الحياة, الدول العربية, التقارير, فلسطين, قطاع غزة

باللهو واللعب.. أطفال غزة يحاولون التعافي من "مجزرة النصيرات" (تقرير)

- ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة في يونيو الماضي أسفرت عن 280 قتيلا ومئات المصابين ما ترك أثارا نفسية قاسية لدى أطفال المخيم.

Hosni Nedim  | 02.07.2024 - محدث : 02.07.2024
باللهو واللعب.. أطفال غزة يحاولون التعافي من "مجزرة النصيرات" (تقرير)

Gazze

غزة/ حسني نديم/ الأناضول

- ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة في يونيو الماضي أسفرت عن 280 قتيلا ومئات المصابين ما ترك أثارا نفسية قاسية لدى أطفال المخيم.
- يحاول الأطفال في مراكز الإيواء بالمخيم اللعب وصناعة المراجيح لنسيان تفاصيل هذه المجزرة.
- الطفلة أشرقت محمد: صنعنا أرجوحة حتى ننسى أصوات القصف والانفجارات القوية.
- الطفل محمد عبد القادر: نريد أن ننسى ما حدث في تلك المجزرة المروعة.

يلهو مجموعة من الأطفال الفلسطينيين بأرجوحة بسيطة صنعوها بأيدهم الصغيرة داخل أحد مراكز الإيواء وسط قطاع غزة، في محاولة للتعافي من الصدمة النفسية التي خلفتها "مجزرة النصيرات".

وفي 8 يونيو/ حزيران الماضي، قتل أكثر من 280 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء، وأصيب مئات المدنيين، في مجزرة ارتكبتها القوات الإسرائيلية بعد قصف مدفعي وجوي عنيف استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، لتخليص 4 محتجزين مدنيين كانوا في قبضة حركة حماس، ما تسبب بموجة استنكار واسعة.

وأعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحماس في حينه، أن القصف الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين، أدى كذلك إلى مقتل 3 أسرى إسرائيليين لديها.

وتسببت المجزرة الإسرائيلية آنذاك، بحالة من الرعب والخوف في صفوف الفلسطينيين ولا سيما الأطفال والنساء، بفعل الصدمة الكبيرة من القوة النارية المستخدمة في العملية وكمية القنابل والمتفجرات التي ألقيت على مخيم النصيرات وحجم الدمار الهائل.

** مشاهد لا تنسى

وتلهو الطفلة أشرقت محمد (8 سنوات)، بسعادة مع صديقاتها داخل مركز للإيواء بمخيم النصيرات لم يسلم من الغارات الإسرائيلية العنيفة منذ بداية الحرب.

وتقول أشرقت لمراسل الأناضول: "صنعنا هذه الأرجوحة حتى ننسى الحرب الإسرائيلية المدمرة كلها، وننسى أصوات القصف والانفجارات القوية".

ولا تستطيع الطفلة النازحة من مدينة غزة، نسيان مشاهد "مجزرة النصيرات"، وأصوات الغارات الإسرائيلية العنيفة، وخروج العائلات بشكل جماعي إلى الشوارع خوفًا مما يحدث، ومشهد طائرات "الكواد كابتر" المسيرة والمروحية وهي تلقي حممها النارية باتجاه المدنيين العزل.

وتصف المشهد بالقول: "اقتحم الجيش المخيم وقتل الناس. شفنا (رأينا) الناس تصرخ بالشوارع والأطفال تكبي والجميع يهربون دون أن يعرفوا إلى أين؟".

وتضيف الطفلة بكل براءة: "احنا (نحن) اليوم نريد أن ننسى ما حدث في هذه المجزرة المروعة، من خلال صناعة المراجيح في المدرسة واللعب والتسلية، فمن حقنا أن نعيش كباقي أطفال العالم".

وتأمل أن تتوقف حرب الإبادة الجماعية بأسرع وقت، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها وأن يعود النازحون إلى منزلهم والأطفال إلى مدارسهم.

وتستغرب الطفلة أشرقت التي تجلس على الأرجوحة صمت العالم أجمع تجاه ما يحدث في غزة والشمال من جرائم ومجازر ومجاعة، دون أن يحرك أحدٌ ساكنًا.

** مشاهد قاسية

ويلهو أطفال آخرون في ممرات مدرسة تحولت إلى مركز إيواء نازحين بمخيم النصيرات في محاولة منهم للتغلب على الذكريات والمشاهد القاسية التي عاشوها في "مجزرة النصيرات".

ويقف الطفل محمد عبد القادر (11 عاما) مع آخرين من أقرانه يصنعون من أدوات بسيطة كالحبال والخشب والاسفنج، أرجوحة ليتمكنوا مع أقرانهم في ذات المدرسة من اللهو واللعب.

ويقول لمراسل الأناضول: "نصنع من الأدوات البسيطة المراجيح، حتى نلعب فيها وننسى أصوات القصف الإسرائيلي والمشاهد القاسية التي عشانها في مجزرة النصيرات".

ويضيف: "القصف الإسرائيلي طال حتى المدارس في النصيرات رغم وجود مئات العائلات النازحة بداخلها".

ويتساءل الطفل محمد: "كيف لنا أن ننسى الحرب وفي كل لحظة نسمع قصفًا هنا وقصفًا آخر هناك؟! والدمار موجود في كل مكان؟!".

ويتابع: "دخلت قوات إسرائيلية مخيم النصيرات قبل أيام وقتلوا المئات".

ويحلم الطفل محمد بتوقف الحرب الإسرائيلية على الفور والعودة إلى منازلهم ومدارسهم وحياتهم الطبيعية.

وبدعم أمريكي مطلق، أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر عن نحو 125 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب حربها رغم قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.