تركيا, الدول العربية, التقارير, لبنان

من "يونس إمرة" إلى الجامعة اللبنانية.. شغف بتعلم اللغة التركية (تقرير)

- مع ازدياد شعبية المسلسلات التركية بالعالم العربي، وتطور العلاقات بين لبنان وتركيا، أصبح اللبنانيون أكثر شغفا بالتعرف على الثقافة واللغة التركيتين

Wassim Samih Seifeddine  | 03.07.2024 - محدث : 03.07.2024
من "يونس إمرة" إلى الجامعة اللبنانية.. شغف بتعلم اللغة التركية (تقرير) صورة أرشيفية

Lebanon

بيروت/ وسيم سيف الدين/ الأناضول

- مع ازدياد شعبية المسلسلات التركية بالعالم العربي، وتطور العلاقات بين لبنان وتركيا، أصبح اللبنانيون أكثر شغفا بالتعرف على الثقافة واللغة التركيتين
- إقبال متزايد على دراسة التركية في معهد "يونس إمرة"، ثم التعمق فيها عبر الالتحاق بقسم علم التركيات في الجامعة اللبنانية 
- رئيسة قسم علم التركيات سوسن أغا: نعتمد المنهاج المتبع في أرقى جامعات العالم. الطلاب يتعلمون اللغة وآدابها والثقافة والتاريخ والفنون والجغرافيا
- عضو هيئة التدريس بالقسم الدكتورة ياسمين كورتلو: نهدف لجعل طلابنا ممثلين للثقافة التركية ونساعدهم للحصول على فرص عمل ومنح دراسية
- بٌشرى فضل الله طالبة بالسنة الثانية: أحب التركية منذ صغري، خاصة من خلال عشقي للمسلسلات التركية.. والتحقت بالجامعة عبر إعلان على صفحة معهد "يونس إمرة"
- الطالب حسن حبلي: أحببت اللغة التركية عندما كنت أدرس في الأزهر بمصر، حيث تعلمت من زملاء أتراك بعض المفردات، وأتيت للجامعة كي أتمكن من اللغة
 

مع ازدياد شعبية المسلسلات التركية في العالم العربي، وتطور العلاقات الثنائية بين لبنان وتركيا، أصبح اللبنانيون أكثر شغفا بالتعرف على ثقافة تركيا ودراسة لغتها والتعمق في آدابها وتاريخها.

هذا الشغف يجسده إقبال متزايد على المعهد الثقافي التركي "يونس إمرة" في بيروت، ومن خلاله تعرف طلاب كثيرون على قسم علم التركيات (التركلوجي) بالجامعة اللبنانية (حكومية)، للتعمق في اللغة أكثر من مجرد تعلمها.

وبدأت كلية الآداب في الجامعة تستقطب اهتماما متزايدا من طلاب لبنانيين، منذ تأسيس قسم علم التركيات في قسم اللغة التركية عام 2017.

وفي يومهم الأخير من العام الدراسي الجامعي روى طلاب في علم التركيات لمراسل الأناضول سبب اختيارهم هذا القسم في التخصص، بعد أن تلقوا تدريسا مبدئيا في تعلم التركية في "يونس إمرة".

ويهدف قسم علم التركيات إلى تعليم اللغة التركية بمستوى أكاديمي؛ وتستمر الدارسة به 4 أعوام، ويحصل مَن يجتازها على شهادة دبلوم في اللغة التركية والعثمانية.

مناهج علم التركيات

رئيسة قسم علم التركيات في الجامعة اللبنانية سوسن أغا قالت للأناضول إن "القسم يعتمد المنهاج المتبع في أرقى الجامعات في العالم، مثل السوربون وستراسبورغ وبرلين والجزائر وغيرها".

وأضافت أن "الدولة التركية تبتعث معلمين للقسم وفق الاتفاقية الموقعة مع الدولة اللبنانية منذ عام 2017".

و"لا تقتصر الدراسة في القسم على تعلم اللغة بتعمق فقط، ولكن تحتوي دراسة الآداب التركية بتنوعها من الثقافة وتاريخ وفنون إلى الجغرافيا"، حسب أغا.

وأوضحت أن "الجامعة تتبع في التدريس الأساليب النظرية والتطبيقية؛ لأنها أقرب للطالب أن يتعلم منها اللغة".

وتابعت أن "القيمين (القائمين على القسم) يهمهم إيصال الثقافة التركية، ليس فقط للبنانيين، بل لجميع الجنسيات، وخاصة أن الطلاب الذي تخرجوا من القسم انتشروا في جميع البلدان العربية وغيرها ويدّرسون اللغة التركية".

ووفق أغا فإن "خريجي القسم وجدوا وظائف ليس فقط في لبنان بل في تركيا نفسها والمؤسسات التركية المنتشرة في الأراضي اللبنانية، ولدينا عدد حصل على منح دراسية لمتابعة دراستهم العليا في تركيا".

وأشارت إلى أن "القسم يعد مواضيع عن المطبخ التركي، حيث نخصص أكثر من يوم في الأسبوع لتعليم الطلاب إعداد الأطباق التركية، ونعتبر ذلك جزءا من رسالتنا التعليمية".

عمل ومنح دراسية

"أقوم أنا وزملائي المدرسين في الجامعة بتدريس اللغة التركية للطلاب اللبنانيين في جميع المستويات، ونزودهم بالمهارات اللغوية".. هكذا بدأت عضو هيئة التدريس الدكتورة ياسمين كورتلو حديثها للأناضول.

وأضافت كورتلو: "من خلال تعليم طلابنا بهذه الطريقة، نهدف إلى جعلهم ممثلين للثقافة التركية في بلدانهم".

وتابعت: "في هذا السياق، تم افتتاح قسم العلوم التركية في عام 2017، وقمنا بتخريج العديد من الطلاب هنا مع أصدقائنا الأكاديميين من تركيا".

و"كمدرسين للغة التركية نساعد طلابنا للحصول على عمل (...) والطلاب هنا لا يتعلمون الثقافة التركية فقط، بل يتعرفون أيضا على تركيا من خلال المنح الدراسية، حيث يذهبون إليها ويشاركون في الأنشطة المختلفة هناك"، وفق كورتلو.

وأضافت: "ألاحظ على طلابنا رغبة كبيرة في تعلم اللغة التركية، وهم يتعلمونها عن طيب خاطر".

لغة جميلة

رولا طالبة في السنة الأولى بقسم علم التركيات عبَّرت لمراسل الأناضول عن حبها الكبير لتركيا، بعد أن زارتها للسياحة عدة مرات وأُعجبت بلغتها.

وتابعت: "سمعت من أصدقائي عن قسم اللغة التركية وآدابها في الجامعة، وفورا قمت بالتسجيل والآن أدرس في السنة الأولى، رغم أنني أنهيت اختصاص الاقتصاد".

وأردفت: "أنا من أصول تركية وأتعلم اللغة التركية، وهي لغة أمي؛ لأني أطمح إلى العيش في تركيا".

مايا، زميلة رولا، قالت: "أحببت اللغة التركية من كثرة متابعتي للمسلسلات التركية، فتعلمت بعض المفردات التي تخولني التحدث فقط؛ مما أثار فضولي للتخصص بآداب هذه اللغة الجميلة".

وأضافت مايا: "أنوي العيش في تركيا؛ لأنني أحب هذا البلد وشعبه الطيب، وتعلم التركية يساعدني على التعرف أكثر على ثقافة هذا البلد الجميل".

يونس إمرة

بٌشرى فضل الله، وهي طالبة في السنة الثانية، قالت: "منذ صغري وأنا أحب اللغة التركية، وخاصة من خلال عشقي لمشاهدة المسلسلات التركية، كما أغلب الطلاب هنا".

وتابعت: "بدأت تعلم اللغة التركية بنفسي، وعملت على تطويرها، وبعدها شاهدت إعلان على صفحة معهد يونس إمرة في فيسبوك".

وأوضحت أن الإعلان كان يتحدث عن أن "هناك قسم متخصص بالتركلوجي (علم التركيات) بالجامعة اللبنانية. عندها تحمست وسجلت، واليوم ننهي السنة الثانية".

ودعت فضل الله "جميع الطلاب الذين لديهم شغف لتعلم اللغة التركية، ليتوجهوا إلى التسجيل في الجامعة، وخاصة أن هناك الكثير من فرص العمل بعد إنهاء الدراسة".

و"تعلم اللغة التركية يتيح للطلاب فرصا مهنية في الشركات والمؤسسات التي تتعامل مع تركيا أو تحتاج إلى متخصصين في اللغة التركية"، أضافت فضل الله.

أما شغف الطالب حسن حبلي بالتركية فبدأ في مصر، إذ قال: "أحببت اللغة التركية منذ زمن عندما كنت أدرس في الأزهر بمصر وتخرجت عام 1996".

وتابع: "كان لي زملاء من تركيا (في الأزهر) وكنا نعيش كأخوة مع بعضنا البعض، وتعلمت منهم بعض المفردات التركية. وأتيت إلى قسم التركلوجي كي أتمكن من هذه اللغة وأتعلم أصولها".

"يربطنا بتركيا الكثير، وخاصة أن جدي لأمي وجدي لأبي كلاهما كانا مقاتلين في الجيش العثماني، وهما شهيدين، وأبي كان يتكلم معي بعض الكلمات التركية مما حفظه عن جده وأبيه"، حسب حبلي.

وتابع: "نحمد الله أنه تيسر لنا هذا القسم الذي تعرفت عليه عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي".

وختم حبلي بقوله: "أتعلم التركية باختصاص إضافي إلى جانب تخصيصي أيضا في الشريعة والقانون والتمريض وعلم نفس".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.