الدول العربية, فلسطين, قطاع غزة

ماء مالح وقيظ بخان يونس.. ثنائية العناء للنازحين بالميناء (تقرير)

ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر بنية تحتية من مياه وصرف صحي وازدحام شديد للنازحين

Hosni Nedim  | 12.07.2024 - محدث : 12.07.2024
ماء مالح وقيظ بخان يونس.. ثنائية العناء للنازحين بالميناء (تقرير)

Gazze

غزة/ حسني نديم/ الأناضول

-ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر بنية تحتية من مياه وصرف صحي وازدحام شديد للنازحين
- الفلسطيني نعيم أبو قص يصف الوضع المعيشي بميناء خان يونس بأنه مأساوي
- الفتاة ملاك النقلة تقول إن الأوضاع المعيشية صعبة، بسبب انعدام الخدمات والمساعدات

يجلس النازح الفلسطيني نعيم أبو قص أمام خيمة صغيرة نصبها في ميناء خان يونس البحري جنوب قطاع غزة، هاربًا من الأجواء الحارة وضغوطات الحياة القاسية.

ووجد أبو قص (55 عاما) مثل مئات النازحين الفلسطينيين، في اللسان البحري للميناء الممتد لمئات الأمتار داخل البحر، مأوى لهم ولعائلاتهم بعدما أجبروا على النزوح من مدينة رفح جنوب القطاع، خلال العملية العسكرية البرية في 6 مايو/أيار الماضي.

واضطر نحو 1.3 مليون فلسطيني إلى النزوح مع بدء العملية العسكرية في رفح، التي تجاهلت تحذيرات دولية بشأن تداعياتها، متسببة في كارثة إنسانية وأوضاع معيشية قاسية.

نزوح متكرر

ويعيش أبو قص النازح من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وأبناؤه وأحفاده في خيام متواضعة في اللسان البحري، غالبيتها صنعت من أكياس بلاستيكية وقماشية.

وبدأت معاناة النزوح مع عائلة أبو قص عندما اضطرت للخروج من منزلها في غزة باتجاه مدينة خان يونس جنوبا، خشية من البطش الإسرائيلي وعمليات القتل للأطفال والنساء وتدمير المنازل والمباني السكنية فوق رؤوس ساكنيها.

ويقول لمراسل الأناضول: "عند اجتياح مدينة خان يونس أجبرت العائلة على الانتقال إلى مدينة رفح، والبقاء هناك لأشهر عدة، قبل النزوح مجددًا باتجاه خان يونس، بسبب تقدم العملية العسكرية البرية إلى رفح في مايو".

وبعد البحث في أماكن للنزوح إليها، لم تجد العائلة أي ملاذ آخر غير ميناء خان يونس البحري لتلجأ إليه، بسبب حالة الازدحام الشديد في منطقة المواصي غرب مدينتي خان يونس ودير البلح.

ويصف أبو قص الوضع المعيشي هناك بأنه "مأساوي" في ظل الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة، وعدم توفر بنية تحتية من خطوط مياه وصرف صحي، وازدحام شديد بسبب زيادة أعداد النازحين.

ويبين أن عائلته تعاني ظروفاً معيشية صعبة للغاية، بسبب عدم توفر مياه الشرب وتضطر لشرائها، وتجبر على استخدام مياه البحر للاستحمام والأعمال المنزلية اليومية.

ويضيف الرجل الذي تبدو عليه ملامح التعب على وجهه: "الحياة هنا في لسان الميناء ليست طبيعية، وبعيدة كل البعد عن أي حياة كريمة قد يعيشها الإنسان، لكننا أجبرنا على نصب خيامنا في المكان، ولم نجد أي مكان آخر مناسب نلجأ إليه، ونضطر لاستخدام مياه البحر شديدة الملوحة".

ويشكو أبو قص من انتشار الأمراض الجلدية في صفوف الأطفال والنساء بسبب ارتفاع درجات الحرارة وأجواء البحر القاسية.

ويأمل أن تنتهي الحرب الإسرائيلية بأسرع وقت بعد التوصل إلى اتفاق يقضي بعودة النازحين إلى شمال غزة وأن تدخل المساعدات الغذائية للقطاع.

ويعاني النازحون من تدهور في الحالة الصحية بسبب سوء التغذية الذي شكل عاملا مساهما في انتشار الأمراض والأوبئة، في ظل تردي الأوضاع البيئية بسبب الحرب.

وتشهد العاصمة القطرية الدوحة لقاءات لبحث فرص إبرام اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، بمشاركة مسؤولين بارزين من الولايات المتحدة ومصر وقطر.

وتتوسط مصر وقطر بين إسرائيل وحماس في مفاوضات غير مباشرة، لمحاولة التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى إسرائيليين بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية ووقف إطلاق نار في غزة.

أوضاع صعبة

ولا يختلف حال الفتاة ملاك النقلة (26 عاما) التي تعيش مع عائلتها في خيمة نصبت وسط لسان ميناء خانيونس البحري، كثيرًا عن سابقها.

فقد اضطرت الفتاة النازحة من شمال غزة إلى مدينة خانيونس مع بداية الحرب الإسرائيلية، أن تنتقل إلى رفح وتعود مجددًا إلى خانيونس قبل شهر بسبب العمليات العسكرية البرية.

وتصف النقلة لمراسل الأناضول الأوضاع المعيشية في ميناء خانيونس بأنها "صعبة، بسبب عدم توفر الخدمات والمساعدات الإغاثية للنازحين في تلك المنطقة".

وتقول: "هذا المكان كان مخصصًا لاستجمام المواطنين قبل الحرب، لكن اضطرنا للسكن هنا نظرًا لعدم وجود مكان آخر، فقد ضاقت بنا الحياة بعدما أجبرنا على الخروج من رفح تحت النيران واستشهاد شقيقي البالغ من العمر 13 عاماً".

وتضيف: "لم نجد مكانًا للسكن في خانيونس، فقررنا نصب خيمتنا وسط البحر، رغم عدم وجود أي خدمات أو دعم أو مساندة من أي جهة، ونضطر لاستخدام مياه البحر المالحة".

وتبين النقلة أن الأجواء الحارة والمياه شديدة الملوحة تفاقم أوضاع النازحين في تلك المنطقة، وتتسبب بحساسية وأمراض جلدية لدى الكثيرين.

ولأكثر من مرة، حذرت مؤسسات صحية محلية ودولية من انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف النازحين نتيجة التكدس في مراكز الإيواء وانعدام سبل النظافة الشخصية والعلاجات اللازمة.

وفي 3 يوليو/تموز قالت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاخ، إن هناك 1.9 مليون نازح بأنحاء القطاع الذي يشهد حربا إسرائيلية مدمرة منذ نحو 9 أشهر.

وقالت كاخ في إحاطة قدمتها أمام مجلس الأمن الدولي إن "الحرب لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا لدوامة من البؤس الإنساني، حيث انهار نظام الصحة العامة ودُمِرت المدارس، ما يهدد بتعطل نظام التعليم أجيالا قادمة".

وأضافت: "هناك 1.9 مليون نازح بأنحاء القطاع".

وأوضحت المسؤولة الأممية أنه "في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على رفح منذ السادس من مايو/ أيار الماضي، نزح أكثر من مليون شخص مرة أخرى في غزة، وهم يبحثون بشكل يائس عن الأمان والمأوى".

وفي السياق، أعربت عن قلقها "العميق" إزاء إصدار أوامر إخلاء إسرائيلية بمنطقة خان يونس، وتأثير ذلك على السكان المدنيين، وأردفت: "لا يوجد مكان آمن في غزة".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 126 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.