دولي, الدول العربية, التقارير, لبنان, إسرائيل

خشية توسع الحرب.. شبعا اللبنانية تحضّر مؤونة الشتاء (تقرير)

الأناضول زارت البلدة الحدودية ورصدت تحضيرات الصامدين فيها رغم القصف الإسرائيلي على قرى جنوب لبنان...

Wassim Samih Seifeddine  | 20.08.2024 - محدث : 20.08.2024
خشية توسع الحرب.. شبعا اللبنانية تحضّر مؤونة الشتاء (تقرير)

Lebanon

جنوب لبنان / وسيم سيف الدين / الأناضول

بعدما طال أمد المواجهات بين "حزب الله" وإسرائيل ومع انسداد أفق الحل، بدأ أهالي بلدة شبعا الحدودية جنوب لبنان بتحضير مؤونة الشتاء قبل أوانها المعتاد لمواجهة أي تطورات قد تسفر عن اندلاع حرب واسعة.

وعقب عملية اغتيال القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر في 30 يوليو/ تموز الماضي، وفي اليوم التالي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، ارتفع منسوب التوتر في المنطقة بين إسرائيل والمحور المدعوم من إيران، وزادت مخاوف اللبنانيين بشأن المستقبل.

وقالت بعض نساء البلدة للأناضول، إنهن بدأن بتحضير المؤونة وتخزين المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية في منازلهن خوفًا من توسع المواجهات واحتمال إغلاق أو انقطاع الطرقات.

هذا التحرك يعكس القلق المتزايد من احتمالية توسع المواجهات، حيث يسعى الأهالي إلى ضمان وجود إمدادات كافية في حال تدهور الأوضاع وقطع خطوط الإمداد.

والسبت الماضي نقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن وزير الاقتصاد والتجارة، أمين سلام، قوله في حديث صحفي، إنه "في حال توسعت الحرب فمخزون المواد الغذائية والقمح يكفي لـ 3 أو 4 أشهر".

وأضاف سلام أن "هناك طلبيات قائمة وبواخر تصل إلى مرفأ بيروت خلال الأسبوعين المقبلين تكفي لغاية 5 أو 6 أشهر مواد غذائية، إضافة إلى الموجود في البلد".

احتمال الحرب يعجل تجهيزات المؤونة

سعيدة مركيز (68 عامًا)، من أهالي شبعا، قالت لمراسل الأناضول إنها تعمل على "تبريد الكشك (أكلة لبنانية تقليدية من اللبن والبرغل المجفف) في الهواء بعد طحنه لوضعه في أوعية زجاجية مخصصة لتخزينه".

وأضافت: "بسبب الحرب يجب على الناس تحضير المؤونة الشتوية، ونحن نعمل اليوم على التسريع في تحضير المؤونة من أجل الانتهاء منها مبكرًا".

وعللت مركيز ذلك بالقول إنه "بعد فترة من الزمن قد يحدث قصف إسرائيلي بينما المؤونة لا تزال في مرحلة تعريضه للشمس (لخفض نسبة المياه من الخلطة) على السطح".

وأوضحت أنه "يمكن للقصف الذي قد يحصل أن يفسد الكشك الذي يحتاج لوقت محدد بالشمس وإلا يصبح محروقا أو لا يستخدم نهائيًا".

ولفتت المسنّة اللبنانية إلى أن "الأخبار التي تتوقع حصول حرب واسعة سرّعت بتحضير المؤونة التي كان من المعتاد تحضيرها مع بدايات الخريف".

وأكملت: "أغلبية الأهالي في شبعا يجهزون المؤونة في الصيف ليستهلكوها في الشتاء، أما هذه السنة لم نحضر الكثير بسبب الحرب، لكنني حضّرت القليل لأجل أن يكون في البيت مؤونة في حال اندلعت حرب كبيرة".

مؤونة للصامدين بمنازلهم

من جهتها، زكية صعب (76 عاما) من أهالي شبعا أيضا، قالت: "نحن صامدون في بلدتنا رغم القصف اليومي، نعيش هنا في منزلنا لأننا لا نستطيع الذهاب إلى أي مكان آخر ونأمل أن تهدأ الأمور".

وتضيف زكية التي تعيش هي وشقيقتها في المنزل بعد نزوح عائلتها إلى مدينة صيدا جنوب لبنان: "نقوم بتحضير المؤونة من اللبنة والكشك والزعتر والنعناع اليابس لي ولإخوتي الذين صمدوا معنا هنا في شبعا".

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت تتخوّف من اندلاع حرب واسعة، قالت: "أنا لست خائفة، العمر بيد الله، وهو الذي يبعد القصف عنا وعن البلد، لنبقى مستورين هنا في منازلنا".

وأردفت زكية: "سرّعنا هذا العام من تحضير مؤونة الشتاء للذين بقَوا هنا في البلدة خوفًا من توسع الاشتباكات وإقفال الطرقات، وأن يصبح وصول تجار المواد الغذائية إلى بلدتنا صعبًا".

وتشهد الحدود اللبنانية مخاوف متزايدة من امتداد الحرب الإسرائيلية على غزة واتساعها لنزاع إقليمي، في ظل تأهب تل أبيب لرد من إيران و"حزب الله" جراء اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل وهنية، وتبني تل أبيب اغتيال القيادي البارز في "حزب الله" فؤاد شكر، أواخر يوليو/ تموز الماضي.

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.

وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، خلّفت أكثر من 132 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın