دبلوماسي إسرائيلي سابق: إبادة غزة ستجلب مشاكل قانونية وسياسية لتل أبيب (مقابلة)
ألون ليل، النائب السابق للمدير العام في وزارة الخارجية الإسرائيلية للأناضول: في المستقبل سنواجه مشاكل كبيرة قانونية وسياسية بسبب تبعات حرب غزة

Quds
القدس/ الأناضول
ألون ليل، النائب السابق للمدير العام في وزارة الخارجية الإسرائيلية للأناضول:-في المستقبل سنواجه مشاكل كبيرة قانونية وسياسية بسبب تبعات حرب غزة
-موقف الجنود الاحتياط الذين "لم يعودوا يريدون الذهاب إلى الحرب بات يشكل ضغطا حقيقيا" على الجيش
-نتنياهو مشلول فوقف الحرب يعني حل الائتلاف، وربما الدعوة لانتخابات مبكرة وهو ما لا يريد المخاطرة به
قال ألون ليل، النائب السابق للمدير العام في وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن بلاده ستواجه مشاكل سياسية وقانونية في المستقبل بسبب الإبادة الجماعية التي يواصل الجيش ارتكابها في قطاع غزة منذ 19 شهرا، وهاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووصفه بـ"المشلول" سياسيا.
وأكد ليل الذي شغل منصب القائم بالأعمال في سفارة تل أبيب بأنقرة في ثمانينيات القرن الماضي، في حديث للأناضول، إن الأسرى الإسرائيليين الـ59 المحتجزين بغزة يجب أن يعودوا حتى لو كلف ذلك "وقف الحرب" على القطاع.
ويعد ليل واحدا من الذين وقعوا على عرائض للمطالبة بعودة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة وإن كلف ذلك وقف الإبادة الجماعية المرتكبة بحق الفلسطينيين.
وتتوزع العرائض المفتوحة للتوقيع ما بين عرائض صادرة عن عسكريين احتياط ومتقاعدين في وحدات عسكرية إسرائيلية مختلفة، وبين أخرى بادرت إليها مجموعات مدنية تدعم رسائل العسكريين.
وأشار ليل إلى أن قضية الأسرى المحتجزين بغزة قسمت المجتمع الإسرائيلي إلى قسمين، أحدهما يدافع بشدة عن فكرة "إعادة الأسرى" بينما يدافع الآخر عن فكرة "إنهاء حماس".
وأوضح أن الذين وقعوا على العرائض استخدموا تعبير "وإن كلف وقف الحرب" لأنهم يحترمون موقف الحكومة ويعتبرون عودة الأسرى أولوية.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
والجمعة، أظهر موقع "عودة إسرائيل" الخاص بنشر العرائض، أن عدد الإسرائيليين المطالبين باستعادة الأسرى مقابل وقف حرب الإبادة بقطاع غزة، إلى أكثر من 128 ألفا، فيما بلغ عدد العرائض التي تتضمن هذه المطالبات 47 عريضة.
** "ضغط على الجيش"
تطرق ليل إلى معضلات تواجه الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة وقال إنها تشكل عوامل "ضغط حقيقية".
وأفاد ليل، بأن موقف الجنود الاحتياط الذين "لم يعودوا يريدون الذهاب إلى الحرب بات يشكل ضغطا حقيقيا" على الجيش.
وتابع حول ذلك: "لا أعتقد أن هذا يُمثل مشكلة حاليا، ولكن إذا استمر الوضع على هذا النحو ورفض المزيد من الناس الانضمام إلى الجيش، فقد تمسي مشكلة كبيرة".
وبحسب إعلام عبري، تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة توجهات للعشرات من جنود الاحتياط برفض العودة للمشاركة بحرب الإبادة الجماعية بغزة.
إضافة إلى ذلك، أشار ليل إلى موقف المتدينين المتشددين بعدم الانضمام للجيش الذي يعتمد دائما على الشريحة العلمانية من السكان، والتي لا تدعم الحرب، وفق قوله.
**أثر الإبادة
انتقد ليل، الذي عمل أيضا سفيرا لإسرائيل في جنوب أفريقيا، استمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة والهجمات على دول أخرى، قائلا أنها ستفرز تبعات سلبية تؤثر على بلاده والجالية اليهودية حول العالم.
وقال عن ذلك، إن الهجمات التي تنفذها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لا سيما في قطاع غزة، وكذلك في لبنان وسوريا واليمن، سيكون لها تأثير سلبي على مستقبل الجالية اليهودية في إسرائيل وحول العالم.
وتابع: "بعد 5 أو 10 سنوات من الآن، عندما ينظر العالم إلى هذه الحرب، سيُشكّل عدد الضحايا وحجم الدمار والمعاناة التي سببناها مشكلة لإسرائيل ستستمر لأجيال. ليس فقط لإسرائيل، بل للمجتمع اليهودي أيضا".
وأضاف: "الإسرائيليون يقولون: هوجمنا، وقُتلنا، واُغتصبنا، ولدينا الحق في أن نفعل ما نريد. لكن العالم لا يرى الأمر بهذه الطريقة".
وأردف: "في المستقبل، عندما ينظر الناس إلى نتائج هذه الحرب، سنواجه مشاكل كبيرة، ربما مشاكل قانونية، ومشاكل تتعلق بصورتنا، ومشاكل سياسية".
وأشار إلى أن الإسرائيليين لم يتجاوزوا بعد "صدمة (هجوم) 7 أكتوبر" وبالتالي لا يرون سوى معاناتهم.
**"نتنياهو مشلول"
قال ليل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستند إلى ائتلاف قومي وديني يضم 68 نائبا في الكنيست (البرلمان) المكون من 120 مقعدا، ما يجعله يشعر "بأمان" (سياسي) طالما حافظ على هذا الائتلاف.
وهاجم ليل نتنياهو ووصفه بـ"المشلول" كونه يخضع لرغبات التيار الأشد تطرفا في حكومته للحفاظ على مستقبله السياسي.
وعن ذلك، قال ليل إن زعيم الحزب الديني القومي-الصهيونية الدينية ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وزعيم حزب القوة اليهودية ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، عارضا بشدة وقف الهجمات على غزة.
وأشار إلى أن بن غفير استقال من الحكومة في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، حينما دخل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ، ثم عاد مع استئناف الإبادة الجماعية في القطاع في 18 مارس الماضي.
وختم قائلا: "أعتقد أن نتنياهو مشلول، لأنه لو أراد وقف الحرب فعليه حل الائتلاف، وربما سيدعو إلى انتخابات (مبكرة)، وهو لا يريد هذه المخاطرة".
ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.