الثقافة والفن, أخبار تحليلية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة, إسرائيل والإبادة الجماعية

كيف "تواطأت" الكاميرات في الإبادة الإسرائيلية بغزة؟ (مقابلة)

المخرج السينمائي الأمريكي الياباني نيو سورا للأناضول: صناعة السينما العالمية لم تسلط الضوء بشكل كاف على الإبادة الإسرائيلية في غزة

Muhammed Kılıç, Selman Aksünger  | 16.10.2024 - محدث : 16.10.2024
كيف "تواطأت" الكاميرات في الإبادة الإسرائيلية بغزة؟ (مقابلة)

Istanbul

أمستردام / الأناضول

** المخرج السينمائي الأمريكي الياباني نيو سورا للأناضول:
- صناعة السينما العالمية لم تسلط الضوء بشكل كاف على الإبادة الإسرائيلية في غزة
- عرض فيلم فلسطيني وآخر إسرائيلي بمهرجان البندقية غير عادل فإسرائيل تمارس احتلالا وتنفذ تطهيرا عرقيا ضد الفلسطينيين
- نعلم مدى تواطؤ وسائل الإعلام في إضفاء الشرعية على الإبادة الجماعية إذا كان ذلك يناسب مصالحهم
- ما فائدة سرد قصص بالسينما عن الكرامة الإنسانية بينما نشاهد عنفا وحشيا بغزة يحرم الناس إنسانيتهم؟

رصد المخرج السينمائي الأمريكي الياباني نيو سورا "تواطؤا" للكاميرات في الإبادة الإسرائيلية المتواصلة بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إما عبر سينما لم تسلط الضوء على تلك الإبادة بما يكفي، أو من خلال تورط وسائل إعلام في شرعنتها إذا اتفق ذلك مع مصالحها.

هذا ما عبر عنه المخرج نيو سورا خلال مقابلة مع الأناضول، تحدث فيها عن تجربة مشاركته في مهرجان البندقية السينمائي الدولي 2024، الذي عقد أوائل سبتمبر/ أيلول الماضي.

فخلال المهرجان، ظهر سورا مرتديا الكوفية الفلسطينية وحاملا العلم الفلسطيني مع عبارة "فلسطين حرة"؛ ليحظى بتصفيق حار من الجمهور.

وبشأن ذلك، أكد سورا أن المهرجان كان فرصة مهمة له لدعم القضية الفلسطينية.

ولفت إلى أن خطاب الكراهية والخطاب الصهيوني ضد صعوده على المسرح بالكوفية والعلم الفلسطيني "كان أقل" مما توقع.

** انتقاد "التكافؤ الزائف" بالمهرجان

وأعرب سورا عن استيائه من جدول أعمال مهرجان البندقية السينمائي، حيث قال: "شعرت بخيبة أمل لأن منظمي المهرجان حاولوا إظهار نوع من التكافؤ الزائف من خلال عرض فيلم إسرائيلي وفيلم فلسطيني في القسم نفسه".

وأكد أن هذا التصرف غير عادل؛ لأن "إسرائيل تمارس احتلالا وتنفذ تطهيرا عرقيا ضد الفلسطينيين".

وأضاف أنه كان من بين الموقعين على رسالة مفتوحة تعارض إدراج الفيلم الإسرائيلي في المهرجان، مشيرًا إلى أن الفيلم مرتبط بشركات إنتاج "متواطئة" في الإبادة الجماعية بغزة.

وفي المهرجان، تم عرض فيلمين في قسم "آفاق"، أحدهما الفلسطيني "Happy Holidays" من إخراج اسكندر قبطي، ويتناول المعاناة اليومية للعائلات الفلسطينية داخل إسرائيل، وقد حاز جائزة أفضل سيناريو في المهرجان.

والثاني هو الفيلم الإسرائيلي "Of Dogs and Men" للمخرج داني روزنبرغ، الذي يروي قصة فتاة تبحث عن كلبها المفقود في مستوطنة نير عوز بعد أحداث 7 أكتوبر.

** صمت السينما عن الإبادة الجماعية

واعتبر سورا أن الفنانين يقع على عاتقهم مزيد من المسؤولية تجاه فضح الانتهاكات الإسرائيليية بالأراضي الفلسطينية، بحيث يعملون على رفع مستوى الوعي بين الناس بما يحدث هناك.

وأوضح أن ذلك يمكن أن يشمل تواقيع على خطابات تضامن والمشاركة في حملات توعية، وغيرهما.

واتهم سورا بعض وسائل الإعلام بـ"شرعنة" الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في حق الفلسطينيين.

وقال: "نعلم مدى تواطؤهم (وسائل الإعلام) في إضفاء الشرعية على الإبادة الجماعية إذا كان ذلك يناسب مصالحهم، وفي الوقت نفسه يحرفون الواقع لصالح المصالح السياسية".

كما اعتبر أن "صناعة السينما العالمية لم تسلط الضوء بشكل كاف على الإبادة في غزة".

** الإبادة الجماعية بعد 7 أكتوبر

سورا تحدث عن الأثر النفسي العميق الذي تركته الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة عليه منذ بدئها في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقال: "وجدت صعوبة في فهم ما إذا كنت أستطيع مواصلة العمل في صناعة الأفلام. فما الفائدة من سرد قصص عن الكرامة الإنسانية بينما نشاهد عنفا وحشيا يحرم الناس من إنسانيتهم؟".

وأضاف: "ما يحدث لا يمكن فهمه إلا في سياقه التاريخي. هذه إبادة جماعية، وبدأت قبل 7 أكتوبر بفترة طويلة".

وأوضح أن إسرائيل تمارس تطهيرا عرقيا في فلسطين منذ 76 عاما، وأن هذا التطهير هو السبيل الوحيد لاستمرار مشروعها الاستعماري.

وأشار سورا إلى أن ضحايا الإبادة الجماعية في غزة اضطروا إلى بث معاناتهم مباشرة عبر وسائل الإعلام، في محاولة لحشد التعاطف ونقل الحقيقة.

واختتم حديثه بالقول: "استمرار الإبادة الجماعية لأكثر من عام، وامتداد فظائع إسرائيل إلى دول أخرى مثل لبنان، يدل على أننا (كفنانين) لا نفعل ما يكفي".

وبدعم أمريكي، خلفت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 141 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.