شابة لبنانية تقدم رسالة تحدٍ بتسلق أعلى قمم العالم (حكايتي)
بعض الشابات في لبنان يمررن بظروف صعبة ومشكلات حياتية جمة، ورغم ذلك لا يستسلمن، بل ينهضن ويتغلبن على واقعهن، ويتحولن إلى ملهمات نجاح لغيرهن.
Lebanon
بيروت / ريا شرتوني / الأناضول
ـ عزام هي الوحيدة التي نجحت في الوصول إلى "إفرست" بين 71 امرأة حاولن ذلك
ـ رسالتي إلى الشباب اللبناني، وسط الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاسية عنوانها الصبر والتحدي
ـ قصتي نقطة ضوء وأمل في هذا العالم
بعض الشابات في لبنان يمررن بظروف صعبة ومشكلات حياتية جمة، ورغم ذلك لا يستسلمن، بل ينهضن ويتغلبن على واقعهن، ويتحولن إلى ملهمات نجاح لغيرهن.
جويس عزام، مهندسة ثلاثينية وضعت نصب عينيها هدف التميز، وتطلعت إلى بلوغ القمة، وليست أي قمة.
استطاعت عزام، الوصول إلى أعلى ثماني قمم بالعالم، آخرها "إفرست" (8.848 مترا، أعلى جبل على وجه الأرض)، لتكون بذلك الوحيدة التي نجحت في الوصول إليها بين 71 امرأة حاولن ذلك.
** رسالة إلى الشباب اللبناني
في بداية حديثها للأناضول، وجهت عزام، رسالة إلى الشباب اللبناني، وسط الظروف الاقتصادية والاجتماعية القاسية، قائلة: "تحلّوا بالصبر والإيمان، لأن وطنكم بحاجة إليكم الآن أكثر من أي وقت مضى".
** اكتشاف هواية التسلق
قصة عزام، مع الرياضة بدأت منذ مايو/ أيار 2006، عندما اكتشفت للمرة الأولى جبل القرنة السوداء (أعلى جبال لبنان)، وتبلورت هواية التسلق لديها، مع شعورها بالنجاح، آنذاك، في الوصول إلى قمته.
وتتحدث عزام، أن حلم اكتشاف القمم العالمية راودها بعد ذلك، فوضعت خريطة العالم أمامها وقالت لنفسها: "جويس انطلقي".
وتضيف: "وقتها (عام 2012) واجهتُ تحديات عدة، لا سيما أنه بالنسبة إلى مجتمعي، تعد هذه المحاولات خروجا عن العادات والتقاليد".
وتتابع عزام: "كنت أسمع انتقادات كثيرة، ومن أبرزها أن هذه الرياضة ستجعلني أفقد أنوثتي، وأخسر دراستي في كلية الهندسة".
وعن القمم التي تسلقتها تروي قائلة: "وصلت إلى قمم جبال: دينالي، البالغ ارتفاعه نحو (6.194 مترا)، وأكونكاغا (6.961 مترا)، وكيليمانغارو (5.895 مترا)، وماونت إلبروس (5.642 مترا)، إضافة إلى ماونت فينسون (4.892 مترا)، وبونكاك جايا (4.884 مترا) وماونت كوسيوزكو (2.228 مترا)".
وتكمل عزام: "سجلت إنجازا مهما لي عندما رفعت اسم لبنان ببلوغي قمة إفرست في مايو 2019، لأضيفه إلى سلسلة إنجازاتي".
وتردف: "أقف الآن أمام مرحلة جديدة تحمل في طياتها كثيرا من الحماسة والتحديات، أتذكر ما قطعته وأنجزته في السابق، وأنظر للمستقبل بمسؤولية أكبر".
** عودة إلى الطفولة
وتعود عزام، في حديثها إلى سنوات الطفولة قائلة: "لا أحب أن أستذكرها، لا سيما أنها كانت أثناء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، والبقاء على قيد الحياة كان الهدف".
وتكشف: "أنا من عائلة في غاية التواضع والحلم كان مجرّد حلم.. كسر الهواجز والخوف، والإيمان بالأحلام لا حدود له، وليس لطبقة اجتماعية معينة".
** التدريبات والدعم
وتوضح عزام "شقيقي مدرب رياضي، وأشرف على إعدادي، ولا شك أن هذا الأمر ساعدني في تحديد نوع التمرين الذي يجب أن أقوم به، بعد دراسة طبيعة الجبل الذي سأتسلّقه".
** الحياة الجامعية
أما عن توجهها الجامعي، فتقول عزام: "أحمل شهادة ماجستير في علوم المحافظة على المدن والمباني التاريخية، ودكتوراه في علوم المناظر الطبيعية والبيئية".
وعن شهادتها الجامعية وهوايتها، تجيب: "اخترت ما يجمع بينهما التراث وحب الطبيعة".
** الإخلاص للأحلام
وتستطرد عزام: "أهدف من خلال هواية التسلق، إلى التأكيد لجميع الشباب أن لا شيء مستحيل إذا تسلحنا بالعزيمة القوية والإرادة الصلبة"، مقدمة النصح لهم بأن يكونوا "مخلصين لأحلامهم".
وتختم حديثها قائلة: "قصتي نقطة ضوء وأمل في هذا العالم".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.