تركيا, دولي, الدول العربية, فلسطين, قطاع غزة

أردوغان: لا يمكن قبول تهجير الفلسطينيين من غزة

**الرئيس أردوغان في تصريحات صحفية: - تصديق أكاذيب الصهاينة والعبث بأوضاع المنطقة لن يؤدي سوى لمفاقمة جراحها

Muhammet Torunlu  | 14.02.2025 - محدث : 14.02.2025
أردوغان: لا يمكن قبول تهجير الفلسطينيين من غزة

Ankara

أنقرة/ الأناضول

**الرئيس أردوغان في تصريحات صحفية:
- تصديق أكاذيب الصهاينة والعبث بأوضاع المنطقة لن يؤدي سوى لمفاقمة جراحها
- الولايات المتحدة الأمريكية تجري حسابات خاطئة بشأن المنطقة
- تصديق ما يقوله نتنياهو لن يؤدي سوى إلى إغراق المنطقة بالدماء

جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه القاطع لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.

جاء ذلك في تصريحات صحفية على متن الطائرة خلال عودته من جولة آسيوية شملت ماليزيا وإندونيسيا وباكستان، اختتمها الخميس.

وقال أردوغان بشأن خطة ترامب: "لا يمكن قبول التهجير فذلك وحشية".

وأردف الرئيس التركي مخاطبا واشنطن: "تصديق أكاذيب الصهاينة والعبث بأوضاع المنطقة لن يؤدي سوى لمفاقمة جراحها وهذا طريق خاطئ".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تجري حسابات خاطئة بشأن المنطقة، مؤكدًا ضرورة عدم تجاهل الحقائق التاريخية للمنطقة.

وأضاف أردوغان: "غزة وجع في قلوبنا وجرح بداخلنا ونعمل ما بوسعنا كي يندمل، وعلينا ذلك، لكن العالم الإسلامي لم يقدم على خطوة مشتركة حتى الآن بهذا الصدد".

وتابع: "علينا أن نزيل نواقصنا في هذا الصدد، وأن نقوم بما يترتب علينا"، داعيًا إلى الإسراع بجهود إعادة الإعمار في غزة وسوريا.

وأشار الرئيس التركي إلى أن التصرف وكأن المعاناة غير موجودة في هذه المنطقة لن يكسب الولايات المتحدة أي شيء.

وشدد على أن تصديق ما يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لا تزال محاكمته مستمرة في بلاده، "لن يؤدي سوى إلى إغراق المنطقة بالدماء".

وأردف: "رأينا ذلك بوضوح تام، وهذا لن يحقق السلام المنشود، بل على العكس من ذلك سيعمق الصراعات ويزيد من الدماء والدموع، وننتظر من ترامب أن يفي بوعده الذي أطلقه قبل الانتخابات واتخاذ خطوات تجلب السلام وليس الحرب مجددًا".

وأكد أردوغان أن الوضع في قطاع غزة في مرحلة حساسة ومعقدة للغاية.

ولفت إلى أن ما يشهده القطاع أثار ردود فعل كبيرة على صعيد القانون الدولي وحقوق الإنسان.

وشدد على ضرورة أن يكون البحث عن حل عادل لهذه القضية دائما في المقدمة، وأن النهج العادل مهم للغاية بالنسبة لتركيا فيما يتعلق بحماية الشعب الفلسطيني وإيجاد حل عادل.

وبيّن أردوغان، أن تركيا دافعت دائمًا عن حقوق فلسطين ولفتت الانتباه إلى هذه القضية على الساحة الدولية.

وأكد أنه لا يمكن إنكار جهودها في حالات وقف إطلاق النار التي تحققت.

وتابع: "من المهم جدًا إظهار المجتمع الدولي وخاصة القوى الكبرى موقفًا بناءً من أجل تحقيق سلام دائم، وعلى الرغم من أن أي نوع من التعاون والاستراتيجية على طريق السلام يعتبر خطوة إيجابية، إلا أن الأمر الأساسي هو حماية حقوق الشعب الفلسطيني وتوفير الحياة العادلة له".

واستدرك بالقول: "لكن هذه العملية لا يمكن أن تتقدم بشكل صحي مع تصريحات من قبيل، فلتقم القيامة، وخطط خاطئة مثل تهجير سكان غزة، والتي تزين أحلام القاتل نتنياهو".

وشدد أردوغان على أن خطة تهجير الفلسطينيين من غزة تتجاهل حقوق الشعب في غزة وفلسطين ولن تقبلها أي دولة إسلامية.

وبيّن أن مثل هذا النهج لا يساهم في تحقيق السلام المستدام على المدى الطويل، بل على العكس من ذلك يؤجج الصراعات.

وأوضح أردوغان، أن تصرف المجتمع الدولي وفقا للحسابات السياسية بدلا من مراعاة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية من شأنه أيضا أن يعمق الأزمات في المنطقة.

وقال: "إن تضميد كل هذه الجروح ممكن من خلال قبول وجود دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود عام 1967، ويجب بناء السلام الحقيقي فقط على أساس الاعتراف بحقوق الطرفين وضمان المساواة والعدالة. وسنكون شركاء في أي استراتيجية موجهة نحو السلام تبنى على هذا الأساس".

وحذر أردوغان، من أن إسرائيل ستبقى تريد حرباً إقليمية، وأن هذا الوضع لن يكون في مصلحتها.

ولفت إلى أن الإدارة التي على رأس السلطة في إسرائيل تتغذى على الدماء والدموع.

وذكر أردوغان أن السمة الأكثر للطغاة هي أنهم جبناء، ويتراجعون عندما يرون إرادة قوة في مواجهتهم.

وفي هذا الصدد، قال: "نرى بوضوح أن حماس استمرت في دفع العملية قدما من خلال الوفاء بوعودها حتى هذه اللحظة، وكما هو الحال دائما، فإن الطرف الذي لا يمكن الوثوق بوعوده هو الحكومة الإسرائيلية".

وتطرق أردوغان إلى استشهاد فلسطيني بقصف مسيرة إسرائيلية شرقي مدينة رفح جنوبي غزة مع استمرار وقف إطلاق النار، وإعلان وزارة الصحة بالقطاع مقتل 92 فلسطينيا في الهجمات التي نفذتها إسرائيل بشكل مباشر في غزة منذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وقال: "كل هذا يظهر بوضوح أن الإدارة الإسرائيلية لا تنوي جعل وقف إطلاق النار دائمًا، وأن اتباع استراتيجية ارتكاب مجازر جديدة وأوسع نطاقا بتشجيع من الولايات المتحدة من شأنه أن يتسبب في تكبد إسرائيل خسائر أكبر".

وذكر أردوغان أن صور تبادل الأسرى القادمة من غزة التي تعاني من حصار وقصف شديدين منذ 15 شهرا، أظهرت أن حماس قوية من الناحية المعنوية.

وفي شأن آخر، أشاد الرئيس التركي بالحفاوة التي حظي بها في كل من ماليزيا وإندونيسيا وباكستان والاتفاقيات التي تم توقيعها.

**ماليزيا

وأكد الرئيس التركي على اتفاقه مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين التي تأسست عام 2022 من خلال آلية مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى.

وأشار إلى أنّ زيارته لماليزيا تكللت بالتوقيع على 11 اتفاقية تفاهم في العديد من المجالات، وفي مقدمتها الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا، إلى جانب إعلان بيان مشترك يرسم ملامح مستقبل العلاقات بين البلدين.

وأشار الرئيس أردوغان إلى أنهم تمكنوا من تحقيق الهدف ببلوغ حجم التبادل التجاري مع ماليزيا إلى 5 مليارات دولار معلنا أن الهدف الجديد هو 10 مليارات دولار.

**إندونيسيا

وبشأن إندونيسيا، أشار الرئيس التركي إلى أنّ الاقتصاد الإندونيسي بلغ حجمه الإجمالي 1.5 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يصبح من بين أكبر الاقتصادات في العالم خلال السنوات العشر المقبلة.

وقال: "نرغب في المساهمة في تلبية احتياجات إندونيسيا في مجال البنية التحتية، وتعزيز تعاوننا في قطاعات مثل الصناعات الدفاعية، بما في ذلك الإنتاج المشترك".

ولفت أردوغان إلى توقيع 12 مذكرة تفاهم في الاجتماع الأول للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا وإندونيسيا، كما تم الاتفاق على إنشاء لجنة مشتركة للتعاون الصناعي.

وأشار إلى أنّه اتفق مع نظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو، لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 10 مليارات دولار، إلى جانب بحث سبل زيادة حجم التجارة مع إندونيسيا بشكل متوازن ومستدام.

**باكستان

أما بخصوص زيارته إلى باكستان، تطرق الرئيس التركي للاجتماع السابع للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، والذي أسفر على توقيع 24 وثيقة تعاون تشمل مجالات التعدين، والتحول الطاقي، والتعاون العسكري، والإنتاج المشترك في الصناعات الدفاعية، والتجارة، والزراعة.

وقال الرئيس التركي: "اعتمدنا بيانًا مشتركًا شاملًا يتماشى مع روح علاقاتنا المتميزة. كما قررنا إنشاء لجنة دائمة مشتركة إضافية لتعزيز آلية المجلس، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الدفاعية والأمنية والاستخباراتية".

وأشار إلى أنهم بحثوا مع الجانب الباكستاني خلال لقائه مع الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء شهباز شريف، الخطوات اللازمة لتحقيق الهدف المتمثل في رفع حجم التبادل التجاري بين تركيا وباكستان إلى 5 مليارات دولار.

**آسيان

كما أكد الرئيس التركي حرص بلاده على تعزيز العلاقات المؤسسية مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).

وقال: "منذ عام 2017، نحن شركاء في الحوار القطاعي مع آسيان، لكن هدفنا النهائي هو أن نصبح شريكًا في الحوار الكامل".

وأردف: "وفي هذا السياق، نقلنا توقعاتنا تجاه آسيان إلى كل من إندونيسيا، التي تستضيف مقر الرابطة، وماليزيا، التي تتولى رئاستها الدورية. وأنا على ثقة بأن البلدين سيقدمان الدعم اللازم لبلدنا".

وأشار إلى أنه بحث مع قادة ماليزيا وإندونيسيا وباكستان أهم الملفات على الساحة الدولية وفي مقدمتها الوضع في غزة وسوريا، إلى جانب مراجعة الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها على صعيد الأمم المتحدة ومجموعة الثماني ومنظمة التعاون الإسلامي.

وأكد الرئيس أردوغان على أنه لمس خلال جولته توافقًا تامًا بشأن مواصلة دعم الفلسطينيين والعمل من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، على أساس حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع ضمان وحدة أراضيها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın