"اليونيفيل": قلقون من الانتهاكات الإسرائيلية اليومية جنوب لبنان
حديث للناطق باسم قوات اليونيفيل بلبنان للأناضول، على هامش احتفال اليونيفيل بذكرى تأسييها..

Lebanon
لبنان/وسيم سيف الدين/الاناضول
عبر الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل العاملة في لبنان أندريا تيننتي الأربعاء، عن قلقه إزاء الانتهاكات الإسرائيلية اليومية بجنوب لبنان، داعيا إلى انسحاب إسرائيل من لبنان.
جاء ذلك في حديث للأناضول على هامش احتفال أقامته اليونيفيل في ذكرى تأسيسها السابعة والأربعين، بمقر قيادتها في بلدة الناقورة جنوبي لبنان".
ورأى تيننتي أن الغارات الجوية (الإسرائيلية) واستمرار احتلال الأراضي اللبنانية، ليس انتهاكا للقرار 1701 فحسب، بل انتهاكًا للسيادة اللبنانية أيضًا."
وقال من المهم جدا التأكيد على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، من المنطقة التي يحتلها حاليًا، وإعادة انتشار الجيش اللبناني بالكامل في جنوب لبنان.
وأضاف أن "الجيش اللبناني ملتزم تمامًا ومستعد لإعادة الانتشار".
وأكد أنه يمكن تحقيق الاستقرار والمضي قدمًا فقط من خلال إعادة انتشار الجيش اللبناني وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان.
من جانبه أكد رئيس بعثة اليونيفيل في لبنان وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو أن بعثة حفظ السلام لا تزال ملتزمة بتخفيف التوترات وتعزيز الحوار من أجل وقفٍ دائم لإطلاق النار.
وأضاف في كلمة أمام حشد من القادة اللبنانيين المحليين وكبار ضباط الجيش اللبناني وموظفي الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام الذين حضروا الاحتفال، أنه منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ازداد الوضع تعقيدًا، ما تطلب صمودا وتكيفا مع تحديات المرحلة".
وأشار إلى أن مهمة اليونيفيل ثابتة في دعم الاستقرار وتنفيذ القرار 1701.
ويدعو قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، باستثناء التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل).
وأضاف: "قبل اندلاع الأعمال العدائية، كانت المنطقة مستقرة لمدة 18 عامًا، لكن التصعيد الذي حصل في سبتمبر/أيلول حوّل القرى إلى أنقاض والتعافي منها سيكون طويلًا وصعبًا.
واستهدف الجيش الإسرائيلي لبنان بغارات جوية واسعة النطاق في سبتمبر/ أيلول 2024، في أعقاب اشتباكات متبادلة مع "حزب الله" بدأت في 8 أكتوبر 2023.
وتابع "آمل أن تتمكن العائلات النازحة من العودة قريبًا بسلام. نحن ندخل فصلاً جديداً، حيث نعمل جنباً إلى جنب مع الجيش اللبناني لتنظيف الطرق وإجراء الإصلاحات وإزالة المتفجرات".
ولفت إلى أهمية تقديم الدعم للجيش اللبناني باعتباره "الضامن الوحيد للأمن في الجنوب والسيادة في لبنان".
واعتبر أنه لا يمكن تطبيق القرار 1701 بنجاح إلا من خلال الجهود المشتركة، حيث تعمل اليونيفيل والجيش اللبناني جنبًا إلى جنب لمنع التصعيد، والحفاظ على الاستقرار، وتعزيز سلطة الدولة في جنوب لبنان.
وقال "إن عودة الاستقرار ستهيئ الظروف المناسبة لمعالجة معوقات السلام. ومن خلال الاجتماعات الثلاثية، وربما مع شركاء خارجيين، علينا حل النزاعات الحدودية والتقدم نحو أمن دائم".
وشدد على مواصلة اليونيفيل التزامها بتقليل التوترات وتعزيز الحوار من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
و"تضامنا مع قطاع غزة" بمواجهة حرب إبادة إسرائيلية بدعم أمريكي، تبادل "حزب الله" قصفا حدوديا مع إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023، حولته تل أبيب في 23 سبتمبر 2024 إلى حرب مدمرة احتلت خلالها أراضي إضافية، قبل سريان وقف لإطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وخلف العدوان الإسرائيلي على لبنان 4 آلاف و115 قتيلا و16 ألفا و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، ارتكبت إسرائيل 1188 خرقا له، ما خلّف 94 قتيلا و297 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 نقاط لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان، وفق رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.
وتزعم إسرائيل أن سبب بقائها في 5 تلال هو عدم قيام الجيش اللبناني بواجباته كاملة ضمن اتفاق وقف النار، وعدم قدرته على ضبط الأمن على طول "الخط الأزرق".
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.