دول الجوار تؤكد دعمها لسوريا وتتفق على غرفة عمليات لمواجهة "داعش"
خلال مؤتمر صحفي في عمان بمشاركة وزراء خارجية تركيا وسوريا والأردن والعراق ولبنان..

Jordan
عمان/ ليث الجندي/ الأناضول
- خلال مؤتمر صحفي في عمان بمشاركة وزراء خارجية تركيا وسوريا والأردن والعراق ولبنان- تركيا تستضيف الاجتماع الثاني لتجمع سوريا ودول الجوار في أبريل المقبل
أكدت دول جوار سوريا، مساء الأحد، دعمها للحكومة السورية، واتفقت على تأسيس غرفة عمليات لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، مع إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على البلد العربي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالعاصمة عمان، ضم وزراء خارجية كل من تركيا وسوريا والأردن والعراق ولبنان، في ختام الاجتماع الأول لتجمع سوريا ودول الجوار.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: "أكدنا موقفا موحدا في مكافحة الإرهاب، وإطلاق جهد مشترك لمحاربة داعش، لما يمثله من خطر على سوريا ومنطقتنا".
وشدد على أنه "لا مبرر لإسرائيل أن تعتدي على الأراضي السورية تحت أي ذريعة".
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة بنظام بشار الأسد، في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، ووسعت رقعة احتلالها.
ودمرت إسرائيل معدات وآليات وذخائر للجيش السوري عبر مئات الغارات الجوية، كما ترتكب انتهاكات شبه يومية للسيادة السورية.
الصفدي تابع أن "إسرائيل تحاول خلق حالة من الفوضى وذرائع لتحقيق أهدافها بالمنطقة".
وأكد أنها بتلك الفوضى "تسهم في إيجاد البيئات التي ينتعش فيها التطرف والإرهاب".
وكشف الصفدي عن أن تركيا ستستضيف الاجتماع الثاني لسوريا ودول الجوار في أبريل/ نيسان المقبل.
** غرفة عمليات
فيما قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين: "يوجد نمو لتنظيم داعش في القوة والمساحة، والعمل ضده يحتاج لتهيئة ليس على المستوى السوري فقط وإنما إقليميا".
وأضاف حسين: "توصلنا (خلال الاجتماع) إلى مبادئ أساسية لمحاربة تنظيم داعش، واتفقنا على تأسيس غرفة عمليات بمشاركة الإدارة السورية".
أما وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني فقال: "نرحب بدعم دول اجتماع جوار سوريا للحكومة السورية في مواجهة التحديات ورفضهم التهديدات الإسرائيلية".
كما رحب بالدعم الذي "أكده الاجتماع برفع العقوبات عن بلدنا"، مضيفا: "أكدنا على تعزيز الشراكة في مختلف المجالات".
وأعرب عن استعداد بلاده "للاستمرار بهذه الروح الإيجابية التي سادت لقاءنا اليوم، والتي ستسود لقاءاتنا القادمة، والبناء على ما يتم إنجازه، وتعزيز العمل المشترك من أجل مستقبل أفضل لمنطقتنا والعالم".
وسئل الشيباني عن أحداث الساحل وقرار تشكيل لجنة تحقيق، فأجاب: "لن نفسح المجال لمَن يريد أخذ دور الدولة، وكل مَن تورط سيحال للقضاء ونحن ضامنون لكل الطوائف السورية".
وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة، شهدت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام الأسد، هي الأعنف منذ سقوطه، ضد دوريات وحواجز أمنية ومستشفيات، ما أوقع قتلى وجرحى.
وإثر ذلك، نفذت قوى الأمن والجيش عمليات تمشيط ومطاردة للفلول، تخللتها اشتباكات، وسط تأكيدات حكومية بأن الأوضاع تتجه نحو الاستقرار الكامل.
وفيما لم تنشر وكالة "سانا" إحصائية رسمية لحصيلة الضحايا، أفادت مصادر أمنية سورية للأناضول الجمعة بمقتل 50 شخصا على الأقل، دون أن توضح القتلى من كل طرف.
** "مشكلة "بي كي كي"
وخلال المؤتمر الصحفي، شدد وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي على أن "الاستقرار في سوريا مهم جدا للاستقرار في لبنان".
وأضاف: "لدينا ملفات للتعاون بينها رسم الحدود و(مكافحة) تهريب السلاح والمخدرات والإرهاب".
وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بـ6 معابر برية.
أما وزير الخارجية التركي هاكان فيدان فقال إنه "مثلما أن "داعش" لا يمثل العرب فكذلك (تنظيم) "بي كي كي" (الإرهابي) لا يمثل الأكراد".
وأكد أن "مشكلة "بي كي كي" ليست خاصة بتركيا وحدها، فهي (أيضا) مشكلة العراق وسوريا وحتى إيران".
وبشأن تطورات اللاذقية في سوريا، قال فيدان: "نرى أن السياسة التي تنتهجها الحكومة السورية منذ أسابيع دون الانجرار إلى أي استفزاز يتم محاولة إخراجها عن مسارها عبر استفزاز متعمد".
وبعد إسقاط نظام الأسد أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق من الجيش والأجهزة الأمنية، شريطة تسليم أسلحتهم وعدم تلطخ أيديهم بالدم.
واستجاب الآلاف للمبادرة، بينما رفضتها مجموعات مسلحة من فلول النظام، لا سيما في الساحل السوري، حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الأسد.
ومع مرور الوقت، اختارت هذه المجموعات الفرار إلى المناطق الجبلية، وبدأت بإثارة التوترات وزعزعة الاستقرار وشن هجمات متفرقة ضد القوات الحكومية.