دولي, الدول العربية, أخبار تحليلية, التقارير

مؤتمر "غزة" بواشنطن.. مقدمة لفرض حل إقليمي على الفلسطينيين (تحليل)

عُقد الأسبوع الماضي، بدعوة وإشراف غرينبلات وكوشنر، بمشاركة 13 دولة، بينها 7 دول عربية، ومقاطعة فلسطين

19.03.2018 - محدث : 19.03.2018
مؤتمر "غزة" بواشنطن.. مقدمة لفرض حل إقليمي على الفلسطينيين (تحليل)

Ramallah
رام الله/جاد النبهان/الأناضول-

قال محللون سياسيون، إن المؤتمر الذي نظمه البيت الأبيض لبحث "الوضع الإنساني" في قطاع غزة، الأسبوع الماضي، يندرج ضمن "صفقة القرن"، التي تسعى الولايات المتحدة إلى فرضها على الفلسطينيين.

وعقد البيت الأبيض، الثلاثاء الماضي، مؤتمراً حول الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، بدعوة وإشراف جيسون غرينبلات ممثل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، للمفاوضات الدولية، ومستشاره والمسؤول عن ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية جاريد كوشنر، بمشاركة 13 دولة، بينها 7 دول عربية (السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر ومصر والأردن).

وقال غرينبلات إن المؤتمر يهدف إلى مساعدة سكان القطاع، ومنع تدهور الأوضاع المتفاقمة، ما يشكل تهديداً أمنياً لكل من مصر وإسرائيل.

ورفضت السلطة الفلسطينية المشاركة في المؤتمر، وقالت إنها يندرج في إطار إقامة دولة في قطاع غزة.

كما انتقد صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير المؤتمر، وقال إنه "يُمهّد لدولة غزة كجزء من صفقة الرئيس ترامب الهادفة إلى إسقاط ملفات القدس واللاجئين من طاولة المفاوضات، وفصل الضفة عن القطاع بهدف تدمير خيار حل الدولتين، على حدود الرابع من حزيران 1967".

وأعلن ترامب في 6 ديسمبر/كانون أول الماضي، القدس عاصمة لإسرائيل، وبعدها بشهر جمّد نصف المساعدات السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة لوكالة أونروا.

ويقول الدكتور حسن أيوب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، بمدينة نابلس، إن السلطة الفلسطينية "امتنعت عن حضور مؤتمر واشنطن، لعلمها المسبق أن الموضوع برمته جزء مما يُعرف صفقة القرن، خصوصا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اجتمع قبل أسبوعين مع ترامب الذي أطلعه على تفاصيل الصفقة التي تخدم مصالح اسرائيل".

وأشار أيوب إلى إن مؤتمر واشنطن هو "محاولة أمريكية لتجاوز الفلسطينيين وتنفيذ حل إقليمي ودولي تحت رعاية الولايات المتحدة".

وأضاف:" ما تطرحه الولايات المتحدة هو صفقة غير قابلة للمناقشة بل للتطبيق، وستبدأ بعزل غزة، وخلق ترتيبات معينة بشأن القطاع على أن يتم لاحقا الحديث عن حكم ذاتي وبناء مدن كبرى بين غزة وسيناء وبالتالي توطين اللاجئين فيها".

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، إن مؤتمر واشنطن له ثلاثة أهداف كلها لصالح اسرائيل.

الأول، إيجاد حل اقتصادي ينهي أزمة قطاع غزة لتكون موطنا للاجئين مستقبلا.

والثاني، يُنهي ملف الجنود الاسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس.

والثالث، تقديم حل اقتصادي للقضية الفلسطينية يقوم على "توفير مناطق ترفيه وبنية تحتية محاذية للقطاع تكون بمثابة متنفس للغزيين، ومقدمة لوطن بديل للاجئين.

وتطالب إسرائيل حركة حماس بالإفراج عن ٤ إسرائيليين محتجزين لديها، بينهم جنديان، لا يُعرف إن كانوا أحياء أم أموات حيث ترفض الحركة إعطاء أي معلومات عنهم دون مقابل.

وقال حبيب:" قبل أشهر زار غرينبلات حدود غزة وتحدث عن سيطرة حماس على الأسرى وأكد على ضرورة إيجاد حل لكل الازمة".

وأضاف:" ميزان القوى العالمي يميل الآن لصالح اسرائيل والولايات المتحدة فهناك حالة ضعف عربي تجاه القضية الفلسطينية وتراجع بشكل كبير، ولغة المصالح العالمية تتطلب الآن إنهاء ملف فلسطين للتفرغ لملفات أخرى مثل الإرهاب وإيران".

بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي عمر حلمي الغول، أن واشنطن تجهز لتنفيذ "مشاريع مشبوهة ومرفوضة من قبل الفلسطينيين، وتهدف إلى تصفية قضية اللاجئين التي تحاول أن تُنهيها بشكل رسمي قبل انطلاق صفقة القرن".

وقال إن طرح موضوع فصل غزة، ليس وليد اللحظة، فأول مشروع أُطلق سمي مشروع جونسون عام 1953، قبل 70 عاما لتوطين الفلسطينيين في سيناء، وهو ما قوبل بالرفض الدولي وفشل.

وأضاف الغول إن الولايات المتحدة تراهن على أن "تلعب حركة حماس دورا في مشروع صفقة القرن، باستخدام سياسة العصا والجزرة. فهي من جهة وضعتها على قائمة الإرهاب، وتريد منها الإفراج عن الجنود المحتجزين لديها، وكأنها تريد أن تقول لها هذا مقابل ذاك".

وأكمل:" ثم هي الآن تحاول أن تجعلها بديلا أو طرفا فلسطينيا، يشارك في صفقاتها مستغلة رغبة الحركة في معالجة الأزمة الاقتصادية الخانقة لقطاع غزة".

من جانبه، يقول أكرم عطا الله، الكاتب من غزة، إن الولايات المتحدة تخطط حاليا إلى "التخلص من وكالة أونروا بأي شكل من الاشكال، ثم استمالة حركة حماس، ثم فرض حل إقليمي على الفلسطينيين".

وذكّر عطا الله بتصريح صدر عن غرينبلات حين زار حدود غزة مؤخرا، وقال إنها "مقبلة على رفاهية وأوضاع اقتصادية جيدة".

وأضاف:" تصفية وكالة أونروا، واستمالة حماس عبر بوابة صفقة الأسرى، مقابل رفاه اقتصادي... هذا هو المطروح".

وقال عطا الله:" نحن أمام حل إقليمي عربي، ويبدو أنه بدأ بالفعل فإخراج القدس من دائرة الحل، وتلاها قضية اللاجئين، ثم الآن نحن نرى العمل بدون السلطة الفلسطينية، لتحقيق الرؤية الإسرائيلية للحل السياسي بالضفة وغزة، وهو تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية الى قضية إنسانية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.