الدول العربية, التقارير, حكايتي

مستحضرات تجميل طبيعية.. قصة نجاح صفية الصومالية (حكايتي)

أثناء مرحلة التعليم الأساسية نشطت صفية شكري هلولي، في التوعية بمخاطر تبييض البشرة بمواد كيميائية ولاحقا افتتحت تدريجيا 6 محلات لبيع مستحضرات طبيعية

26.03.2020 - محدث : 04.04.2020
مستحضرات تجميل طبيعية.. قصة نجاح صفية الصومالية (حكايتي) مستحضرات تجميل طبيعية.. قصة نجاح صفية الصومالية

Mogadişu

مقديشو / نور جيدي / الأناضول

اسمي صفية شكري هلولي، ولدت ونشأت في العاصمة الصومالية مقديشو، وأكملت في مدارسها مرحلة التعليم الأساسية.

بدأت حكايتي في محاربة ظاهرة تبييض البشرة عندما كنت في مرحلة التعليم الأساسية، حيث تعرضت لموقف استفزازي بخصوص لون بشرتي.

كانت زميلتي في الفصل الدراسي تستخدم مواد كيميائية لتبييض بشرتها، وأنا من الفتيات ذات البشرة السمراء.

وقتها لم أستطع الدفاع عن نفسي بشكل كافٍ، رغم أنني فخورة ببشرتي السمراء، وأتذكر أنني أجبت عليها: هذا لوني لا يُباع ولا يُشترى.

في ذلك الوقت، عام 2005، كانت المواد الكيميائية تغزو بكثرة الأسواق الصومالية، والفتيات من قريناتي كن مهتمات بشدة باستحضار تلك المواد.

عندها فكرت وقررت الدفاع عن الفتيات ذوات البشرة السمراء في الفصل، ومحاربة ظاهرة التبييض بين قريناتي وصديقاتي وأقاربي، وحتى منزلي وجيراني، وكنت ضحية لشتائم وعبارات جارحة، إلا أنها لم تزدني إلا إصرارا وتشبثا بموقفي.

بعد انتهاء المرحلة الثانوية، أرسلني والدي إلى جامعة في إندونيسيا لدراسة تخصص الصحة العامة، حيث اختاره لي عندما رأى كيف أقوم بتوعية المجتمع.

بدأت دراسة هذا التخصص في الجامعة المحمدية بالعاصمة جاكارتا. وبجانب دراستي، التي ستلعب دورا كبيرا في توعية المجتمع بالمخاطر، واصلت جهدي في محاربة ظاهرة تبييض البشرة داخل الجامعة وبين زميلاتي في مقاعد الدراسة.

كما بحثت بعمق عن مكونات المواد الكيميائية المستخدمة في التبييض، ومخاطرها على الصحة والأمراض الخطيرة التي تسببها.

وخلال دراستي، عزمت على إطلاق منصة خاصة لمحاربة تلك الظاهرة، وكانت موجهة إلى الفتيات داخل وخارج الصومال، عبر نشر مقاطع فيديو تشرح مخاطر المواد الكيميائية وما تسببه من أمراض، بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي.

وكذلك رسائل مقتضبة تثمن اللون الشوكلاتي، أي لون البشرة السمراء، كي أثني الفتيات عن التأثر بظاهرة التبييض المنتشرة بين الصوماليات.

بعد انتهائي من الجامعة، عدت إلى الوطن، وتحولت إلى ناشطة في محاربة ظاهرة تبييض لون البشرة، ونظمت ندوات ومجالس لتوعية الفتيات، وإقناعهن نفسيا بضرورة الإقلاع عن هذه المواد الكيميائية الخطيرة، بجانب حملات تنفذها فتيات سمراوات في الأماكن العامة.

حصلنا على تجاوب من سيدات كثيرات كن يستخدمن مواد التبييض، نتيجة توسيع نطاق الحملة التي لاقت تفاعلا كبيرا.

وهنا، أُثير سؤال حول سبل إيجاد بدائل للمواد الكيميائية، خطرت ببالي فكرة تجارية بكلفة بسيطة لعلها تدعم مبادرتي لتعويض تلك المواد الخطيرة التي قد تعرض الجلد لعدوى والتهابات بمرور الوقت.

بدأت فكرتي بافتتاح محل صغير تباع فيه أدوات تجميل طبيعية مستوردة من إندونيسيا، ثم توسعت وتحولت إلى فكرة تجارية ناجحة، ساهمت بإيجاد حلول طبيعية لضحايا المواد الكيميائية، حيث وصل عدد هذه المحلات حاليا إلى 6 في العاصمة وبعض أقاليم الصومال.

ولاقت فكرتي إعجاب كثير من المؤسسات التعليمية والحقوقية والتجارية، وحصلت على أكثر من 5 جوائز، العام الماضي، بينها جائزة أفضل سيدة لابتكار مشروع تجاري، بجانب جوائز أخرى تكريما لمساهمتي في توعية المجتمع بمخاطر مواد تبييض البشرة على الصحة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın