فيدان: تركيا تقع في قلب الأزمات والتوترات وتقف بمركز الحلول
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قال إنه مع انقضاء الربع الأول من القرن الحادي والعشرين نشهد تحولاً عالمياً سيشكل مسار التاريخ

Ankara
أنقرة / الأناضول
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، أن بلاده تقع في قلب الأزمات ووسط التوترات لكنها تقف أيضا بمركز الحلول.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الافتتاح الرسمي لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي بنسخته الرابعة، والذي تشارك فيه وكالة الأناضول بصفة شريك إعلامي عالمي.
ولفت فيدان إلى أن المنتدى يعقد في ظل تطورات استثنائية، وأنه أصبح مركزا عالميا لنبض الحوار والدبلوماسية في عالم مجزأ.
وأوضح أن هذا السقف الذي يكبر كل عام يجمع الشمال والجنوب والشرق والغرب ورجال الدولة والمثقفين والدبلوماسيين والشباب إلى طاولة واحدة.
وقال فيدان: "يتميز منتدانا بتأثيره الدولي وسمعته ومستوى المشاركة الواسع. وفي هذا الصدد، يسعدنا أن نرى أن منتدى أنطاليا الدبلوماسي يلبي احتياجا عالميا".
وذكر أنه "من الخطأ النظر إلى الدبلوماسية اليوم على أنها تتكون من ممرات وطاولات، فالدبلوماسية تتطلب في العصر الجديد فهما أكثر تنوعا وديناميكية".
وأشار إلى أن العلاقات الدولية اليوم تمثل عالما ديناميكيا، منسوجا بشبكات غير مرئية وبعيدا عن الخطوط الثابتة.
وأضاف: "مع انقضاء الربع الأول من القرن الحادي والعشرين نشهد تحولا عالميا سيشكل مسار التاريخ، واليوم نلمس تأثير هذا التحول في كل مكان".
وشدد على أن التحول لا يقتصر على تغير مركز القوة في النظام الدولي، وأن الحركات الاجتماعية تشهد تحولا في داخلها بسبب عجز النظام القائم عن إنتاج حلول للمشكلات.
وأكمل أن تصورات التهديد التقليدية تزاد يوما بعد يوم، والثقة المتبادلة بين الدول تتضرر تدريجيا بل تتلاشى.
ولفت إلى أن روح العصر أصبحت تشير إلى نظام دولي متعدد الأقطاب والطبقات والأبعاد.
كما أشار إلى وجود تزايد في ميول الانقسام الجيوسياسي والأيديولوجي والتكتلات.
وأعرب وزير الخارجية التركي عن أسفه حيال بدء سباق التسلح من جديد.
وتابع: "في ظل هذه الأجواء، يبرز التآكل في الحوكمة العالمية وضعف المؤسسات متعددة الأطراف وصعوبة التنسيق في القضايا العالمية كأهم التحديات أمامنا".
وأوضح أن "أكبر تهديد محتمل للنظام الدولي هو معاذ الله مستقبل مظلم يسوده انعدام القواعد وعدم اليقين والتصرفات الانفرادية".
وأردف: "لهذا السبب هناك حاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى سياسات واقعية قائمة على الحكمة والعدالة ودبلوماسية فعالة على المستوى الدولي".
وأفاد بأن المسألة تكمن في إدارة التعددية القطبية بشكل صحيح، وفي الوقت نفسه من الضروري جعل الحوكمة العالمية أكثر شمولا.
وزاد: "بهذه الطريقة فقط سيكون من الممكن إنشاء عالم أكثر عدلا بمشيئة الله كما أكد السيد رئيس جمهوريتنا (رجب طيب أردوغان)".
وأكد فيدان أن "هذا الهدف لن يتحقق بالخطابات فقط بل أيضا بإعادة تشكيل المؤسسات الدولية وفقا لهذا المبدأ".
وشدد على أن "الأمم المتحدة اليوم لا تستطيع للأسف تلبية تطلعات المجتمع الدولي فيما يتعلق بالسلام والعدالة".
وقال إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أصبح يمثل نظاما يقف إلى جانب القوة، وإن وأوضح مثال على ذلك هو قطاع غزة.
ولفت إلى أن مجلس الأمن ظل صامتا وعاجزا أمام المذبحة التي ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين بقطاع غزة.
وأضاف: "لقد تعمق الصمت وازداد الظلم ونزفت الضمائر، أما اسم هذا المشهد فقد ظهر أمامنا كأزمة شرعية".
وتابع: "أثناء الإعداد لأرضية النظام الدولي الجديد في القرن الحادي والعشرين يجب أولاً التغلب على أزمة الشرعية هذه".
فيدان شدد على أن "تركيا بلد يقع في قلب الأزمات ووسط التوترات ولكنه يقف أيضا بمركز الحلول".
وأوضح أن تركيا اليوم هي فاعل يرفع صوته من أجل غزة ويدعو إلى السلام من أجل أوكرانيا ويدافع عن الاستقرار وإعادة الإعمار في سوريا ويبني التعاون في القوقاز والبلقان وإفريقيا.
وقال: "موقفنا هذا لا ينبع فقط من منطقتنا الجغرافية بل من تاريخنا وضمير أمتنا".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.