الدول العربية, اليمن

إلى جانب الحرب.. الفيضانات تفاقم معاناة اليمنيين (إطار)

- الفيضانات أدت إلى وفاة 112 شخصا وفق تقارير أممية وأخرى محلية

Shukri Hussein  | 22.08.2024 - محدث : 22.08.2024
إلى جانب الحرب.. الفيضانات تفاقم معاناة اليمنيين (إطار)

Yemen

شكري حسين / الأناضول

- الفيضانات أدت إلى وفاة 112 شخصا وفق تقارير أممية وأخرى محلية
- الأمم المتحدة: 38 ألف أسرة تضررت من الفيضانات منذ مطلع أغسطس
- يونيسف: هناك حاجة ماسة إلى 4.9 ملايين دولار لتوسيع الاستجابة الطارئة

ليست الحرب وحدها التي تنغص حياة اليمنيين، فالفيضانات والسيول التي تعرضت لها بعض المحافظات اليمنية فاقمت من معاناتهم، وشكّلت هاجس قلق بعد أن حصدت أرواح العشرات وتسببت بتدمير آلاف المساكن وتشريد مئات الآلاف من الأسر.​​​​​​​

ولقي أكثر من 112 شخصًا مصرعهم وأصيب 600 آخرون جراء الفيضانات التي تجتاح اليمن منذ مطلع العام 2024، بحسب إحاطة لمسؤولين أمام مجلس الأمن الدولي.

والخميس، أعلنت مديرة قسم التمويل والشراكات بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ليزا دوتن، في إحاطة أمام مجلس الأمن، مصرع 98 شخصا وإصابة 600 آخرين، ووفاة 14 آخرين جراء الصواعق الرعدية، منذ مطلع العام الجاري.

وقالت دوتن إن الأمطار الغزيرة والفيضانات ضربت عدة محافظات، ما أدى إلى تأثر حوالي 695 ألف أسرة بشكل مباشر، فقدت منازلها ومصادر رزقها.

وقالت المسؤولة الأممية: "الشركاء الإنسانيون قدموا مساعدات فورية منقذة للحياة، بما في ذلك الغذاء والمياه ومستلزمات النظافة ودعم المأوى للأسر المتضررة، وتسليم الإمدادات الطبية الحرجة للمستشفيات والمراكز الصحية مع نشر العشرات من فرق الصحة المتنقلة في المناطق المتضررة".

وحذرت من أن "الافتقار إلى التمويل الكافي ما يزال يقوض هذه الجهود وغيرها لمعالجة الاحتياجات الحرجة في جميع أنحاء اليمن".

في السياق، أعلنت جماعة الحوثي الإثنين الماضي وفاة 14 شخصا جراء الصواعق الرعدية بمحافظة حجة شمال البلاد، وفق وكالة "سبأ".

38 ألف أسرة بلا مأوى

الفيضانات والسيول الجارفة أتت على منازل أكثر من 38 ألف و285 أسرة يمنية منذ مطلع أغسطس/ آب الجاري في محافظات الحديدة وحجة (غرب)، وتعز (جنوب غرب)، ومأرب وصعدة (شمال)، بحسب الأمم المتحدة التي توقعت أن تستمر الظروف المناخية القاسية في البلاد حتى سبتمبر/أيلول المقبل.

وقال مكتب "أوتشا" باليمن في تقرير: "على مدى الأسابيع الماضية تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات واسعة النطاق في إتلاف منازل وملاجئ المجتمعات المضيفة والنازحين، وتأثرت البنية التحتية العامة بما في ذلك المدارس والطرق والمرافق الصحية".

وأضاف أن "آلية الاستجابة السريعة (تابعة للأمم المتحدة) قدمت منذ أواخر يوليو/ تموز الماضي مساعدات لـ 8 آلاف و542 أسرة متضررة من الفيضانات والسيول".

والأحد، قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الفيضانات الكارثية التي ضربت اليمن أثرت على أكثر من 294 ألف شخص" دون ذكر زمن محدد.

النازحون الأكثر تضرراً

وقال مكتب "أوتشا" في اليمن، إن الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت البلاد خلال الأسابيع الماضية أثرت على 51 ألف أسرة، معظمها من النازحين.

وأضاف في تقرير أن محافظتي مأرب (وسط) وحجة (غرب) الأكثر تضررا، في حين لم تكتمل عمليات التقييم في باقي المناطق المتضررة.

فيما كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" الخميس الماضي، عن تضرر نحو 180 ألف شخص جرّاء سيول اليمن منذ مطلع أغسطس، مبينة أن هناك حاجة ماسة إلى 4.9 ملايين دولار لتوسيع نطاق الاستجابة الطارئة.

وأفادت المنظمة في بيان باستمرار "هطل الأمطار وفيضانات السيول الكارثية باليمن في مفاقمة لمعاناة العائلات، التي تعاني آثار وتداعيات الفقر والجوع والصراع المستمر".

ويواصل صندوق الأمم المتحدة للسكان وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الغذاء العالمي تقديم المساعدات المنقذة للحياة لأكثر الأفراد تضررا، من خلال آلية الاستجابة السريعة للأمم المتحدة.

وأردفت: "مع توقع استمرار هطل الأمطار الغزيرة حتى خلال سبتمبر، فالحاجة ماسة إلى 4.9 ملايين دولار أميركي لرفع مستوى وتوسيع نطاق الاستجابة الطارئة".

من جانبها، قالت السلطات اليمنية، في تقرير صادر عن الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين (حكومية)، إن عدد الأسر النازحة المتضررة من السيول في محافظة مأرب ارتفع إلى أكثر من 12 ألفا تعيش ظروفا بالغة التعقيد، منذ مطلع أغسطس.

وأدت السيول إلى تضرر 7 مدارس كليا و15 مدرسة جزئيا، فضلا عن تضرر ثلاثة مرافق صحية، حسب المصدر نفسه.

وفيما يتصل بالأضرار البشرية، أشار التقرير الحكومي إلى وفاة 8 نازحين، منهم 4 نساء وطفل، إضافة إلى إصابة 34 آخرين.

وحول وضع النازحين حاليا أفاد التقرير بأنهم يعيشون ظروفا إنسانية سيئة بالغة التعقيد، حيث إن التدخلات الإنسانية بلغت 12 بالمئة فقط من إجمالي الاحتياجات.

الدعوة لتقديم مساعدات

بدت المنظمات الدولية عاجزة عن تغطية احتياجات المتضررين من السيول إلا من الدعم القليل، ما دعاها إلى توجيه دعوات للمانحين الدوليين للإسراع بإغاثة المتضررين.

والأحد الماضي، دعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، المانحين الدوليين إلى تقديم 25 مليون دولار بشكل عاجل لإغاثة المتضررين من السيول في اليمن.

جاء ذلك، في منشور لكتلة المأوى التابعة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبر منصة إكس، وأعاد نشره الحساب الرسمي للمفوضية والمكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن.

وقالت الكتلة: "نداء عاجل من أجل اليمن، لقد أثرت الفيضانات الكارثية على أكثر من 294 ألف شخص"، دون ذكر زمن محدد.

وأضافت: "قدم شركاؤنا مساعدات منقذة للحياة إلى 67 ألفا و500 شخص، ولكن ما تزال هناك فجوة تمويلية بقيمة 25 مليون دولار".

ووجهت الكتلة الأممية مناشدتها للمانحين بالقول: "دعمكم يمكن أن ينقذ الأرواح.. تبرعوا الآن".

ومنذ مطلع الشهر الجاري ازدادت كمية الأمطار الغزيرة في اليمن، ما أدى إلى وفاة العشرات، وتضرر الكثير من السكان، خصوصا من يعيشون في مخيمات النزوح.

ويعاني اليمن ضعفا شديدا في البنية التحتية ما جعل تأثيرات السيول تزيد مأساة السكان الذين يشتكون هشاشة الخدمات الأساسية جراء تداعيات حرب أهلية بدأت قبل نحو 10 سنوات.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın