غزة/محمد ماجد/ الأناضول

"حبيبي يما"، بهذه الكلمات ودعت الأم الفلسطينية سماح المحتسب طفلها الذي قتل في استهداف إسرائيلي أثناء لعبه برفقة أقربائه على سطح المنزل وسط قطاع غزة.

ولم تمتلك الأم المكلومة، سوى الدموع وكلمات بسيطة لتعبر عن ألمها وحسرتها على طفلها "حمزة" (10 سنوات)، الذي قُتل دون أي ذنب.

وخلال نقل جثمان الطفل إلى المقبرة داخل سيارة مدنية، تلقي الأم نظرة الوداع الأخيرة على طفلها، وتحتضنه بعمق وتقبله، وعيونها غارقة بالدموع.

في ظل حالة الحزن التي تمر بها الأم، تقترب منها إحدى النساء داخل السيارة، محاولة تخفيف بعض من ألمها، حيث تضع يدها برفق على كتفها، وتقول لها كلمات مواساة بصوت حزين.

لحظات اللعب اختفت

والسبت، في مدينة دير البلح وسط القطاع على سطح منزله، في الهواء الطلق، كان الطفل حمزة يلهو رفقة أقربائه الأطفال، مستمتعا بالهواء الذي كان يخفف من حرارة الجو داخل الغرف المزدحمة في المنزل، وأن تلك اللحظات البسيطة كانت تشكل سعادة تمثل عالمه الصغير بالحركة والنشاط.

لكن تلك اللحظات السعيدة وضحكاته التي تملأ الأجواء تحولت إلى ذكرى مؤلمة بعد أن استهدفته طائرة إسرائيلية، مما ترك أمه في حالة من الصدمة والحزن.

وألقت طائرة "كواد كابتر" إسرائيلية قنبلة استهدفت الأطفال الذين كانوا يلهون على سطح المنزل، مما أسفر عن مقتل حمزة وإصابة آخرين.

وخلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، قُتل 16 ألفا و172 طفلا فلسطينيا.

أعمال عدائية

والسبت، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن "أطفال قطاع غزة يواجهون ظروفا صعبة وسط الأمراض الجلدية والبيئة غير الصحية والأعمال العدائية التي لا تنتهي".

وأضافت المنظمة الأممية، في منشور على حسابها عبر منصة "إكس"، أن "أطفال غزة يواجهون ظروفا صعبة، منها الأمراض الجلدية، والبيئة غير الصحية، والأعمال العدائية التي لا تنتهي".

وشددت اليونيسف على "هناك حاجة إلى وقف إطلاق النار فورا".

والسبت، قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين بينهم أطفال، في سلسلة غارات شنتها طائرات إسرائيلية على منازل في مدينة خان يونس (جنوب) ومخيمي البريج والنصيرات (وسط).

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 128 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.