بيروت / نعيم برجاوي / الأناضول

اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الجمعة، أن استهداف إسرائيل الصحفيين في جنوب لبنان يشكل "جريمة حرب"، ستُحال الى المراجع الدولية.

جاء ذلك عقب مقتل 3 صحفيين وجرح 3 آخرين بغارة استهدفت مقر إقامتهم في منطقة حاصبيا جنوب لبنان، فجر الجمعة.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم، أن "غارة شنها العدو الإسرائيلي على مقر إقامة الصحفيين في حاصبيا بمحافظة النبطية (جنوب لبنان) أدت إلى استشهاد 3 صحفيين وإصابة 3 آخرين بجروح".

وأعلنت قناة "المنار" المحلية، مقتل مصورها وسام قاسم في الغارة الإسرائيلية، فيما أفاد رئيس مجلس إدارة قناة "الميادين" اللبنانية غسان بن جدو، بمقتل المصور في القناة غسان نجار، ومهندس البث محمد رضا في القصف نفسه.

وتعليقا على الغارة، قال ميقاتي في بيان إن "العدوان الاسرائيلي الجديد الذي استهدف الصحفيين والمراسلين في حاصبيا، يشكل فصلا من فصول جرائم الحرب التي يرتكبها العدو الاسرائيلي من دون رادع او صوت دولي يوقف ما يجري".

وأضاف أن "هذا العدوان المتعمّد هدفه بالتأكيد ترهيب الاعلام للتعمية على ما يرتكب من جرائم وتدمير".

ولفت ميقاتي إلى أنه "أعطى توجيهاته الى وزارة الخارجية والمغتربين لضم هذه الجريمة الجديدة الى سلسلة الملفات الموثقة بالجرائم الاسرائيلية التي سترفع إلى المراجع الدولية المختصة، لعل الضمير العالمي يوقف ما يحصل".

وهذه المرة الثالثة التي تتعرض فيها الطواقم الإعلامية للاستهداف الإسرائيلي في جنوبي لبنان منذ بداية المواجهات في أكتوبر 2023، وذلك بعد مقتل المصوّر في وكالة "رويترز" عصام عبدالله، بقصف إسرائيلي على مجموعة صحفيين في منطقة "علما الشعب"، في 13 أكتوبر من العام الماضي.

ومن ثمّ استهدفت مسيّرة إسرائيلية فريق عمل قناة "الميادين" في بلدة طير حرفا (جنوب)، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، مما أدّى إلى مقتل مراسلة القناة فرح عمر والمصوّر ربيع معماري.

وتشن إسرائيل منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، عدوانا بريا وجويا موسعا على لبنان تركز بتوغل في الجنوب بعد عام تقريبا من مواجهات حدودية اندلعت على وقع حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في أكتوبر / تشرين الأول 2023.

وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن مقتل ألفين و593 وإصابة 12 ألفا و119، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن أكثر من مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية معلنة حتى مساء الخميس.

ويوميا يرد "حزب الله" بصواريخ وطائرات مسيرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، وفق مراقبين.