الدول العربية, فلسطين, إسرائيل

بعمر 3 أعوام.. قصف إسرائيلي يحرم طفلا غزيا قدمه ونومه (تقرير)

- لا يزال الطفل الفلسطيني جهاد يوسف يعاني من هول صدمة فقدان قدمه نتيجة قصف إسرائيلي - تسعى عائلة الطفل جاهدة لعلاجه خارج قطاع غزة، حيث يعاني دائما من آلام شديدة - والدة الطفل يوسف: إصابة طفلي ليست جسدية فحسب، بل نفسية أيضا

Mohamed Majed  | 29.09.2024 - محدث : 29.09.2024
بعمر 3 أعوام.. قصف إسرائيلي يحرم طفلا غزيا قدمه ونومه (تقرير)

Gazze

غزة/ محمد ماجد/ الأناضول

في سرير صغير داخل خيمة يستلقي الطفل الفلسطيني جهاد يوسف (3 سنوات)، الذي أصيب بجروح بليغة نتيجة قصف إسرائيلي على خيمة غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

ويظل الطفل، الذي كانت ضحكاته تملأ المكان، ينظر بحيرة إلى الفراغ حيث كانت قدماه، متسائلًا: "أين ذهبت؟ كيف سأتمكن من اللعب مع أصدقائي؟".

**طفل بلا قدم

ولم يدرك الطفل الذي يعيش داخل خيمة بدائية مع والدته، أن قدمه بُترت جراء استهداف إسرائيلي في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، ضمن الحرب المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي 11 يوليو/ تموز الماضي، كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أن "شظايا الأسلحة الإسرائيلية ساهمت في ارتفاع معدلات عمليات بتر الأطراف لدى الفلسطينيين بشكل مثير للقلق منذ بدء الحرب على قطاع غزة".

ونقلت الصحيفة عن 6 أطباء أجانب عملوا في مستشفيين بغزة (الأوروبي والأقصى)، قولهم إن العديد من الوفيات وعمليات بتر الأطراف جاءت نتيجة إطلاق صواريخ وقذائف إسرائيلية مصممة لانتشار الشظايا، في مناطق مكتظة بالمدنيين".

وخلال الحرب عانت أسرة الطفل من النزوح القسري، حيث اضطرت للانتقال من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، التي تشهد عملية عسكرية برية منذ 6 مايو/ أيار الماضي إلى المناطق الغربية المعروفة باسم "المواصي"، والتي زعمت إسرائيل أنها "آمنة"، داعية الفلسطينيين للتوجه إليها.

ومع ذلك، تعرضت المنطقة التي تؤوي نازحين للقصف في ساعات الليل، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، وأصيب الطفل جهاد وقتل عدد من أقاربه وأصيب والده بجروح.

ونزح الفلسطينيون قسراً من منازلهم تحت وطأة القصف الإسرائيلي، متوجهين إلى مناطق المواصي ووسط القطاع، حيث لجأوا للعيش في خيام وأماكن للنزوح، مثل المراكز والمدارس والمستشفيات والسجون ومدن الألعاب.

وتفتقر أماكن النزوح في قطاع غزة إلى أبسط مقومات الحياة، حيث تعاني من نقص حاد في المياه والغذاء، إضافة إلى انقطاع الكهرباء وغياب المساكن المناسبة، مما يدفع السكان للإقامة في خيام.

**إصابة جسدية ونفسية

ومنذ تعرضه للإصابة، لا يتوقف الطفل عن الصراخ من شدة الألم وهو مستلقٍ على سريره، فلم يعد كما كان؛ حيث أصبح منطويا، لا يرغب برؤية أحد، ولا يتقبل وجود أحد بجواره سوى أمه.

وتسعى عائلة الطفل جاهدة لعلاجه خارج قطاع غزة، حيث يعاني دائما من آلام شديدة بسبب نقص الإمكانيات الطبية جراء الحرب والحصار.

وبعيونها المليئة بالقلق والحزن، تحاول الأم "مي يوسف"، احتواء طفلها، فتارة تربت عليه وتارة أخرى تلمس رأسه لتمنحه شعورا بالحنان والأمان، عسى أن ينسى الآلام التي لحقت به.

وفي 3 سبتمبر/ أيلول الجاري، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" إن أطفال غزة "بحاجة إلى الدعم المنقذ للحياة.. لا يوجد مكان آمن للأطفال مع تفاقم الأزمة الإنسانية".

**يبحث عن قدميه

وقالت أم الطفل للأناضول: "جهاد فقد قدما واحدة بشكل كامل، وجزءا من الأخرى، كما بترت ثلاثة أصابع من يده، بينما أصيب والده جراء قصف إسرائيلي على منطقة المواصي بخان يونس".

وأضافت: "كان القصف الإسرائيلي خلال الليل، وتم استهدافنا ونحن نائمون".

ولفتت إلى أن "إصابة طفلي ليست جسدية فحسب، بل نفسية أيضا، إذ لا يقبل جلوس أحد معه، ويظل مستيقظا طوال الليل بسبب الآلام التي لحقت به، ودائما يبكي".

وفي يوليو الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "أطفال غزة يموتون ويعانون إصابات خطيرة وصدمات نفسية، ويشاهدون والديهم يُقتلون وتُدمر منازلهم" جراء الهجمات التي تشنها إسرائيل على القطاع.

وقالت الأم عن معاناة طفلها: "دائما يطلب مني قدميه لأنه يريد أن ينهض ليلعب كما اعتاد سابقا".

**حلم العلاج

وتأمل الأم الفلسطينية أن يتمكن طفلها من الخروج للعلاج خارج قطاع غزة، في ظل نقص الإمكانيات والمستلزمات الطبية في القطاع، حيث تعجز عن توفير ضمادات للجروح بسبب شحها.

ويعاني القطاع من نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية والغذاء وحليب الأطفال، نتيجة الحرب والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.

وتغلق إسرائيل معابر القطاع خاصة معبر رفح الحدودي مع مصر الذي سيطرت عليه في 7 مايو ودمرته، ما حال دون خروج آلاف الجرحى والمرضى من قطاع غزة لتلقي العلاج في الخارج.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن 12 ألف جريح بحاجة إلى السفر للعلاج في الخارج.

وفي 21 يوليو الماضي، قالت الأونروا في منشور على حسابها عبر منصة إكس، إن "فرقها بغزة رغم التحديات المستمرة، تواصل تقديم دعم الصحة العقلية لأطفال القطاع الذين يواجهون الفواجع والصدمات كل يوم".

وبدعم أمريكي مطلق تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة في غزة خلفت أكثر من 137ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın