أردوغان: مشكلتنا مع من يجرون المنطقة للفوضى عبر سياسة الاحتلال
** الرئيس التركي بمؤتمر صحفي على هامش قمة العشرين: التكلفة البشرية لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل في منطقتنا بدعم من قوى غربية تتزايد يوما بعد يوم
Ankara
إسطنبول/ الأناضول
** الرئيس التركي بمؤتمر صحفي على هامش قمة العشرين:- التكلفة البشرية لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل في منطقتنا بدعم من قوى غربية تتزايد يوما بعد يوم
- العالم لم يتخذ حتى الآن الموقف الذي كنا ننتظره ضد ظلم إسرائيل ونحن في تركيا سنواصل هذا النضال بالتعاون مع أصدقائنا
- نأمل أن تتخذ الإدارة الأمريكية الجديدة خطوات أكثر جرأة وحكمة ودعما على طريق السلام في منطقتي الصراع (الشرق الأوسط وأوكرانيا)
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن مشكلة بلاده هي مع الذين يجرون المنطقة إلى الفوضى وعدم الاستقرار عبر سياسة الاحتلال والغزو.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الرئيس التركي، على هامش مشاركته في قمة مجموعة العشرين بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، تطرق خلاله إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية.
وأوضح أردوغان أن العالم يشاهد إفلاس المنظمات الدولية أمام الحروب والكوارث الطبيعية والقمع الذي يؤلم ضمير الإنسانية جمعاء.
وأضاف أن أهم تلك المنظمات هو مجلس الأمن الدولي، الذي تتمثل مهمته الرئيسية في الحفاظ على الاستقرار والسلم الدوليين.
وأكد أن مجلس الأمن الدولي تحول إلى "هيكل نخبوي" يخدم مصالح 5 أعضاء دائمين فقط بدلا من حماية حقوق 193 دولة عضو بالأمم المتحدة.
وأردف: "لا يمكن أن يكون هناك تفسير معقول ومنطقي ومتسق لهذا الأمر في عالم اليوم التعددي".
ومضى قائلا: "لا أتذكر فترة كان فيها العالم يشهد أكثر من صراع وحرب وإبادة جماعية ومأساة إنسانية في نفس الوقت".
- خطر المجاعة في غزة
وقال أردوغان إن خطر المجاعة وصل إلى حد الكارثة في غزة بشكل خاص، بحسب التصنيفات الدولية.
وأضاف أن 96 بالمئة من سكان غزة، أي أكثر من مليوني شخص، لا يحصلون على الغذاء الصحي والمياه النظيفة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب "إبادة جماعية" على غزة، أسفرت عن نحو 148 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وأكد الرئيس أردوغان أن الحكومة الإسرائيلية ترتكب جريمة ضد الإنسانية من خلال منع المساعدات الإنسانية من دخول غزة، التي حولتها إلى سجن مفتوح.
وأشار إلى أن "التكلفة البشرية لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل في المنطقة بدعم من قوى غربية تتزايد يوما بعد يوم".
- "التاريخ لن يغر للصامتين"
ولفت إلى أن "التاريخ لن يغفر للصامتين تحت أي ذريعة كانت تجاه هذا العنف وهذه الوتيرة المتصاعدة من الوحشية".
وأضاف: "نتيجة لمبادرة تركيا تم تضمين عبارات قوية بشأن غزة في إعلان قادة مجموعة العشرين".
وتابع: "العالم لم يتخذ حتى الآن الموقف الذي كنا ننتظره ضد ظلم إسرائيل"، مؤكدا أن "تركيا ستواصل هذا النضال بالتعاون مع أصدقائها".
وأردف الرئيس أردوغان أن "تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب المظلومين حتى لو بقيت بمفردها في ذلك".
وأضاف: "ليست لدينا مشكلة مع أي بلد أو شعب أو عقيدة، مشكلتنا مع المذابح ومرتكبيها، مشكلتنا مع الذين يبحثون عن أمن بلادهم ومواطنيهم بسفك المزيد من دماء الأبرياء".
وأكمل: "مشكلتنا مع الذين يجرون منطقتنا إلى الفوضى وعدم الاستقرار عبر سياسة الاحتلال والغزو".
وأكد أردوغان أن "المرحلة الحالية تتطلب من الدول المسؤولة اتخاذ إجراءات ملزمة ضد إسرائيل التي لا يستطيع النظام الدولي إيقافها".
وأضاف أن 52 دولة ومنظمتين دوليتين وقعت على رسالة مشتركة، نُشرت كوثيقة للأمم المتحدة، تطالب بوقف شحن الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.
كما أفاد أنه "من المهم جدا أن يتم الاعتراف بدولة فلسطين، من قبل المزيد من الدول، خاصة في هذه الفترة".
- العدوان الإسرائيلي على لبنان
وشدد أردوغان على القلق العميق بشأن التصعيد الخطير في لبنان الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي.
وأضاف: "نعرب في كل فرصة عن ضرورة وقف عاجل ودائم لإطلاق النار لإنهاء المجزرة في لبنان".
- تحديث العقيدة النووية الروسية
وحول تحديث روسيا عقيدتها النووية، قال أردوغان "لا نستطيع القول إن الحرب التي تستخدم فيها الأسلحة النووية لها جانب إيجابي".
والثلاثاء، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يتيح للجيش الرد بأسلحة نووية في حال تعرض البلاد لهجوم بصواريخ باليستية.
واعتبر أردوغان الخطوة الروسية "إجراء احترازيا" ضد موقف يستهدفها.
وأضاف: "هذا الإجراء يجب أن يأخذه مسؤولو (حلف شمال الأطلسي) الناتو بعين الاعتبار، ويجب النظر في هذه الخطوة من قبل مسؤولي الناتو".
وأردف: "نأمل أن نتوصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا بأقرب وقت ممكن ونوفر السلام الذي ينتظره العالم".
وشدد أردوغان على دعمه للمبادرات الدبلوماسية التي سيتم فيها تمثيل الأطراف على قدم المساواة من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا بسلام عادل ودائم.
وأكد أن تركيا مستعدة ولديها الإرادة والقدرة على القيام بأي دور تسهيلي بين الطرفين، كما فعلت منذ اليوم الأول للحرب.
وتابع: "نأمل أن تتخذ الإدارة الأمريكية الجديدة خطوات أكثر جرأة وحكمة ودعما على طريق السلام في منطقتي الصراع (الشرق الأوسط وأوكرانيا)".
وختم قائلا: "أود أن أؤكد هنا أننا لا نرى من المناسب اتخاذ خطوات من شأنها قطع الطريق على السلام وتأجيج الحرب".