدأ الجيش الإسرائيلي السبت (نهاية المرحلة الأولى) مغادرة ممر فيلادلفيا، على طول حدود قطاع غزة مع مصر. وهذا شيء يفضل نتنياهو بشدة عدم القيام به".
وأضاف: "لذلك، من المفترض أن يحاول تمديد المرحلة الأولى من الصفقة بإضافة مراحل إضافية، بحيث يتم إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن (الإسرائيليين) مقابل مئات من السجناء الفلسطينيين".
وتقدر تل أبيب وجود 63 أسيرا إسرائيليا بغزة، بينما يقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف فلسطيني، ويعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
هارئيل تابع: "وبشكل خاص، تريد إسرائيل تسريع إطلاق سراح العديد من الرهائن"، وأردف: "ستكون هناك أيضا محاولة لتمديد وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، الذي يبدأ في نهاية فبراير أو بداية مارس".
لكنه استدرك: "مع ذلك، فإن القرار النهائي بشأن استمرار الصفقة سيعتمد على موقف الإدارة الأمريكية".
وقال ويتكوف، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية الأحد، إن واشنطن تتوقع تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، لكن الوصول إلى هذه النقطة يتطلب تمديد المرحلة الأولى.
وأضاف أن "الخط الأحمر الذي حدده نتنياهو هو أن حماس لا يمكن أن تشارك في هيئة حكم (بغزة)".
وتابع: "في هذه المرحلة بكل تأكيد لا يمكنهم (حماس) أن يكونوا جزءًا من الحكم في غزة. أما فيما يتعلق بوجودهم، فأترك هذه التفاصيل لرئيس الوزراء (نتنياهو)".
ووفق هارئيل فإن "اختياره (ويتكوف) للكلمات مثير للاهتمام بقوله إن نتنياهو يصر على عدم مشاركة حماس في حكم غزة، وقد يطرح ويتكوف مقترحا تتمكن الحركة من التعايش معه، على عكس وعود نتنياهو بنزع سلاح حماس وتدميرها".
وفجر الأحد، قال مكتب نتنياهو إنه تم تجميد إطلاق سراح أسرى فلسطينيين (620 أسيرا)، لحين ضمان إطلاق "حماس" سراح الأسرى الإسرائيليين دون ما اعتبرها "مراسيم مهينة".
وتؤكد "حماس" أن عدم الإفراج عن هؤلاء الأسرى يمثل انتهاكا للاتفاق، و"دليل على نوايا الاحتلال بتعطيل الاتفاق، وعدم جديته في استمراره".
** ثمن المرحلة الثانية
"حتى الآن، لا يجري الطرفان (حماس وإسرائيل) أي مناقشات حقيقية حول المرحلة التالية من الاتفاق".. هكذا بدأ المحلل بالقناة "12" الإسرائيلية يارون إبراهام قراءته للمشهد الاثنين.
وتابع: "وتبدو الفجوات بين مطالب الطرفين الآن غير قابلة للجسر تقريبا"، مبينا أن "رئيس الوزراء يفضل في مفاوضاته خلف الأبواب المغلقة خيار الاستمرار في المرحلة الأولى".
إبراهام نقل عن مصدر رفيع المستوى مقرب من نتنياهو لم يسمه قوله: "نحاول بذل كل جهد ممكن لتمديد المرحلة الأولى؛ لأن فرص الاستمرار في المرحلة الثانية بالثمن الذي تتطلبه ضئيلة".
وقال إبراهام إنه "من الممكن أن ينجح الأمريكيون في فعل المستحيل، لكنهم يفهمون أيضا أن إسرائيل لن تقبل بالوضع الذي تبقى فيه حماس في غزة، لا عسكريا ولا حكوميا، ولن يكون هناك مبرر للحكومة إذا وافقنا على ذلك".
** الجولة المقبلة
ووفق هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) الأحد فإن "الولايات المتحدة مهتمة بتوسيع المرحلة الأولى لتشمل (إطلاق سراح) مزيد من الرهائن الذين تصفهم إسرائيل بالحالات الإنسانية".
وتبرز تساؤلات في إسرائيل عما يمكن أن تحققه إسرائيل في حال استئناف حرب الإبادة، بعد أن فشلت في تحقيقه خلال نحو 16 شهرا.
ونقلت القناة 12 عن الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي اللواء احتياط غيورا آيلاند: "إذا عدنا إلى القتال، فما الذي سيحدث؟".
وتابع: "ما هو السلاح السري الذي لدينا الآن ولم يكن موجودا (منذ بدء حرب الإبادة)؟ إذا لم نتخذ إجراءات اقتصادية (لم يحدد طبيعتها) ونواصل الضغط، فلن تحقق الجولة القادمة ما لم نحققه حتى الآن".
ويضغط وزير المالية، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش على نتنياهو من أجل "احتلال كامل وسريع لقطاع غزة، ووقف كامل للمساعدات ليصبح بدون ماء وكهرباء ووقود".
كما يدعو إلى تجميع سريع لجميع المواطنين الفلسطينيين بمنطقة واحدة في قطاع غزة، و"من هناك يبدأ فورا تنفيذ خطة تهجيرهم إلى دول أخرى".
ومنذ 25 يناير الماضي يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وتعمل مصر على بلورة وطرح خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية الفلسطينية.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.