جرمانا السورية.. اشتباكات وتوتر أمني ودعوات للوحدة (محصلة)
أعلنت وزارة الداخلية السورية، الثلاثاء، عن سقوط قتلى وجرحى إثر اشتباكات متقطعة بين مجموعات مسلحة في حي جرمانا، الذي يقطنه دروز، جنوب العاصمة دمشق.

Syria
ليث الجنيدي/ الأناضول
- الداخلية السورية أعلنت عن قتلى وجرحى وفرض طوق أمني إثر اشتباكات مسلحة على خلفية إساءة لنبي الإسلام- قيادات درزية في سوريا تدعو للوحدة الوطنية ونبذ الفتنة
- زعيم الدروز في إسرائيل يجتمع بمسؤول عسكري إسرائيلي لبحث الأوضاع في جرمانا
- مروان كيوان أحد شيوخ الطائفة الدرزية ينفي صلته بالتسجيل المسيء للنبي ويؤكد اختلاف صوته عنه
- محافظة السويداء تؤكد أن قوات الأمن لم تكن طرفا في الاشتباكات وعملت على فض النزاع
أعلنت وزارة الداخلية السورية، الثلاثاء، عن سقوط قتلى وجرحى إثر اشتباكات متقطعة بين مجموعات مسلحة في حي جرمانا، الذي يقطنه دروز، جنوب العاصمة دمشق.
وأوضحت الوزارة في بيان أن هذه الاشتباكات "جاءت على خلفية انتشار مقطع صوتي مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما تلاه من تحريض وخطاب كراهية على مواقع التواصل الاجتماعي".
وأشارت إلى أن الاشتباكات "أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى (دون تحديد عدد) بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة"، مؤكدة فرض طوق أمني وملاحقة المتورطين.
بينما دعا القياديان الدرزيان في سوريا، حمود الحناوي ويوسف الجربوع، إلى الوحدة الوطنية ونبذ الفتنة على خلفية الاشتباكات.
وأكدا في بيان مشترك أن موقف الطائفة الدرزية "كان دائما إلى جانب أبناء الوطن الواحد"، مشددين على أن "الأصوات المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم لا تمثل الطائفة".
واعتبرا أن ما يحدث "يمثل فتنة تغذيها بعض مواقع التواصل الاجتماعي عبر نشر الشائعات المضللة".
بدورها، نقلت محافظة السويداء (جنوب) عن مسؤول أمني قوله إن "قوات الأمن العام عملت على فض المواجهات في جرمانا ولم تكن طرفا فيها".
وأشار المسؤول الأمني إلى مقتل عنصرين من الأمن العام خلال فض النزاع.
وأكد أن الأجهزة المختصة تتابع البحث عن صاحب التسجيل المسيء، مشددا على عزم الأمن على تحقيق السلم الأهلي وحماية الرموز الدينية.
من جانبه، نفى مروان كيوان، وهو أحد شيوخ الطائفة الدرزية، علاقته بالتسجيل الصوتي المتداول المصحوب بصورته والذي يحتوي على إساءات طائفية أدت إلى التوترات في جرمانا.
وفي تسجيل مصور جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، شدد كيوان بالقول: "صوتي واضح وقارنوا بينه وبين التسجيل المزعوم".
أما موفق طريف زعيم الدروز في إسرائيل، فقال إنه عقد اجتماعا مع مسؤول عسكري إسرائيلي (لم يسمه) لبحث المستجدات في حي جرمانا السوري.
وذكر في بيان على صفحته بفيسبوك أنه يتابع الأحداث، مطالبا بضرورة ضمان حقوق الطائفة وحفظ كرامتها وأمنها.
كما دعا طريف الشعب السوري إلى "وأد الفتنة ونبذ الطائفية".
أما حكمت الهجري، وهو شيخ العقل الثالث للطائفة الدرزية بسوريا، فحاول انتقاد إدارة البلاد الجديدة وتحميلها المسؤولية، وذلك بكلمة مصورة نشرتها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الهجري إن الشعب السوري "لم يجن حتى الآن ثمار الانتصار (...) لم يُبنَ شيء على مبادئ سليمة"، على حد قوله.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أفاد مراسل الأناضول بأن مجموعات درزية فتحت النار على قوات الأمن الحكومية بالأسلحة الثقيلة في حي جرمانا، الواقع على بعد نحو 8 كيلومترات من مركز دمشق، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 8 آخرين.
ومنذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الثاني 2024، فتحت السلطات الانتقالية الجديدة مراكز للتسوية مع عناصر النظام المخلوع لتسليم سلاحهم، لكن بعضهم رفض الانقياد لهذه المبادرة، ما أدى إلى مواجهات في محافظات عدة.
ومطلع مارس الماضي، شهدت جرمانا، توترات أمنية افتعلتها مليشيا ترفض التخلي عن سلاحها، ووجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، الجيش بـ"التحضير لحماية" المدينة التي وصفها بـ"الدرزية".
وتحتل إسرائيل منذ عام 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة ببشار الأسد ووسعت رقعة احتلالها في الجولان، كما احتلت المنطقة العازلة السورية، ودمرت معدات وذخائر عسكرية للجيش السوري عبر مئات الغارات الجوية.
وبينما تؤكد الحكومة السورية الجديدة حمايتها لجميع طوائف البلاد دون تمييز ضمن وطن واحد، تردد إسرائيل ادعاءات عن تعرض الدروز في سوريا لاعتداءات، وهو ما تعتبره دمشق ذريعة لانتهاك السيادة السورية.
وأعرب دروز سوريون، في احتجاجات شعبية وبيانات، عن رفضهم أي تدخل إسرائيلي في الشؤون الداخلية السورية، وجددوا الدعوة إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من بلادهم.