الملايين في إسبانيا والبرتغال بدون كهرباء إثر انقطاع التيار
شبكات الاتصالات والنقل تتعطل فيما التحقيقات جارية حول الأسباب وسط شكوك بوجود هجوم إلكتروني

Istanbul
مدريد، أنقرة/ الأناضول
شهدت إسبانيا والبرتغال، الاثنين، انقطاعًا واسعًا في التيار الكهربائي، ما أثر على ملايين الأشخاص وتسبب في اضطرابات مرورية وتعطيل خدمات الاتصالات والنقل في عدد من المدن الكبرى.
وتسبب تعطل إشارات المرور في العاصمة مدريد بازدحامات خانقة، في حين شهد مطارا "باراخاس" في مدريد و"إل برات" في برشلونة اضطرابات ملحوظة. كما أثّر الانقطاع على شبكات الاتصالات والإنترنت في مدن كبرى مثل مدريد وبرشلونة.
وأكّد مشغّل شبكة الكهرباء الإسبانية "ريد إليكتريكا إسبانيولا" عبر حسابه في منصة "إكس" وقوع انقطاع واسع للكهرباء، مشيرًا إلى أن التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب. كما أعلنت شركة السكك الحديدية الإسبانية عن توقف مؤقت في حركة القطارات جراء انقطاع التيار الكهربائي.
ووفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، تم تعليق مباريات بطولة "مدريد المفتوحة" للتنس بسبب الانقطاع. ونقلت صحيفة "بوليتيكو" عن مسؤول إسباني قوله إن لجنة أزمة تم تشكيلها لإدارة الوضع، وسط استمرار التحقيقات وعدم استبعاد فرضية الهجوم الإلكتروني.
من جانبها، ذكرت شبكة "كادينا سير" أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز توجه إلى مقر شركة "ريد إليكتريكا" لمتابعة الموقف عن كثب، فيما أعلنت الشركة أن عملية إعادة التيار ستتم تدريجيًا، وقد بدأ بالفعل تزويد بعض المناطق بالطاقة مجددًا.
وأعلنت شركتا "إينديسا" و"إيبردرولا" أنهما تحققان في أسباب الانقطاع، في حين أطلقت الحكومة الإسبانية تحقيقًا رسميًا، مع نشر قوات أمن إضافية في شوارع مدريد.
وطالبت الحكومة المركزية في مدريد، بتفعيل خطة الطوارئ من المستوى الثالث، كما أكدت وزارة الصحة أن المستشفيات مزودة بأنظمة بديلة لضمان استمرار الخدمات الأساسية.
- "حدوث اختلال في الجهد الكهربائي" أحد الاحتمالات المطروحة
وفي البرتغال، نقلت وسائل الإعلام المحلية أنباء انقطاع التيار الكهربائي، فيما أرجعت شركة "إي-ريديس" المشغلة للطاقة السبب إلى "مشكلة في شبكة الطاقة الأوروبية"، مشيرة إلى احتمال أن يكون خلل في الجهد الكهربائي وراء الانقطاع.
وأوضحت شركة "رين" الوطنية للطاقة أن حريقًا اندلع بالقرب من جبل "ألارك" جنوب غرب فرنسا ألحق أضرارًا بخطوط الضغط العالي، ما قد يكون مرتبطًا بالحادث.
وفي لشبونة، جرى إغلاق محطات المترو، وتوقفت عمليات الدفع الإلكتروني، واصطف المواطنون أمام أجهزة الصراف الآلي. كما جرى إغلاق مطار "هومبرتو دلغادو"، وأصدرت شركة الطيران "تاب إير برتغال" تحذيرًا بعدم التوجه إلى المطارات حتى إشعار آخر.
- امتداد التأثير إلى بعض مناطق فرنسا
وشهدت بعض المناطق القريبة من الحدود الفرنسية الإسبانية انقطاعًا للكهرباء، بحسب شهادات محلية. كما تم الإبلاغ عن حالات انقطاع أخرى وصلت حتى بلجيكا.
بدورها، أفادت وسائل إعلام فرنسية نقلًا عن شركة "ريد إليكتريكا" أن الجنوب الفرنسي تأثر أيضًا، لا سيما في المناطق المرتبطة بالشبكة الإسبانية. ولم تصدر شركة الكهرباء الفرنسية بعد بيانًا رسميًا بشأن الحادث.
وأعلنت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، بولا بينيو، أن المفوضية على اتصال مع حكومتي إسبانيا والبرتغال لمعرفة أسباب الانقطاع، مؤكدة تفعيل البروتوكولات اللازمة لإعادة تشغيل الشبكات.
- دعوات للسكان من أجل البقاء في أماكنهم
ودعا عمدة مدريد خوسيه لويس مارتينيز ألميدا، السكان إلى البقاء في أماكنهم وعدم استخدام الطرق إلا للضرورة، مؤكدًا أن بعض الأنفاق أُغلقت بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وأوضح أن بعض الطرق السريعة تضررت، بينما طلبت سلطات مدريد من السكان الاتصال بخدمات الطوارئ فقط في الحالات العاجلة.
فيما توقعت شركة "ريد إليكتريكا"، في بيان لها، أن تستغرق عملية استعادة الكهرباء في مختلف أنحاء البلاد من 6 إلى 10 ساعات، واصفة الحادث بأنه "غير مسبوق".
وصرح نائب وزير التماسك الإقليمي في البرتغال، مانويل كاسترو ألميدا، أن تحقيقًا يجري في احتمال أن يكون الانقطاع ناتجًا عن هجوم إلكتروني، مع الإشارة إلى تأثير الانقطاع على إسبانيا وفرنسا وألمانيا أيضًا.
- توقف حركة القطارات في إسبانيا
وطلبت هيئة السكك الحديدية تعزيزات أمنية في بعض المحطات، فيما أعلنت عبر "إكس" تعليق جميع رحلات القطارات حتى إشعار آخر. كما تم إغلاق جميع محطات مترو مدريد.
بدورها، أعلنت شبكة النقل الفرنسية شروعها في أعمال الدعم للشبكة الإسبانية لإعادة التيار الكهربائي.
- استعادة التيار في بعض المناطق الإسبانية
وفي وقت لاحق، أعلنت شركة "ريد إليكتريكا" عن إصلاحها أعطالًا في بعض مراكز التحويل الكهربائي، وأن العمل مستمر لاستعادة الكهرباء بالكامل بأسرع وقت ممكن. كما بدأت شركة "إينديسا" بإعادة التيار في مناطق من برشلونة مثل "ماريسمي" و"غاراف".
وسبق أن شهدت أوروبا في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2006 حادثة انقطاع كهرباء كبرى أثرت على فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال، مما تسبب في توقف حركة القطارات وإرباك العمليات في المطارات، واستمر الانقطاع حينها نحو ساعتين.
وأرجعت تقارير أوروبية تلك الحادثة إلى قصور في تطبيق إجراءات الأمان وعدم كفاية الاستثمارات في البنية التحتية لشبكات الكهرباء.