أنقرة/ الأناضول

وُصفت عملية تبادل السجناء التي نسقتها الاستخبارات التركية بأنها "أكبر عملية تبادل تمت بعد الحرب العالمية الثانية".

وبحسب المعلومات الواردة من مصادر أمنية، فإنه ضمن نطاق عملية التبادل في أنقرة، تم نقل الأشخاص إلى تركيا على متن 7 طائرات، اثنتان من الولايات المتحدة وواحدة من كل من ألمانيا وبولندا وسلوفينيا والنرويج وروسيا.

وشملت العملية مطلع أغسطس/ آب الجاري، تبادل 26 شخصا، إذ نُقل 10 أشخاص بينهم طفلان إلى روسيا، و13 شخصا إلى ألمانيا، و3 إلى الولايات المتحدة.

وبدأت العملية بطلب الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا المساعدة من تركيا، نتيجة انتهاج تركيا سياسة عادلة وبناءة، لاسيما في الحرب الروسية الأوكرانية، والخطوات التي اتخذتها لضمان السلام والاستقرار على الساحة الدولية، ونجاح تركيا في الوساطة في عمليات التبادل السابقة.

وباقتراح الأطراف التي تثق في تجربة الوساطة التركية وموافقة الرئيس رجب طيب أردوغان، تولى جهاز الاستخبارات التركية الدور القيادي في عملية التبادل.

والتقى كبار مسؤولي جهاز الاستخبارات التركية بشكل متكرر مع الأطراف قبل إتمام هذه "العملية التاريخية".

كما تم التغلب على تحفظات الأطراف وخلافاتهم ومطالبهم بشأن التبادل بفضل الحلول العادلة والبناءة التي قدمتها الاستخبارات التركية.

واستمرت المفاوضات بشأن العملية حتى اللحظة الأخيرة، بل وحتى أثناء العملية، حلت الاستخبارات التركية الخلافات بين الأطراف من خلال الدبلوماسية الاستخباراتية الهادئة والناجحة.

وفي الساعات الأولى من صباح يوم 1 أغسطس الجاري، اتخذت الاستخبارات التركية الإجراءات الأمنية اللازمة في مطار أسنبوغا في أنقرة، حيث ستتم عملية التبادل.

وتم تجهيز المطار للعملية بطريقة لا تعطل حركة الطيران الطبيعية، لتبدأ في الساعة 16.05 بالتوقيت المحلي عندما لامست عجلات أول طائرة قادمة من سلوفينيا المدرج.

وبعد الطائرة السلوفينية، بدأت مرحلة التبادل بهبوط طائرات من بولندا والنرويج وروسيا وألمانيا والولايات المتحدة.

وأعطت الاستخبارات التركية الأولوية لسلامة الأشخاص الستة والعشرين الذين سيتم تبادلهم طوال العملية.

كانت المرحلة الأولى إنزال الأشخاص العشرة الذين ستستلمهم روسيا، ثم تكفلت الأخيرة بإنزال 16 شخصا من الطائرة.

وبعد الانتهاء من إجراءات "التأكيد المتبادل" والفحوصات الصحية بين الطرفين تحت إشراف جهاز الاستخبارات التركية، تم نقل 10 أشخاص إلى الطائرة الروسية العائدة إلى موسكو، ونقل 3 أشخاص نحو الطائرة الأمريكية العائدة إلى واشنطن، ونقل 13 شخصا إلى الطائرة الألمانية.

واكتملت عملية التبادل التاريخية بتنسيق الاستخبارات التركية بنجاح مع مغادرة عجلات الطائرات الثلاث مدرج المطار.

وبعد العملية، شكر الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي، على جهوده لضمان تنفيذ عملية تبادل السجناء بسلاسة.

وفي البيان الذي أصدره الكرملين، شكرت روسيا إدارات جميع الدول التي ساعدت في التحضير لعملية التبادل بتنسيق الاستخبارات الأمريكية.