دولي

من الاتحاد السوفيتي إلى روسيا الحديثة.. تاريخ تبادل السجناء مع الغرب (إطار)

عملية تبادل السجناء مطلع أغسطس كانت الأكبر في تاريخ روسيا الحديث...

Muhammed Kılıç, Ali Cura  | 02.08.2024 - محدث : 02.08.2024
من الاتحاد السوفيتي إلى روسيا الحديثة.. تاريخ تبادل السجناء مع الغرب (إطار)

Istanbul

موسكو / الأناضول

عملية تبادل السجناء التي جرت مطلع أغسطس/ آب الجاري بين روسيا والغرب بتنسيق من وكالة الاستخبارات التركية لم تكن العملية الأولى التي تجريها موسكو مع الغرب، فتاريخ روسيا يشهد على عمليات تبادل كثيرة.

فعندما كان التوتر متصاعدا بين القوتين العظميين، الكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفييتي، والكتلة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الحرب الباردة، جرت عمليات تبادل عناصر مخابرات بين الجانبين.

وفي 10 فبراير/ شباط 1962 كان أول تبادل معروف بين العقيد بالمخابرات السوفيتية رودولف أبيل، الذي اعتقل في نيويورك في 21 يونيو/ حزيران 1957، وفرانسيه باورز، طيار طائرة الاستطلاع الأمريكية لوكهيد يو-2 التي أسقطت فوق الأورال في 1 مايو/ أيار 1960.

وتم التبادل على جسر غلينيكر بروك فوق نهر هافيل على الحدود بين برلين الغربية وألمانيا الشرقية، والذي عُرف فيما بعد باسم "جسر الجواسيس".

وخلال هذا التبادل، أُطلِق أيضا سراح الطالب فريدريك بريور، الذي قُبض عليه في ألمانيا الشرقية بتهمة الدخول غير القانوني إلى البلاد في أغسطس 1961، والسائح مارفين ماكينين، الذي قُبض عليه في كييف في يوليو/ تموز 1961 للاشتباه في قيامه بالتجسس.

وفي 11 أكتوبر/ تشرين الأول 1963، تمت مبادلة القس الأمريكي والتر سيزيك، الذي ألقي القبض عليه عام 1941 بتهمة التجسس وعاش في نوريلسك السوفيتية دون حق المغادرة بعد برنامج إصلاحي دام 15 عاما، بالموظف السابق في الأمم المتحدة إيفان إيغوروف وزوجته ألكسندرا الذَين اعتقلَا في الولايات المتحدة بتهمة التجسس.

وفي 22 أبريل/ نيسان 1964، تبادل الاتحاد السوفيتي وبريطانيا ضابط المخابرات السوفيتية كونون مولودي وضابط المخابرات البريطانية جريفيل وين على حدود ألمانيا الشرقية في برلين الغربية.

وكان مولودي قد ذهب أولا إلى كندا بوثائق مزورة ثم ذهب إلى الولايات المتحدة، ثم إلى بريطانيا، ليُقبض عليه هناك في 7 يناير/ كانون الثاني 1961 وحكم عليه بالسجن لمدة 25 عاما.

أما وين فقُبض عليه عام 1962 وحكم عليه بالسجن لمدة 8 سنوات، وكان على اتصال بضابط يتعاون مع أجهزة المخابرات الغربية.

وعلى "جسر الجواسيس" مرة أخرى، سُلِّم يوري لوغينوف، عضو المخابرات السوفياتية في "كي غي بي"، الذي قُبِض عليه في جنوب إفريقيا في يوليو 1969، إلى الاتحاد السوفيتي مقابل 11 من عملاء المخابرات الألمانية الغربية.

وفي أكتوبر 1969 استبدل الاتحاد السوفييتي وبريطانيا ضابطي المخابرات السوفيتية المولودين في الولايات المتحدة، موريس ولونا كوهين، بعميل المخابرات البريطاني غيرالد بروك، الذي اعتُقل في الاتحاد السوفيتي.

وفي 27 أبريل 1979 أطلقت السلطات السوفيتية سراح 5 شخصيات معارضة من السجن، وأرسلتهم إلى الولايات المتحدة مقابل استلام اثنين من ضباط المخابرات السوفيتية، فالديك إنغر ورودولف تشيرنيايف، اللذَين كانا يعملان تحت ستار الأمانة العامة للأمم المتحدة. وحُكم على العميلين السوفيتيين اللذَين اعتقلا في مايو 1978 بالسجن لمدة 50 عاما.

وفي مايو 1982، تمت مبادلة ضابط المخابرات السوفييتي أليكسي كوزلوف بعشرة ضباط مخابرات ألمان اعتُقلوا في ألمانيا الشرقية والاتحاد السوفييتي، وجنرال من جيش جنوب إفريقيا اعتُقل في أنغولا.

يشار أن كوزلوف اعتقل في جنوب إفريقيا عام 1979.

وفي "جسر الجواسيس"، تبادل طرفا الحرب الباردة 23 من عملاء وكالة المخابرات المركزية الامريكية في مختلف دول الكتلة الشرقية في 12 يونيو 1985، بأربعة ضباط استخبارات سوفيتيين.

وكانت عملية تبادل السجناء هذه أكبر عملية في تاريخ الاتحاد السوفييتي، إذ شملت 27 سجينا.

وفي 11 فبراير 1986، تمت عملية تبادل 9 أشخاص على "جسر الجواسيس" أيضا.

ووفقا للاتفاق المبرم بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، أُطلِق سراح ضباط من المخابرات التشيكوسلوفاكية والسوفيتية قُبض عليهم في نيويورك وبولندي وألماني تابعَين للاتحاد السوفيتي، مقابل إطلاق الاتحاد السوفيتي معارضَين سوفيتيَين، وألمانيين، وتشيكوسلوفاكي تعاون مع المخابرات الأمريكية.

التبادلات مع الغرب في روسيا المعاصرة

في 27 يونيو 2010، ألقي القبض على 10 أشخاص في الولايات المتحدة بتهمة التجسس لصالح روسيا، وقامت الأخيرة بمبادلتهم مع سجناء روس، هم غينادي فاسيلينكو، وألكسندر زابورويسكي، وسيرغي سكريبال، وإيغور سوتياغين، أدينوا بالتجسس لصالح وكالات استخبارات غربية في البلاد.

وفي 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، تبادلت روسيا وليتوانيا 4 أشخاص أدينوا سابقا بالتجسس، وسلَّمت روسيا شخصا مدانا بالتجسس إلى النرويج.

وأخيرا، في 1 أغسطس 2024، جرت عملية تبادل سجناء بين روسيا والدول الغربية في مطار العاصمة التركية أنقرة تحت إدارة جهاز المخابرات التركية.

وفي عملية التبادل "التاريخية" هذه منذ الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والغرب، نجحت الاستخبارات التركية في تنسيق أكبر عملية تبادل سجناء بين 7 دول في السنوات الأخيرة، شملت 26 سجينا.

وفي نطاق العملية، تم نقل 10 رهائن، بينهم طفلان إلى روسيا، و13 رهينة إلى ألمانيا، و3 رهائن إلى الولايات المتحدة، بحسب مصادر أمنية للأناضول.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.