القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط/ الأناضول

شكك الخبير العسكري اللبناني نزار عبد القادر، الاثنين، فيما نقله إعلام عبري عن ادعاء الجيش الإسرائيلي مصادرته عشرات آلاف الصواريخ من "حزب الله"، لإنشاء "وحدات جديدة مضادة للدبابات".

ونقلا عن مصادر لم تسمها، ادعت صحيفة "إسرائيل هيوم" الاثنين، أن "الجيش الإسرائيلي يدرس إمكانية إنشاء وحدات مضادة للدبابات جديدة باستخدام مواد تم الاستيلاء عليها كغنائم من حزب الله، بما في ذلك عشرات الآلاف من صواريخ كورنيت (روسية الصنع) التي تعادل نظام جيل الإسرائيلي".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "بعد إزالة الأسلحة من المناطق التي كانت تسيطر عليها سابقا قوات رضوان (التابعة لحزب الله في جنوب لبنان)، فكرت قوات الجيش في البداية بتدمير بعض المعدات بسبب الكمية الهائلة، لكنها قررت في النهاية نقل جزء كبير منها إلى إسرائيل".

وردا على ذلك، قال عبد القادر، للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي "قد يكون استولى على عدد من الأسلحة المضادة للمدرعات من حزب الله، حيث لجأ في هذه الحرب أو في حرب تموز 2006، لاستعمال صواريخ موجهة روسية الصنع نحو المدرعات الإسرائيلية".

وأوضح أن الحزب "في الحرب الحالية نجح في استعمال هذا النوع من الصواريخ الموجهة التي يبلغ مداها 5 أو 6 كيلومترات في كل مرة أراد إيقاع خسائر لدى الجيش الإسرائيلي، إن كان عبر استهداف دبابته أو ناقلات جنده".

ومشككا في جدوى الفكرة التي نقلتها الصحيفة العبرية، أشار عبد القادر إلى أنه "إذا صح أن إسرائيل استطاعت مصادرة كميات كبيرة من هذه الصواريخ فقد تتمكن من تشكيل بعض السرايا الخاصة باستهداف المدرعات، لكن الأمر يصبح دون فائدة، لأن حزب الله، لا يملك آليات مدرعة لتوجيه هذه الصواريخ ضدها".

وأضاف: "قد تستعمل إسرائيل هذه الصواريخ ضد تحصينات يختبئ خلفها مقاتلون، إن كان في لبنان أو في غزة".

ووفق صحيفة "إسرائيل هيوم" فإنه "بالإضافة إلى صواريخ ألماس، استولى الجيش الإسرائيلي أيضاً على كمية كبيرة من صواريخ كورنيت، التي أطلقت باتجاه شمال إسرائيل خلال العام الماضي".

ولفتت الصحيفة إلى أن "إمكانية تحويل هذا المخزون الضخم إلى وحدات مخصصة بعيدة المدى قيد الدراسة حالياً، على غرار سوابق أخرى للجيش الإسرائيلي في الاستفادة من الغنائم من الحروب السابقة" دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل.

وحتى الساعة 18:00 (ت.غ)، لم يعلق "حزب الله" على الادعاءات الإسرائيلية، غير أنه ذكر أن مجموع عمليات وحدته الصاروخية منذ 17 سبتمبر/ أيلول المنصرم حتى الجمعة الماضي، بلغ 655 عملية إطلاق متنوعة وبعمق وصل إلى 105 كلم حتى الضواحي الشمالية لتل أبيب.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات وقوات تحاول التوغل جنوب لبنان، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتميا صارما على معظم الخسائر، وفق مراقبين.

وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن 3 آلاف وقتيلين و13 ألفا و492 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لأحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء الاثنين.