Ankara
أنقرة / الأناضول
الرئيس التركي في خطاب بمناسبة "عيد الشباب والرياضة":ـ إن كانت مقاومة الاضطهاد وحماية المظلومين تتطلب دفع ثمن، فلن نتردد في دفعه
ـ من يتجاهلون أنين الأبرياء تحت وطأة الاضطهاد الإسرائيلي يمهدون الطريق للكوارث التي ستحل بهم
ـ إذا بقينا صامتين إزاء ما يحدث في القدس اليوم، فإننا نعلم أن الدور سيأتي غدا على مدن مقدسة أخرى
ـ اليوم يُقتل مئات الأبرياء في فلسطين معظمهم أطفال ونساء بأحدث الأسلحة الثقيلة أمام أنظار العالم
ـ ثمة أطراف تطالبنا بعدم الحديث بهذا الشكل "هل أصفق للظلم؟! سنواصل الصراخ بأعلى صوتنا ضد الظلم في أي مكان"
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، على أن بلاده ستواصل التصدي للظلم في أي مكان بالعالم، وأنها لن تتردد في دفع الثمن نظير ذلك.
جاء ذلك في خطاب ألقاه بمناسبة "عيد الشباب والرياضة" لدى استضافته لفيفا من الشباب بمجمع الرئاسة في العاصمة أنقرة، وذلك تعليقا على العدوان الإسرائيلي المتواصل في الأراضي الفلسطينية.
وقال أردوغان بخصوص العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين: "إن كانت مقاومة الاضطهاد وحماية المظلومين تتطلب دفع ثمن، فلن نتردد في دفعه".
وأوضح أن الذين يتجاهلون صرخات الأبرياء وأنينهم تحت وطأة الاضطهاد الإسرائيلي، هم في الواقع يمهدون الطريق للكوارث التي ستحل بهم.
وأضاف: "إذا بقينا صامتين إزاء ما يحدث في القدس اليوم، فإننا نعلم أن الدور سيأتي غدا على مدن مقدسة أخرى".
وتابع: "اليوم يُقتل مئات الأبرياء في فلسطين معظمهم أطفال ونساء بأحدث الأسلحة الثقيلة أمام أنظار العالم أجمع".
وأردف: "ليس الأطفال هم من يقتلون في القدس وغزة، إنما الإنسانية بعينها هي التي تُقتل".
وانتقد الرئيس التركي المنظمات الدولية والدول التي تعطي دروسا في الديمقراطية وحقوق الإنسان، مشيرا أنها تراقب العدوان على غزة بصمت مطبق.
ولفت إلى وجود أطراف تطالبه بعدم الحديث بهذا الشكل، متسائلا باستنكار: "هل أصفق للظلم؟! سنواصل الصراخ بأعلى صوتنا ضد الظلم في أي مكان".
وأكد أنه لا يمكن أن يكون القوي دائما على حق، مشددا على أن تركيا موجودة لبناء عالم يكون فيه صاحب الحق هو القوي.
وأشار إلى أن "معظم الأماكن التي استتب فيها العدل والأمن والسلام تحت مظلة الأجداد (العثمانيين) لقرون مضت، تشهد اليوم صراعا وظلما وحقدا وكراهية".
وزاد: "وفوق كل ذلك، قامت الأطراف التي تسببت بهذا المشهد من خلال زرعها بذور الفتنة، بأخذ دور المنقذ وارتكبت مجازر أكبر فيها".
ولفت إلى أن آثار المجازر والمآسي التي شهدتها منطقة البلقان والقوقاز قبل 30 عاما، ما زالت ماثلة أمام الأعين.
واستطرد أن العراق شهد خلال الفترة ذاتها الكثير من الدمار والدماء، في حين أكملت الأزمة التي أسفرت عن مقتل ما يفوق مليون مدني بريء في سوريا عامها العاشر مؤخرا.
وأكد أردوغان أن صرخة كل طفل بريء يتنفس أنفاسه الأخيرة، وصيحة كل شخص بريء دُمر منزله، ينبغي أن تكونا كافيتين لتقويض كافة حسابات المصالح السياسية والأيديولوجية والاقتصادية في العالم.
وأضاف: "من يصمون آذانهم عن صرخات الأبرياء الذين يئنون تحت وطأة الظلم الإسرائيلي، ويغضون الطرف عن المظلومين الذين تُنتهك حقوقهم، في الحقيقة هم يهيئون أرضية لنكباتهم".
وتابع: "إذا بقينا صامتين اليوم بشأن ما يحدث لإخواننا في فلسطين وسوريا والعراق وليبيا وقره باغ وتركستان، فإننا نعلم جيدا أن نفس الطغاة سيكونون على أعتابنا غدا".
وأوضح أن تركيا ستواصل النضال ضد الذين يريدون تدمير المنطقة، كما تواجه منظمات "بي كا كا" و"داعش" و"غولن" الإرهابية.
داخليا، قال أردوغان: "بفضل أجواء الأمن والثقة التي وفرناها خلال الـ19 عاما الأخيرة، تمكنت تركيا من إظهار قدراتها الحقيقية في كافة المجالات".
وأشار إلى أن تركيا تعد نجمة صاعدة في المنطقة والعالم، وأنها ستتبوأ المكانة التي تستحقها كدولة رائدة على مستوى العالم في القرن الـ21، عند تجاوزها هذه المرحلة الحرجة بنجاح.
وأوضح أن التدابير الوقائية للحد من تفشي فيروس كورونا حالت دون تنظيم مراسم احتفال بيوم الشباب والرياضة بالشكل المناسب، أسوة بالكثير من الأعياد الوطنية في ظل الجائحة، لافتا إلى بذلهم الجهود اللازمة للاحتفال بهذا اليوم ضمن الإمكانات المتوفرة.
ودعا أردوغان، في هذا الشأن كافة أبناء الشعب التركي في أرجاء البلاد للخروج إلى الشرفات وأمام منازلهم مساء اليوم عند الساعة 19:19، وترديد النشيد الوطني بأعلى صوت.