وان ـ موش / أوزكان بيلكين ـ إبراهيم يلدز/ الأناضول

بفضل الأراضي والرطبة والمسطحات المائية والغطاء النباتي الغني، تحولت بحيرة وان وسهل موش شرقي تركيا، إلى موئل للطيور المهاجرة على مدار العام.

ويقع حوض بحيرة وان وسهل موش على مسار هجرة الطيور، وتستضيفان سنويا آلاف الطيور من عشرات الأنواع، وتُعتبران من أهم مناطق التكاثر والاستراحة للطيور المهاجرة إلى المناطق الباردة صيفا والدافئة شتاء.

بفضل الأراضي والرطبة والمسطحات المائية والغطاء النباتي الغني، تحولت بحيرة وان وسهل موش شرقي #تركيا، إلى موئل للطيور المهاجرة على مدار العامhttps://t.co/sda21w3wN6 pic.twitter.com/ZihLd30oPF

— Anadolu العربية (@aa_arabic) October 27, 2024

وتشهد المنطقتان نشاطاً دائماً للطيور خلال جميع الفصول، فضلًا عن أنهما تعتبران موطناً للعديد من الأنواع، بعضها مهدد بالانقراض.

وتحتضن بحيرة وان وسهل موش العديد من الطيور خلال فترتي التكاثر وفقس البيض، والتي تستمر في الأراضي الرطبة بين فصلي الربيع والخريف.

وعندما يبدأ الجو بالبرودة، تنتقل الطيور إلى مناطق أكثر دفئاً، حيث يتم تصويرها من قبل هواة التصوير ومراقبي الطيور والأكاديميين.

- زيادة أنواع الطيور في بحيرة وان

وأوضح البروفيسور الدكتور آتيلا دورموش، أستاذ علم الحيوان في كلية العلوم بجامعة "وان يوزونجو يل" التركية، أن الطيور المهاجرة تستحوذ على أهمية كبيرة في المنطقة.

وأشار دورموش في حديثه لمراسل الأناضول، إلى أن الجامعة تجري أبحاثًا ودراسات لأنواع الطيور المهاجرة التي تحط في حوض بحيرة وان.

وأكد أن منطقة الحوض التي تتمتع بإمكانات جيدة من حيث الأراضي الرطبة، تعد من أهم الوجهات للطيور المهاجرة.

وقال: "80 في المئة من الطيور في منطقة الحوض هي مهاجرة، وهذا يمثل نسبة كبيرة. سهل موش أيضاً من بين مناطق التكاثر المهمة لعدد كبير من أنوع الطيور المهاجرة".

ولفت الأكاديمي التركي إلى "حماية الأنواع المهمة في هذه المناطق وإجراء تعداد لكل الأنواع في حوض وان وسهل موش".

وأضاف: "التغير المناخي العالمي يؤثر أيضاً على الحياة البرية في حوض وان. هذا يوفر في الوقت نفسه فرصة لبعض الأنواع الأخرى".

وأردف: "بسبب جفاف واضمحلال أو تجزؤ موائل طبيعية في بعض المناطق، تنتقل أنواع الطيور من هناك إلى حوض بحيرة وان. وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة زيادة عددها بالمنطقة".

واعتبر أن ذلك "تطور إيجابي للمنطقة على المدى القصير، لكن عالميا من المحتمل أن يؤثر هذا التغير المناخي بصورة سلبية على الأنواع الغازية والأراضي الرطبة في المنطقة على المدى الطويل".

وأشار إلى أن هناك أنواعا مهمة تعرف باسم "الأنواع الرائدة" تصل إلى الحوض مع كل موسم هجرة.

وقال: "هناك طائر الحبارى الذي يتكاثر في سهل موش، إضافة إلى الكركي أيضا. هذه الطيور لديها إمكانيات تكاثر جيدة في منطقة الحوض. لذلك تبذل كل من الجهات المحلية والمؤسسات العامة جهوداً كبيرة لحمايتها. إضافة إلى أن الدراسات والمتابعات سجلت زيادة ملحوظة في أعداد هذه الطيور".

- موائل طبيعية رطبة مشهورة وطنيا

من جهته، قال رئيس جمعية حماية الطبيعة في سهل موش قاسم أوجي، إنهم يجرون منذ سنوات أبحاثاً على الموائل الطبيعية في الأراضي الرطبة وأنواع الطيور هناك.

وأوضح أوجي لمراسل الأناضول، أن سهل موش يحتوي على موائل طبيعية غنية ورطبة، وذات شهرة كبيرة على المستوى الوطني.

وأضاف: "لدينا موائل طبيعية رطبة ذات شهرة على المستوى الوطني. يمكننا أن نرى هنا أنواعاً مختلفة من الطيور. هناك حركة دائمة للطيور على مدار العام".

وبين أن "الغالبية العظمى من هذه الطيور تقضي موسم التكاثر هنا. ويمكننا رصد حركة الهجرة في المنطقة حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول".

وزاد أن الأراضي الخصبة في سهل موش تعد من أهم مناطق التغذية للطيور، وقال: "لدينا مواقع تعشيش لطائر الحبارى وطائر الحبارى الصغير، المصنفين بين الأنواع المهددة بالانقراض على المستوى الدولي".

وختم أوجي بالقول: "الأراضي الرطبة الغنية توفر بيئة ملائمة للطيور للاستراحة والتكاثر خلال طريق الهجرة. لقد رصدنا وجود حوالي 400 نوع من الطيور المهاجرة في موش. نحن نسجل ونلتقط صورا لدعم أبحاثنا الميدانية".