السياسة, الدول العربية

11"واقعة" حكمت العلاقات السعودية المصرية خلال 64 عامًا

بين "الدعم" و"القطعية"

???? ?????  | 24.02.2016 - محدث : 24.02.2016
 11"واقعة" حكمت العلاقات السعودية المصرية خلال 64 عامًا

Al Qahirah

القاهرة / حسين محمود / الأناضول-

دخلت العلاقات المصرية السعودية، منذ تاريخها مع تأسيس الجمهورية المصرية في عام 1952، وحتى اليوم في أطوار "الدعم"، و"القطيعة"، و"التذبذب" عبر 11 واقعة بارزة، وفق رصد مراسل الأناضول.

وكانت أبرز الوقائع عبر تاريخ العلاقات بين البلدين: "أزمة بناء السد العالي، وصراع اليمن في الستينيات، ومواجهة التدخل الإسرائيلي في مصر، وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، واندلاع ثورة يناير(كانون ثان 2011)، واحتجاجات ضد السعودية بالقاهرة ، والإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا في يونيو/ حزيران 2013، وتسريبات صوتية ضد الخليج، والأزمة اليمنية الحالية، والأزمة الإيرانية، والأزمة السورية والموقف من النظام السوري".

وتالياً تسلسل الوقائع الأحد عشر زمانيًا :

- بناء السد العالي:

كان موقف السعودية داعمًأ لمصر، وقدمت في27 من أغسطس/آب عام 1956 نحو 100 مليون دولار للقاهرة، بعد سحب العرض الأمريكي لبناء السد العالي (سد مائي جنوب مصر)، وفق هيئة الاستعلامات المصرية (تابعة لرئاسة الجمهورية).


وأرجعت صحيفة الأهرام شبه الرسمية في شهادة منشورة عام 2015 حول تفاصيل بناء السد، سبب سحب أمريكا لعرضها (في 19 يوليو/ تموز 1956) بعد " فشل محاولتها في فرض عدد من الشروط التعجيزية التى تمس كرامة مصر واستقلالها الوليد" مما دعت مصر لتأميم قناة السويس وقتها للحصول من إيراداتها الكبيرة على التمويل الضرورى لبناء سد مصر العالي.

فيما تقول شهادات أخرى اطلعت عليها الأناضول، إن ميل مصر نحو(الاتحاد السوفيتي السابق) أغضب أمريكا واتجهت لهذا القرار بسحب دعم بناء السد

- الصراع اليمني في الستينيات:

في ستبمبر/أيلول 1962، قامت حرب أهلية، عقب انقلاب المشير عبد الله السلال (المدعوم من مصر)، على الإمام محمد البدر حميد الدين أمير المملكة اليمنية، المدعوم من السعودية وقتها، واستمرت الحرب ثمان سنوات (1962 - 1970) وانتهت بإعلان الجمهورية اليمنية.

وخلال الحرب الأهلية، دفعت مصر لليمن بقوات عسكرية، تحارب إلى جانب السلال الداعي للجمهورية، وخرج الرئيس المصري وقتها، جمال عبد الناصر، يعلن هجومًا شرسًا ضد المملكة العربية السعودية، وفق تسجيلات مرئية، استمع إليها مراسل الأناضول.

وانتهت الأزمة بين مصر والسعودية، وتوتر علاقاتهما، عقب هزيمة مصر في 1967 في القمة العربية بالخرطوم، عندما أعلن ناصر استعداد مصر سحب قواتها من اليمن، وساعدت السعودية في نقل القوات المصرية من اليمن. على إثر ذلك توجه الملك فيصل بنداء للعرب بضرورة الوقوف إلى جانب مصر.


- مواجهة التدخل الإسرائيلي في مصر

لعبت السعودية، دورًا في دعم مصر، إبان التدخل الإسرائيلي علي أرضها، وفي حرب أكتوبر/ تشرين أول 1973، قامت بقطع إمدادات البترول عن الولايات المتحدة الأمريكية و"ساهمت المملكة في الكثير من النفقات التي تحملتها مصر قبل الحرب ، وقادت الرياض "معركة البترول لخدمة حرب أكتوبر"، وفق هيئة الاستعلامات المصرية.

- مفاوضات كامب ديفيد

مع إعلان الرئيس المصري، أنور السادات التطبيع مع إسرائيل 1979، بعيد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، كانت الأزمة الأكبر في تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث قررت السعودية في 23 إبريل/ نيسان 1979 قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وفي اليوم التالي قررت السعودية والكويت إلى جانب قطر والإمارات وقف تقديم المساعدات الاقتصادية للقاهرة إلى أجل غير مسمى، وقامت السعودية بقيادة الدول العربية لعقد ما سمى بـ "جبهة الرفض" في العراق، تم فيه تجميد عضوية مصر في جامعة الدول العربية، ونقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس، ثم استؤنفت العلاقات مرة أخرى عام 1987 في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك والملك فهد بن عبد العزيز، واستمر العلاقات الثنائية متماسكة، وشهدت العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارات بين البلدين.

- اندلاع ثورة يناير(كانون ثان 2011)

ما إن قامت ثورة 25 يناير/ كانون ثان 2011 في مصر اتخذت السعودية موقفًا مدافعًا عن "مبارك"، وأجرى ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز اتصالا هاتفيا معه أعرب فيه عن مساندته له وانتقد الاحتجاجات الشعبية المستمرة ضده، فيما أشاد الملك عبد الله بن عبد العزيز أيضا بعدها بدور الجيش في الانتقال السلمى للسلطة، عقب تنحي مبارك، وشهدت العلاقات تذبذبًا.

- احتجاجات ضد السعودية بالقاهرة

في أبريل/ نيسان 2012 استعادت السعودية سفيرها بالقاهرة،أحمد عبد العزيز قطان للتشاور، على خلفية المظاهرات التي قام بها نشطاء أمام السفارة السعودية احتجاجا على إلقاء الأمن السعودي القبض على المحامي المصري أحمد الجيزاوي، و مما دعا مصر إلى إرسال وفد برلماني كبير إلى الرياض سعيا لحل الأزمة. وتعهدت السعودية خلال الزيارة بتقديم 2.7 مليار دولار لدعم الأوضاع المالية في مصر.

وفي مايو/آيار 2012، قالت السفارة السعودية فى بيان إن السفير السعودى أحمد القطان سيعود إلى مصر، بعد استدعائه للتشاور، وبعدها في يونيو/ حزيران 2012، سافر المشير حسين طنطاوي، قائد القوات المسلحة والذي كان يدير شؤون البلاد وقتها، إلي السعودية للمشاركة في عزاء الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي

-الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا في يونيو/ حزيران 2013

أعلنت السعودية الوقوف بجانب شقيقتها مصر، وتقديم مساعدات بقيمة أربعة مليارات دولار، ورحبت بنتائج الانتخابات الرئاسية في يونيو/ حزيران 2014، وشاركت في حفل تنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقتها.

- تسريبات صوتية ضد دول الخليج

سببت تسريبات صوتية منسوبة لمسؤولين مصريين تهين دول الخليج في فبراير/ شباط 2015، في أزمة كانت مثار جدل إعلامي كبير، وتدخل السيسي وقتها باتصالات مكثفة بدول خليجية منها السعودية، لاحتواء الأمر والتأكيد علي متانة العلاقات، وردت السعودية أن موقف لمصر أكبر من أي محاولة لتعكيره، وفق بيانات رسمية وقتها.

ووقتها بثت قناة "مكمّلين" الفضائية المحسوبة على المعارضة تسريبًا منسوبًا للسيسي لم تؤكده القاهرة أو تنفيه، يكشف عن حوار دار بين السيسي ومدير مكتبه آنذاك عباس كامل وعضو المجلس العسكري محمود حجازي. وقد وصف الحوار دول الخليج بأنها أنصاف دول تمتلك مبالغ ضخمة، وناقش إستراتيجية التعامل مع دول الخليج في ما يتعلق بطلب منح مالية.

كما تطرق السيسي في التسريب المنسوب إلى حجم المبالغ المطلوبة من كل دولة خليجية داعمة له وذكر منها الكويت والسعودية والإمارات وطلبه منحه عشرة مليارات دولار من كل دولة، لافتًا أن دول الخليج تمتلك ميزانيات ضخمة، وأن قادة تلك الدول يمتلكون من الأموال ما يفوق ميزانيات بلدانهم، وأن "الفلوس عندهم زي الرز(بمعني كثيرة)" على حد قوله.

- الأزمة اليمنية

فور إنقلاب الحوثيين، علي شرعية، الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أعلنت المملكة العربية السعودية، في مارس/آذار 2015 التدخل العسكري، وكانت مصر من الدول المؤيدة لخطة المملكة التي عرفت وقتها بعنوان"عاصفة الحزم".

ولم تكن هذه المرة الأولي التي تدعم مصر السعودية في توجهها العسكري، حيث دعمت القاهرة المملكة بالمشاركة في تحالف عسكري في 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عندما أعلنت الأخيرة تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب بقيادتها، يضم 34 دولة، على أن يتم في العاصمة الرياض، تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب وتطوير البرامج والآليات اللازمة لذلك.

- الأزمة السعودية الإيرانية

في مطلع يناير/ كانون ثان الماضي، أعلنت وزارة الداخلية السعودية،إعدام 47 ممن اعتبرتهم أعضاء في "تنظيمات إرهابية"، من بينهم رجل الدين الشيعي، نمر باقر النمر، مما أدي لردود فعل إيرانية، منها اقتحام إيرايين للسفارة السعودية بطهران، وهو ما أدي إلي قطع العلاقات السعودية الإيرانية، وكانت مصر من الدول التي دعمت موقف المملكة.

-الأزمة السورية والموقف من النظام السوري

في مارس/ آذار 2011 اندلعت ثورة شعبية ضد حكم بشار الأسد، قاومها الأخير بالقمع، ما أدى لنشوب صراع مسلح بين المعارضة المدعومة من عدد من الدول العربية والغربية والنظام المدعوم سياسياً وعسكرياً من حلفائه روسيا وإيران وحزب الله اللبناني.

ونزح أكثر من 12 مليون سوري من أصل عدد سكان سوريا البالغ نحو 22.5 مليوناً، عن ديارهم داخل وخارج البلاد جراء الصراع المستمر فيها منذ نحو 5 أعوام، ووصل عدد قتلى الصراع منذ اندلاعه إلى أكثر من 300 ألفاً.

ودخلت الأزمة السورية منعطفاً جديداً، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، وسط تأييد مصري لهذه الخطوة منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتقول إن هذا التدخل "يستهدف مراكز تنظيم داعش"، الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية وعربية بينها السعودية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد فيها داعش، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع للجيش للحر.

وترفض مصر بحسب تصريحات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التدخل لإزاحة بشار، ورأى وزير الخارجية المصرية سامح شكري، في تصريحات صحفية أن إعلان السعودية والإمارات، استعدادهما للتدخل البري في سوريا، "أمر سيادي منفرد"، مشيرًا أن "مصر تدعم الحل السياسي هناك".

ورغم ما يراه مراقبون سابقون تحدثت إليهم الأناضول، من عدم انسجام كامل بين البلدين في الملف السوري، إلا أن أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الخارجية المصرية قال أمس إن كل دولة ذات سيادة لها قياساتها وتقديراتها ووفقًا لرؤيتها تأخذ قراراتها، وهناك فرق كبير بين قرارات جماعية يتم اتخاذها بناء على رؤية مشتركة، وبين قرار تأخذه دولة وفقا لتقديراتها الخاصة، نافيا وجود أزمة بسبب عدم مشاركة مصر فى الحرب البرية ضد الإرهاب على الأراضى السورية، أو غيرها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın