"روح الروح" وجدها ومصور الأناضول.. عائلة أبو نبهان تحت الإبادة الإسرائيلية (تقرير)
** الجيش الإسرائيلي قتل الحفيدة ريم (روح الروح) في 2023 ثم جدها خالد أبو نبهان بـ2024 والصحفي سائد أبو نبهان مطلع 2025
Istanbul
غزة/ حسني نديم/ الأناضول
** الجيش الإسرائيلي قتل الحفيدة ريم (روح الروح) في 2023 ثم جدها خالد أبو نبهان بـ2024 والصحفي سائد أبو نبهان مطلع 2025
** سائد (25 عاما) كان معروفا بحبه العميق لعائلته خاصة خالد خال والدته وحفيدته ريم اللذين كانت لهما مكانة خاصة في قلبه
** أم أنس زوجة سائد للأناضول:
- لم أكن أعلم أنه يساعد الكثير من العائلات المحتاجة سرا حتى بعد استشهاده
ـ أخبرني الناس أنه كان دائما بجانبهم وقت حاجتهم
- بمجرد وقوع الحدث كان يخرج لتوثيقه دون أن يأبه للخطر
ـ لم يكن ينام سوى ساعات قليلة ويقضي الليالي في جمع المعلومات
قبل أكثر من عام، ودع الجد خالد أبو نبهان حفيدته الطفلة الشهيدة ريم بعبارة "روح الروح"، حاملةً كل معاني الحزن والفقد التي تعتصر قلوب الفلسطينيين.
وقبل أيام كُتبت صفحة جديدة من الألم، بمقتل المصور الصحفي الفلسطيني الشاب سائد أبو نبهان برصاص الجيش الإسرائيلي، في حلقة جديدة من الإبادة بحق العائلة المكلومة.
💔 "روح الروح" وجدها ومصور #الأناضول.. عائلة أبو نبهان تحت الإبادة الإسرائيلية
— Anadolu العربية (@aa_arabic) January 12, 2025
— الجيش الإسرائيلي قتل الحفيدة ريم (روح الروح) في 2023 ثم جدها خالد أبو نبهان بـ2024 والصحفي سائد أبو نبهان مطلع 2025 https://t.co/FONTwPIMiN pic.twitter.com/juVL4BLUyT
والجد خالد، هو خال والدة الصحفي سائد (25 عاما)، الذي كان متعاونا مع الأناضول وقتلته إسرائيل الجمعة الماضي، ضمن ما لا يقل عن 203 صحفيين فلسطينيين لقوا المصير ذاته.
وقُتل خالد نفسه بقصف إسرائيلي في 16 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وهو أحد رموز العمل الخيري في المنطقة.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، قتلت غارة إسرائيلية ريم وشقيقها طارق، حفيدي الجد خالد، المكنى بـ"أبو ضياء".
آنذاك، تداول ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل مقطع فيديو يُظهر الجد حاملا بين ذراعيه جثمان ريم، وهو يودعها بأسلوب مؤثر ومبكٍ.
برفق، احتضن الجد جثمان حفيدته، وهو يردد كلماته الحنونة التي باتت مشهورة في أنحاء العالم: "روح الروح هذه.. روح الروح".
وعُرف الصحفي سائد، بحبه العميق لعائلته، خاصة خالد، خال والدته، وحفيدته الشهيدة ريم، اللذين كانت لهما مكانة خاصة في قلبه.
وعقب مقتل خالد، وثقت عدسات صحفيين مشهد الحزن والألم الذي اعتصر قلب سائد أثناء وداعه الأخير، في لحظات مليئة بالأسى والوجع.
تلك الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق عائلته وشعبه الفلسطيني في غزة، دفعت سائد إلى الاستمرار في توثيقها ونقل معاناة أهالي غزة إلى العالم.
ولا تزال الإبادة تفتك بتلك العائلة، إذ لقي الطفل عبد الرحمن أبو نبهان (4 أعوام) مصرعه قبل أيام متأثرا بحروق أصيب بها بعدما سقط في قدر طعام يغلي داخل إحدى التكيات الخيرية وسط قطاع غزة.
وكان عبد الرحمن، ينتظر دوره للحصول على ما يسد رمقه، تحت قصف إسرائيلي دموي وحصار مشدد يعمق المجاعة عبر منع تدفق الغذاء والماء.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
** صحفي إنسان
وفي ظل الإبادة الإسرائيلية لم يكن سائد مجرد مصور صحفي يوثق آلام ومأساة غزة، بل نذر حياته لمساعدة الآخرين دون أن يُعلن ذلك، وفق زوجته أم أنس.
وقالت الزوجة للأناضول: "لم أكن أعلم أنه يساعد الكثير من العائلات المحتاجة سرا، حتى بعد استشهاده أخبرني الناس أنه كان دائما بجانبهم وقت حاجتهم".
وتابعت: "بمجرد وقوع الحدث، كان يخرج لتوثيقه دون أن يأبه للخطر، لم يكن ينام سوى ساعات قليلة، وكان يقضي الليالي في جمع المعلومات".
و"في الفترة الأخيرة، عندما جاء دعم لمخيم النصيرات، خاطر بنفسه لتوزيع كميات من الطحين والدجاج على العائلات المحتاجة، وعندما انتهت الكميات، اشترى من ماله الخاص لاستكمال التوزيع دون أن يخبر أحدا"، حسب زوجته.
** أب محب
قبل حرب الإبادة بأيام قليلة، ولد أنس، نجل سائد، في 25 سبتمبر/ أيلول 2023، وكان يعاني من مشاكل صحية استدعت بقاءه في العناية المركزة، وكان سائد، أبا محبا يسعى لإسعاد ابنه وتلبية كل احتياجاته.
وتحدثت أم أنس، عن علاقة الشهيد بطفله قائلة: "كان لا يقبل أن يشعر أنس بأي ضيق، في الأيام الأخيرة، كان أنس يتقرب مني أكثر وكأنه يشعر بأن والده سيرحل، اليوم يمسك الجوال وينادي عليه ويبحث عنه في كل مكان ولا يجده".
وعن تفاصيل الأيام الأخيرة من حياة زوجها قالت: "قبل استشهاده بأسبوع، اشترى لي كل ما كنت أتمناه في يوم عيد ميلادي، ولم ينسَ عائلته، فقد اشترى هدايا لشقيقاته المتزوجات وأشقائه، جابرا خواطر الجميع".
وختم بأن "سائد كان نموذجا للإنسان الذي يجمع بين العمل الصحفي والإنساني، وكان محبوبا من الجميع، الصغير قبل الكبير".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 156 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.