دولي, إسرائيل

الوجود العسكري الأجنبي بقبرص الرومية.. خدمة للحرب لا للسلام (خبيران)

- تقارير إعلامية أفادت مؤخرا بزيادة الوجود العسكري الأمريكي البريطاني في جنوب قبرص الرومية

Mehmet Kemal Firik, Gökhan Çeliker, Mehmet Şah Yılmaz, Muhammed Yusuf  | 22.08.2024 - محدث : 22.08.2024
الوجود العسكري الأجنبي بقبرص الرومية.. خدمة للحرب لا للسلام (خبيران)

Lefkoşa

نيقوسيا / الأناضول

- تقارير إعلامية أفادت مؤخرا بزيادة الوجود العسكري الأمريكي البريطاني في جنوب قبرص الرومية
ـ الخبير التركي عبد الله أغار: الغرب منخرط بالحرب الإسرائيلية على غزة وحاصر شبه الجزيرة العربية
ـ الخبير محمد بال يماز: ليس من الممكن لقبرص أن تصبح جزيرة سلام ما دامت هذه القواعد موجودة

اعتبر خبيران أمنيان تركيان أن الزيادة السريعة في الوجود العسكري الأجنبي، وخاصة السفن الهجومية البرمائية الأمريكية والبريطانية التي ترسو في موانئ قبرص الرومية، لا تخدم السلام، بل تهدف إلى دعم إسرائيل في حربها المتواصلة على قطاع غزة.

ومؤخرا، كان لافتا ازدياد الوجود العسكري في جنوب قبرص الرمية، حيث رست السفينة الهجومية البرمائية الأمريكية "USS Wasp (LHD 1)"، القادرة على حمل مروحيات وطائرات، في ميناء ليماسول الأسبوع الماضي، ثم وصلت السفن الهجومية البرمائية البريطانية إلى مقربة من الجزيرة.

والأسبوع الماضي، صور أحد راكبي الأمواج غواصة لم تعرف هويتها، بالقرب من ليماسول، ما أثار جدلا بشأن الحشد العسكري في جنوب قبرص الرومية.

وإزاء مزاعم بأن السفينة الأمريكية أوفرسيز سانتوريني التي تحمل وقودا لإسرائيل، ستأتي إلى ميناء ليماسول لإعادة التزود بالوقود، أعرب محامون قبارصة عن رفضهم استخدامها أي ميناء في قبرص الرومية، وأطلقوا حملة بعنوان: "لا ميناء للإبادة الجماعية"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الثاني.

كما نظم ناشطون احتجاجات في ليماسول في إطار الحملة التي دعمتها بعض النقابات.

** الهدف حماية إسرائيل

رئيس مركز البحوث الاستراتيجية بجامعة باهتشه شهير عبد الله أغار، قال للأناضول إنه في الفترة التي تلت 7 أكتوبر، شوهدت سفن حربية للولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا وبعض حلفائهم في شرق المتوسط.

وأضاف أن "الغرب وحلفاءه المنخرطين في الحرب، حاصروا شبه الجزيرة العربية كاملة من البحار والمضائق.. من شرق المتوسط والبحر الأحمر ومضيق باب المندب، ثم المحيط الهندي، والخليج العربي، ومضيق هرمز".

وأشار أغار إلى أن الهدف الرئيسي هنا هو "حماية إسرائيل في ظل تورط وكلاء إيران في الحرب، خاصة الموجودين في العراق وسوريا وكذلك لبنان واليمن".

الأكاديمي التركي لفت إلى أن واشنطن "جلبت تعزيزات جوية وبرية وبحرية وغواصات ضخمة إلى المنطقة، وهي استعدادات لجميع السيناريوهات المحتملة".

وأكد أن "الحلفاء سيستخدمون مجموعات العمل هذه لأغراض دفاعية وهجومية، ولأغراض إنسانية ودبلوماسية عامة من أجل أخذ زمام المبادرة".

واعتبر أن "الحرب على غزة فرصة لليونان وقبرص الرومية في المجالات المالية والعسكرية والجيوسياسية، ولهذا السبب فتحوا المجال أمام السفن والطائرات والحشد العسكري للدول الغربية".

وفي فبراير/ شباط الماضي، زارت السفينة الهجومية البرمائية "USS Bataan (LHD 5)" ميناء لارنكا، بينما وصلت السفينة الحربية "USS Arleigh Burke"، تلتها غواصة تابعة للبحرية الأمريكية في مايو/ أيار الفائت.

وتفيد تقارير إعلامية بأنه إلى جانب وصول قوات بحرية غربية إلى قبرص الرومية، فإن تركيز القوات البرية والجوية آخذ في الازدياد، وهناك أنباء عن إرسال تعزيزات من قوات الكوماندوز إلى القواعد البريطانية المهيمنة على الجزيرة، منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر الماضي.

وبحسب صحيفة هافارجي، فإن أكثر من ألف جندي كوماندوز جاهزون في مطار أكروتيري البريطاني.

** قاعدتان بريطانيتان

وبشأن الموقف الرسمي، أعرب وزير الدفاع في قبرص الرومية فاسيليس بالماس، عن موافقته على الوجود العسكري للولايات المتحدة وكندا وألمانيا وفرنسا، التي وصفها بأنها "دول صديقة وحليفة".

وقال إن وجود تلك الدول في قبرص الرومية بقدراتها الجوية والعائمة، هدفه إجلاء مواطنيها من لبنان في حال حدوث حرب واسعة بين "حزب الله" وإسرائيل، فيما تفيد أنباء بأن تحركات القوة الجوية للولايات المتحدة وبريطانيا في جنوب قبرص قد زادت في الآونة الأخيرة.

حزب "أكيل" أكبر أحزاب المعارضة في قبرص الرومية، وفي معرض رده على ادعاءات دعم الولايات المتحدة بالأسلحة لإسرائيل عبر بلاده ووجودها في الجزيرة، أفاد بأن التجمع المستمر للقوات الأمريكية داخل وخارج القواعد البريطانية هناك يزيد من المخاطر.

بدوره، قال مدير مركز أبحاث التاريخ القبرصي التركي في جامعة باشكنت محمد بال يماز، للأناضول، إنه لا يمكن النظر إلى شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وقبرص بشكل منفصل عن بعضهما.

وأضاف أنه "عندما تقول شرق المتوسط، نفكر حينها بالشرق الأوسط وتركيا وشمال إفريقيا وقناة السويس وإسرائيل معا، وقبرص الرومية جزء من شرق المتوسط، والتطورات في هذه المنطقة ​​كانت ساخنة باستمرار منذ قرابة 200 عام".

وأشار يماز إلى أن قبرص الرومية ثالث أكبر جزيرة في شرق المتوسط، ​​وأهمية الجزيرة زادت بسبب قربها من السواحل الغربية للشرق الأوسط وإسرائيل ومصر.

وفيما يتعلق بالقواعد البريطانية في الجزيرة، قال يماز: "لدى بريطانيا قاعدتان سياديتان في أكروتيري وديكيليا داخل حدود قبرص الرومية، وهذه القواعد موجودة منذ نحو 70 عاما، لا ينبغي الاعتقاد بأنها أنشئت اليوم، وهناك نشاط عسكري".

ولفت إلى أن "بريطانيا أنشأت في الجزيرة قاعدتين عملياتيتين، والأساس القانوني لهما مدرج في دستور قبرص الرومية الموضوع عام 1960.. هذه دولة ذات سيادة، ومنطقة القاعدة وتشريعاتها التنفيذية والقضائية منفصلة عن الحكومات".

يماز أوضح أن "إحدى القاعدتين استخدمت قاعدة عمليات عسكرية، والأخرى لأغراض استخبارية، وبريطانيا قدمت دعما استخباريا لإسرائيل من هاتين القاعدتين خلال الهجمات على غزة، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله هدد سابقا باستهداف هذه القواعد في حال حصول هجمات منها".

وفي 19 يوليو/ تموز الماضي، حذر نصر الله، في كلمة متلفزة، قبرص الرومية من فتح مطاراتها وأجوائها لإسرائيل في حال اندلاع حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل، قائلاً إنه "سيتم التصرف معها على أنها عدو"، ما دفع بوزير خارجيتها كونستانتينوس كومبوس إلى الاتصال بنظيره اللبناني عبد الله بوحبيب في اليوم التالي، حيث أبلغه عدم النية بالانخراط في الحرب.

وختم الأكاديمي التركي حديثه بالقول إن "القواعد الموجودة في الجزيرة كانت في الواقع تشكل تهديدا لأمن قبرص الرومية منذ إنشائها، وبعبارة أخرى ليس من الممكن لقبرص أن تصبح جزيرة سلام ما دامت هذه القواعد موجودة".

وبينما تحدثت تقارير إعلامية عن أن بعض القواعد البريطانية قدمت معلومات استخبارية ودعما جويا لإسرائيل، لعبت طائرات الحرب والإنذار المبكر البريطانية دورا مهما في الدفاع عن إسرائيل خلال الهجوم الإيراني عليها في أبريل/ نيسان الماضي.

وتفيد تقارير صحفية يونانية، بأن بريطانيا بنت مساكن جديدة في القواعد بسبب زيادة عدد الأفراد، بينما تقول الجهات الرسمية إن المساكن الجديدة يتم بناؤها بسبب أعمال التجديد ومخاطر الزلازل.

كما تفيد الأنباء بأن الطائرات الأمريكية أرسلت سرا طائرات من القواعد البريطانية إلى إسرائيل بشكل متقطع منذ 7 أكتوبر، لدعم الهجمات الإسرائيلية على غزة.

ومنذ أكثر من 3 أسابيع، تترقب إسرائيل هجوما من إيران و"حزب الله" ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وتبني تل أبيب اغتيال القيادي البارز في الحزب فؤاد شكر بغارة على ضاحية بيروت، أواخر يوليو الماضي.

وتشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.