تداعيات إبادة غزة.. الأمطار تغرق خيام النازحين قبيل عودتهم (تقرير إخباري)
- الأمطار أغرقت خياما تؤوي نازحين وسط وجنوب قطاع غزة قبل أيام من عودتهم إلى منازلهم التي أجبرتهم إسرائيل على النزوح منها
Gazze
غزة/ حسني نديم/ الأناضول
- الأمطار أغرقت خياما تؤوي نازحين وسط وجنوب قطاع غزة قبل أيام من عودتهم إلى منازلهم التي أجبرتهم إسرائيل على النزوح منها- السويركي: خلال عشر دقائق غمرتنا المياه بالكامل، الأطفال لم يناموا طوال الليل، الفراش والأغطية والملابس غرقت ولا نملك شيئا نعود به
- سالم العويني: المياه حاصرتنا من كل جهة ولا نستطيع الحركة، الخيمة لا تحمينا من المطر ولا برد الشتاء ولا نعرف ماذا سنفعل
- نادية العاصي: نحتاج لملابس وفراش وطعام، المساعدات لم تصلنا ونريد العودة إلى غزة لكن المعاناة واحدة سنخرج من خيمة إلى أخرى
تضاعفت معاناة آلاف النازحين الفلسطينيين وسط وجنوب قطاع غزة، مع تدفق مياه أمطار غزيرة وتداعيات الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل على مدار نحو 16 شهرا.
وغمرت مياه الأمطار الليلة الماضية وفجر الخميس مئات الخيام التي تؤوي النازحين، ما فاقم أوضاعهم الصعبة، قبل أيام من عودتهم المرتقبة إلى منازلهم التي أجبرتهم الإبادة على النزوح منها.
بالكاد وفرت لهم هذه الخيام البالية ملجأ مؤقتا للنجاة من الإبادة الإسرائيلية، لكنها لم تحمهم من برد الشتاء القارس وحولت أمطاره الغزيرة مخيماتهم برك مياه واسعة.
وكان النازحون يستعدون للعودة إلى شمال قطاع غزة بعد أيام، وفق اتفاق وقف إطلاق النار، على أن يحملوا معهم خيامهم وممتلكات بسيطة هي كل ما يملكون.
إلا أن مياه الأمطار أغرقت خيامهم وجددت مأساتهم، ضمن تداعيات إبادة جماعية مدمرة ارتكبتها إسرائيل بدعم أمريكي بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني الجاري.
** معاناة مستمرة
ملخصا لحظات المعاناة إثر هطل الأمطار بغزارة، قال الشاب محمود السويركي، نازح من شمال قطاع غزة، لمراسل الأناضول: "خلال عشر دقائق فقط غمرتنا المياه بالكامل، وأصبح المكان بركة".
وأضاف: "الأطفال لم يتمكنوا من النوم طوال الليل، غرقت ممتلكاتنا من فراش وأغطية وملابس. كنت أجهز نفسي للعودة إلى الشمال، لكن بعد ما حدث لم يتبق شيء نعود به".
مع 12 فردا من عائلته، يعيش الحاج سالم العويني داخل خيمة متواضعة غرب مدينة دير البلح (وسط).
وقال العويني للأناضول: "المياه حاصرتنا من كل جهة، ولا نستطيع الحركة".
وحاول العويني التواصل مع الدفاع المدني لسحب المياه، لكن محاولاته باءت بالفشل، ولم يتمكن من الخروج من المكان.
وتابع: "هذه الخيمة لا تحمينا من المطر ولا برد الشتاء، ولا نعرف ماذا سنفعل".
ولا يختلف حال الفلسطينية نادية العاصي عن سابقيها، إذ غرقت خيمة عائلتها بالمياه في ساعات الفجر الأولى، وقالت: "غرقنا نحن وأطفالنا، ولم يلتفت أحد لمعاناتنا".
وأردفت: "نحتاج إلى ملابس وفراش وطعام وأساسيات الحياة، زوجي وابني مريضان، ولا نملك أي شيء، وأوضاعنا صعبة للغاية".
وتأمل نادية العودة إلى مدينة غزة قريبا، لعل الحال يتغير، قائلة: "حتى الآن لم يتغير شيء منذ وقف إطلاق النار ودخول الهدنة حيز التنفيذ".
وتابعت: "حتى المساعدات لم تصلنا، نريد العودة إلى غزة، لكن المعاناة واحدة، سنخرج من خيمة إلى خيمة أخرى هناك، فمنزل العائلة دُمر بالكامل".
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
وتحاول العائلات النازحة في المخيمات التي أغرقتها المياه إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مقتنيات وفراش وأغطية، فيما يعاني أطفال أثناء تنقلهم وسط المياه التي تحاصرهم من كل جانب.
والأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية في غزة أكثر من 158 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.