الدول العربية, التقارير, المغرب

المغرب يعزز سياحة الأعمال لدعم إيراداته وتنمية قطاع الضيافة (تقرير)

ـ المملكة احتضنت مؤتمرات ولقاءات دولية مثل الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين بمراكش

Khalid Mejdoup  | 26.10.2024 - محدث : 27.10.2024
المغرب يعزز سياحة الأعمال لدعم إيراداته وتنمية قطاع الضيافة (تقرير)

Rabat

الرباط / الأناضول

ـ المملكة احتضنت مؤتمرات ولقاءات دولية مثل الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين بمراكش
ـ وزيرة السياحة المغربية: نعتزم تطوير أنواع عديدة من السياحة لاستقطاب 17.5 مليون زائر بحلول 2026
ـ خبير: المملكة أسست لسياحة المؤتمرات منذ مدة ما جعلها تحتضن كثيرا من المؤتمرات واللقاءات الدولية

يراهن المغرب على سياحة الأعمال والمؤتمرات للمحافظة على وتيرة استقطابه للسياح، عبر تنظيمه لمؤتمرات إقليمية ودولية بعدة مدن.

يأتي هذا الرهان بينما لا تزال السياحة في البلاد تحطم أرقاما قياسية خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث تجاوز عدد الأجانب الذين زاروا البلاد 13 مليونا خلال الأشه الـ9 الأولى من 2024.

** سياحة الأعمال

تحولت عدة مدن مغربية إلى قبلة لتنظيم مؤتمرات إقليمية ودولية، مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء (غرب)، ومراكش وطنجة (شمال).

وفي يوليو/ تموز الماضي، كشفت وزيرة السياحة المغربية فاطمة الزهراء عمور، عن اعتزام المملكة تعزيز وتطوير أنواع متعددة من السياحة، ضمن جهودها لاستقطاب 17.5 مليون سائح بحلول 2026.

وأوضحت عمور في كلمة بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان)، أن "من بين هذه الأنواع، سياحة المدن التي ستمكن من تقديم عرض أكثر تنوعا (للسياح)".

وتابعت: "والسياحة الشاطئية، التي سيتم فيها تحسين كل الخدمات في الشواطئ، وسياحة الصحراء والواحات".

وكذلك "سياحة الأعمال، عبر استقبال عدد أكبر من السياح الذين يشاركون في المعارض والمؤتمرات، والسياحة الثقافية التي ستعزز التراث، من خلال جعل المدن العتيقة والقصور والقصبات (تجمعات سكنية عتيقة) وجهات جذابة"، وفق الوزيرة.

كما تطمح المملكة إلى تعزيز سياحة المحيط والأمواج، التي تركز على الرياضات المائية، فضلا عن سياحة الطبيعة والرحلات في الهواء الطلق، وسنركز فيها على تطوير السياحة الخضراء.

وبحسب فوزي الزمراني، الخبير في المجال السياحي، "نجح المغرب في تنظيم مؤتمرات دولية، مثل الاجتماعات العامة السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في مركز المؤتمرات في باب "إغلي" (وسط مدينة مراكش)".

وفي تصريح للأناضول، أبرز الزمراني، وهو النائب السابق لرئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة (غير حكومية)، أن إنشاء المكان الذي استضاف هذا الحدث استغرق عدة أشهر بمشاركة عشرات الشركات.

وأشار إلى أنه نفس المكان الذي احتضن مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 22) عام 2016.

وأوضح الخبير المغربي أن بلاده أسست لسياحة المؤتمرات منذ مدة، ما جعلها تحتضن كثيرا من المؤتمرات واللقاءات الدولية.

وترجع تجربة المملكة في هذا النوع من السياحة إلى ثمانينيات القرن الماضي، بحسب الخبير المغربي.

وقال: "تشييد فندق ملحق بقصر المؤتمرات وسط مدينة مراكش آنذاك، وفر مكانا مناسبا لاستضافة 5000 شخص في ظروف تستجيب للمعايير الدولية".

وتابع: "ساهم هذا المشروع آنذاك في استضافة قصر المؤتمرات، المؤتمر العالمي الثالث عشر للخصوبة والعقم الذي شهد مشاركة 4000 طبيب أمراض نسائية من عدة دول".

وأبرز أن ما يميز المملكة، قربها من دول عدة وتوفرها على أماكن ترفيهية كثيرة، ما يسهل لها تنظيم ملتقيات دولية، وفق الزمراني.

وشهدت مدن مغربية مؤتمرات دولية مؤخرا، مثل المؤتمر الدولي حول الأمن الجوي، في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بمشاركة 600 شخص من 30 بلدا.

كما احتضت البلاد يومي 8 و9 أكتوبر الجاري، النسخة الرابعة للقمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته، بحضور 1000 مشارك من 35 دولة عبر العالم.

مدينة طنجة (شمال) استضافت أيضا أعمال الدورة الثالثة من المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول مبادرة "الحزام الأزرق"، في أكتوبر الجاري.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، اختارت منظمة مدن التراث العالمي مدينة مراكش لاستضافة مؤتمرها العالمي التاسع عشر لعام 2026.

كما تم اختيار المغرب لتنظيم الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة لمنظمة "إنتربول" (المنظمة الدولية للشرطة الجنائية) المقررة عام 2025 بمدينة مراكش.

** تطوير القطاع

دعا الزمراني إلى ضرورة زيادة الاستثمار في سياحة الأعمال والمؤتمرات؛ ولفت إلى أن بلاده تملك الإمكانات لتنظيم ملتقيات دولية، مثل معرض إكسبو الذي يقام كل خمس سنوات في إحدى مدن العالم.

وفي هذا الإطار، قال مجلس جهة مراكش (حكومي) إنه يخطط لتشييد مركز مؤتمرات ومركز معارض يتسع لـ 20 ألف مقعد.

ويندرج إنجاز هذا المشروع، وفق بيان للمجلس، في إطار مخطط تنمية مراكش.

وأشار إلى توقع تشييد مدينة ترفيه واسعة تتطلب تمويلا بقيمة 3 مليارات درهم (300 مليون دولار).

وخلال وقت سابق من أكتوبر الجاري، أعلنت وزارة السياحة المغربية أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا البلاد فاق 13 مليونا خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2024.

وقالت الوزارة في بيان، إن "القطاع السياحي يواصل تطوره باستقبال 13.1 مليون سائح خلال التسع أشهر الأولى من 2024، بزيادة مليوني سائح مقارنة بنفس الفترة في 2023، وذلك في رقم قياسي جديد".

وأوضحت وزيرة السياحة أن الأرقام تأتي "بعد رفع عدد الرحلات الجوية، والحملات الترويجية، وتطوير البنية التحتية، وخلق تجارب سياحية مميزة".

واعتبرت عمور أن "هذه النتائج الجديدة تعزز طموح الوصول إلى 26 مليون سائح في أفق 2030".

ويواصل قطاع السياحة تحقيق تطور متواصل، خاصة بعدما حطمت عائدات القطاع لأول مرة 10 مليارات دولار في 2023، إثر استقبال 14.5 مليون سائح.

وتراهن البلاد على استقطاب 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026، خاصة أن المملكة مقبلة على تنظيم تظاهرات رياضية ومؤتمرات دولية كبيرة، أبرزها كأس إفريقيا لكرة القدم عام 2025، وكأس العالم لكرة القدم عام 2030 بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال.

وبعد تحويلات المغتربين المغاربة بالخارج، تعد السياحة ثاني مصدر للنقد الأجنبي في البلاد خلال عام 2023.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın