بموازة الإبادة.. جماعات متطرفة إسرائيلية تضغط للاستيطان في غزة (تقرير)
وزراء ونواب إسرائيليون يعرضون خطة لإقامة 6 مستوطنات في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية منذ 7 أكتوبر 2023
Quds
القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول
- وزراء ونواب إسرائيليون يعرضون خطة لإقامة 6 مستوطنات في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية منذ 7 أكتوبر 2023- لم يعلن نتنياهو موقفا صريحا مؤيدا أو رافضا لإعادة الاستيطان في غزة لكن حكومته تعج بالوزراء المتطرفين الذين يطالبون بتهجير الفلسطينيين والاستيطان بأراضيهم
غير مكتفية بالإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تضغط جماعات إسرائيلية متطرفة لإعادة الاستيطان في القطاع.
ولم يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، موقفا صريحا مؤيدا أو رافضا لإعادة الاستيطان في غزة، لكن حكومته تعج بالوزراء المتطرفين الذين يطالبون بتهجير الفلسطينيين والاستيطان بأراضيهم.
وبعد احتلاله منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، انسحبت إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 بشكل أحادي وفككت مستوطنات أقامتها فيه في ظل السلطة الفلسطينية التي كانت تحكم القطاع آنذاك.
ويقف على رأس الجماعات اليمينية المطالبة بإعادة الاستيطان في غزة، حزبا "القوة اليهودية" اليميني المتطرف برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، و"الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
وثمة أعضاء في حزب "الليكود" اليميني الذي يقوده نتنياهو، يؤيدون أيضا دعوات الاستيطان في غزة.
غير أن المعارضة الإسرائيلية أعلنت في أكثر من مناسبة بالأشهر الماضية معارضتها للاستيطان في غزة، نظرا لتكلفته الأمنية والمالية الكبيرة.
ومطلع ديسمبر/ كانون أول الجاري، أشار استطلاع أجراه معهد ديمقراطية إسرائيل (غير حكومي) إلى أن 52 بالمئة من الإسرائيليين اليهود يعارضون الاستيطان في غزة، مقابل 42 بالمئة أيدوا ذلك، و6 بالمئة لا يملكون إجابة محددة.
** لوبي الاستيطان
والخميس، تجمع أعضاء "اللوبي من أجل تجديد الاستيطان في غزة" بمستوطنة "متسبيه سديروت" المطلة على شمال قطاع غزة.
وشارك في التجمع بن غفير، ووزير التراث من "القوة اليهودية" عميحاي إلياهو، وأعضاء كنيست من ذات الحزب.
وجاء التجمع في وقت تجري فيه مفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى بوساطة أمريكية قطرية مصرية.
وتحدثت وسائل إعلام عبرية الأربعاء، عن "تقدم ملموس أحرزته فرق التفاوض في تضييق الفجوات (بين إسرائيل وحماس)، وأن تفاصيل المرحلة الأولى من الصفقة وصلت إلى مراحلها النهائية".
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى أكثر من مرة، جراء إصرار نتنياهو على "استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.
ويقود "اللوبي من أجل تجديد الاستيطان في غزة" الذي أطلق رسميا في يونيو/حزيران الماضي، عضو الكنيست من حزب "القوة اليهودية" تسفي سوكوت، وعضوة الكنيست عن ذات الحزب ليمون هار ميلخ.
ونشر العديد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي وأطراف شاركت في التجمع، منشورات على منصة إكس، الخميس، تحرض على الاستيطان في قطاع غزة.
وفي هذا الصدد قال النائب سوكوت: "الاستيطان اليهودي في غزة ضروري وواقعي بالتأكيد".
وأضاف: "بالنسبة لنا، يجب أن نأخذ كل مكان نستطيع منهم (الفلسطينيين)".
أما النائبة هار ميلخ، فقالت: "الرؤية واضحة: الاستيطان في قطاع غزة هو الرد الصهيوني والأمني والأخلاقي على أعدائنا"، وفق ادعائها.
ودعت إلى بناء "مستوطنات من شأنها تعزيز الأمن وتحقق العدالة لشعب إسرائيل" على حد زعمها.
وأضافت ميلخ: "معا سنعيد الاستيطان اليهودي إلى قطاع غزة ونضمن مستقبلًا أفضل لدولة إسرائيل".
ورأت أن "الاستيطان فقط سيجلب الانتصار والأمن".
وشارك في التجمع النائب من حزب "الليكود" أوشير شكاليم.
وزعم شكاليم، أن "الاستيطان هو المفتاح لضمان أمننا وسيادتنا. حيث يوجد استيطان يهودي يوجد الرخاء والسيادة والنصر".
وأضاف: "كفوا عن الأعذار، استوطنوا في كل إسرائيل".
من جهته، قال النائب من حزب "القوة اليهودية" يتسحاق كروزر: "تم خلال الجولة عرض أهداف ومهام اللوبي استناداً إلى مفهوم واضح: تجديد الاستيطان اليهودي في قطاع غزة، وتشجيع الهجرة الطوعية لسكان غزة، والسيطرة الأمنية والمدنية الكاملة هما مفتاح السلام والأمن على المدى الطويل".
وتابع كروزر: "عندما تكون رسالتنا حادة وواضحة: نحن هنا لنبقى إلى الأبد".
وزعمت منظمة "نحالا" الاستيطانية، التي شاركت بالتجمع، في منشور، أن "الاستيطان يجلب النصر والأمن".
وأضافت: "معًا سنواصل العمل من أجل الاستيطان في جميع أنحاء بلادنا، والآن في غزة".
وقال الوزير من "القوة اليهودية" عميحاي إلياهو، في منشور: "غزة اليهودية لنا، تماما كما حيفا وتل أبيب والقدس لنا" وفق زعمه.
** 6 مستوطنات بغزة
وبحسب خارطة عرضها "اللوبي من أجل تجديد الاستيطان في غزة" خلال الفاعلية، فإنه "يتم طرح خطط لإقامة 6 مستوطنات بينها 3 في شمال القطاع وواحدة في وسطه و2 في جنوبه.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "سيعمل اللوبي على تعزيز التشريعات التي تسمح بوجود مدني يهودي في جميع مناطق قطاع غزة" الذي تبلغ مساحته الإجمالية 365 كم مربع.
وأضافت: "سيعمل اللوبي على تشجيع الهجرة الطوعية".
وتابعت: "اللوبي سيعمل على منع التنازل عن أراضي قطاع غزة وتسليمها لأي كيان آخر غير دولة إسرائيل".
ونقلت عن العاد كليمي، نائب رئيس بلدية مستوطنة سديروت، المحاذية لقطاع غزة، عن "طموحه بضم أجزاء من شمال قطاع غزة إلى أراضي سديروت".
وفي منشور على "إكس" الخميس، قال بن غفير: "من أجل منع حماس من صورة النصر، فإن من الضروري الاستيطان في جميع مناطق القطاع وكذلك تشجيع الهجرة الطوعية".
وزعم بن غفير، أن "هذه الخطوة ضرورية ومنطقية وأخلاقية".
وادعت حركة "نخلة" التي شاركت في الفعالية أن "هناك نحو ألف عائلة مستعدة في هذه اللحظة لنقل مساكنها إلى غزة ولن تتردد في ذلك، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وبحسب الصحيفة، فإنه "تثير مبادرة تجديد الاستيطان اليهودي في قطاع غزة جدلا شعبيا واسعا، خاصة في ضوء خطة فك الارتباط التي تمت عام 2005 بقيادة رئيس الوزراء الأسبق أريئيل شارون، وفي إطار هذه الخطة، تم إخلاء التجمعات اليهودية من قطاع غزة".
وأضافت: "يرى المؤيدون للمبادرة أنها إقامة للسيادة الإسرائيلية، بينما يخشى المعارضون من التبعات الأمنية والسياسية ومقتل المزيد من الجنود وتجدد الصراع في المنطقة".
وتابعت: "يتطرق الحديث حول الاستيطان في غزة أيضا إلى قضايا قانونية مثل ضرورة تعديل قانون فك الارتباط، والتبعات الدولية في لاهاي، نظرا لموقف إسرائيل الحساس تجاه الموقف من قطاع غزة على الساحة العالمية".
وأردفت "يديعوت أحرونوت": "إضافة إلى ذلك، تطرح المبادرة أسئلة حول الجدوى الاقتصادية واللوجستية لإقامة مستوطنات جديدة في المنطقة المتوترة، والقدرة على ضمان سلامة سكانها في المستقبل".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 152 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.