موسكو / الأناضول

أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن أمله بأن تغادر إسرائيل الأراضي السورية، مشيرا إلى أنها ما زالت ترسل جنودا إضافيين وإن ذلك سيشكل معضلة على المدى البعيد.

جاء ذلك في رده على سؤال لمراسل الأناضول حول الشرق الأوسط خلال مؤتمره الصحفي السنوي بالعاصمة موسكو، الخميس.

وذكر بوتين أنه على اتصال دائم مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وإنه ناقش معه في وقت سابق الوضع في الشرق الأوسط.

وأضاف: "إن نهج الرئيس أردوغان وتركيا تجاه تطورات الشرق الأوسط معروف جيدا. وموقفنا من قضيتي لبنان وفلسطين معروف أيضا. وموقفنا لا يعتمد على الظرف الراهن. ولا يمكن حل مشكلة فلسطين إلا من خلال إزالة الأسباب".

وأشار إلى أنه وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ينبغي إنشاء دولتي إسرائيل وفلسطين، مبيناً بالقول: "لقد أنشئت إسرائيل، لكن فلسطين لم تنشأ حتى الآن هذه هي المشكلة".

ولفت إلى أن إسرائيل تواصل أنشطتها الاستيطانية غير القانونية في فلسطين، مضيفاً بالقول: "لا أعرف الأهداف النهائية لإسرائيل في قطاع غزة، لكن هذا يستحق الإدانة، لقد فعلنا ذلك مرات عديدة على مستوى الرأي العام وفي مجلس الأمن الدولي، والوضع مماثل ينطبق أيضا على لبنان".

وحول الموقف التركي تجاه سوريا قال بوتين إن "تركيا تبذل قصارى جهدها لضمان الأمن على حدودها الجنوبية، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين الموجودين على أراضيها إلى الأراضي السورية".

وتابع: "تركيا لديها مشكلة مستمرة مع تنظيم بي كي كي منذ عقود، وآمل ألا يتفاقم هذا الوضع. إلا أن بعض السياسيين الأوروبيين وعدوا الأكراد بدولة مستقلة بعد الحرب العالمية الأولى، وقالوا إن هذا الوعد لم يتحقق".

وأشار إلى أنه كان ينبغي حل هذه المشكلة في سياق سوريا أثناء وجود بشار الأسد في السلطة، مضيفاً بالقول: "الآن من الضروري حل هذه المشكلة مع القوى التي تسيطر على الأراضي السورية. تحتاج تركيا أيضًا إلى ضمان أمنها الخاص. هناك مشاكل كثيرة، لكننا نؤيد القانون الدولي والسيادة وهذا ينطبق على سوريا أيضا".

وفيما يتعلق بتصرفات إسرائيل في سوريا، قال بوتين: "إسرائيل هي المستفيد الأكبر في سوريا، يمكن للجميع أن يكون لديهم نهج مختلف تجاه ما تفعله إسرائيل. روسيا تدين كل أنواع الاحتلال في الأراضي السورية، ويبدو أن إسرائيل تعمل على حل مشكلة متعلقة بالأمن".

وأشار بوتين إلى أن إسرائيل تتقدم في هضبة الجولان، وقال: "نأمل أن تغادر إسرائيل الأراضي السورية. لكنها حاليا ترسل جنودا إضافيين إلى المنطقة وتعززها. لديها عدة آلاف من الجنود هناك. إسرائيل تتصرف وكأنها لن تنسحب (..) يبدو أن هذه مشكلة ستكون طويلة الأمد".

في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وسبقها مدن أخرى، مع انسحاب قوات نظام بشار الأسد من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وعلى إثر ذلك زعمت إسرائيل انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا، واحتلت المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان، كما استغلت هذه التطورات وشنت مئات الغارات الجوية دمرت خلالها طائرات حربية وصواريخ متنوعة وأنظمة دفاع جوي في مواقع عسكرية عديدة بأنحاء سوريا.