ياقوت دندشي / الأناضول

رحّب قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الأربعاء، بالدعوة التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لعقد محادثات مع الجيش السوداني لوقف إطلاق نار تنعقد بسويسرا في 14 أغسطس/ آب المقبل.

وردًا على ذلك، رحّب حميدتي في منشور على منصة إكس "بالدعوة التي أعلنها بلينكن"، وقال: "أُعلن مشاركتنا في محادثات وقف إطلاق النار القادمة في سويسرا".

وأعرب عن تقديره "الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وسويسرا في تنظيم هذه المداولات المهمة".

وأضاف حميدتي: "نحن نتشارك مع المجتمع الدولي في الهدف المتمثل في تحقيق وقف شامل لإطلاق النار في كافة أرجاء البلاد، وتسهيل الوصول الإنساني لجميع المحتاجين، وتطوير آلية قوية للرصد والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه".

وقال: "حجم المعاناة والدمار في بلدنا كبير"، وجدد موقفه المتمثل بـ "الإصرار على إنقاذ الأرواح ووقف القتال وتمهيد الطريق إلى حل سياسي تفاوضي سلمي يعيد البلاد إلى الحكم المدني ومسار التحول الديمقراطي".

كما أكد الاستعداد "للتعاطي مع هذه المحادثات بشكل بناء" والتطلع إلى أن "تشكل خطوة كبيرة نحو السلام والاستقرار وتأسيس دولة سودانية جديدة قائمة على العدالة والمساواة والحكم الفدرالي".

كما أكد للشعب السوداني والمجتمع الدولي "الالتزام بالمشاركة في المحادثات بسويسرا" وأعرب عن التطلع إلى "العمل بجدٍ من أجل مستقبل سلمي وديمقراطي" للبلاد.

وحتى الساعة 8:00 (ت.غ)، لم يصدر من الجيش السوداني تعليق بشأن الدعوة الأمريكية.

والثلاثاء، قالت الخارجية الأمريكية في بيان: "بناء على عمليات جدّة السابقة التي تم تيسيرها بالاشتراك مع السعودية، دعت الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها الولايات المتحدة والتي تبدأ في أغسطس 14 المقبل في سويسرا".

وأشارت الخارجية إلى أنه "من المقرر أن يشارك في المحادثات الاتحاد الإفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقب".

وترعى الرياض وواشنطن منذ 6 مايو/ أيار 2023 محادثات بين الجيش و"الدعم السريع"، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة السعودية بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين الطرفين، ما دفع الوسيطان لتعليق المفاوضات.

ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.