صامدة في جنين.. أسرة فلسطينية تعيش "رعبا يوميا" وترفض الرحيل (تقرير)
على وقع الرصاص والتفجيرات والتدمير ووسط ثكنة عسكرية، تعيش عائلة الفلسطيني محمود العموري "رعبا يوميا" في منزلها على أطراف مخيم جنين شمالي الضفة الغربية

Ramallah
جنين/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
رب العائلة محمود العموري:- نعيش وسط ثكنة عسكرية، عديد المنازل المجاورة عبارة عن ثكنات
- نعيش بلا كهرباء ولا إنترنت، وتصلنا المياه عبر صهاريج بعد تنسيق مع الجهات المختصة
على وقع الرصاص والتفجيرات والتدمير ووسط ثكنة عسكرية، تعيش عائلة الفلسطيني محمود العموري "رعبا يوميا" في منزلها على أطراف مخيم جنين شمالي الضفة الغربية والذي يشهد عملية عسكرية إسرائيلية منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي.
واستطاع فريق الأناضول الوصول إلى منزل العموري الواقع على شارع مهيوب في الجهة الجنوبية من مخيم جنين، حيث تعمل جرافات عسكرية ضخمة على فتح شوارع في المخيم.
العموري وزوجته وابنتيه يسكنون في منزلهم ورفضوا النزوح.
ويقول إنه تفاجأ بوصول الطواقم الصحفية لمنزله.
وعن الوضع يقول: "نعيش وسط ثكنة عسكرية، عديد المنازل المجاورة عبارة عن ثكنات عسكرية، بالأسفل من المنزل تجري أعمال التجريف والتدمير".
من نافذة منزله المحطمة جراء التفجيرات يشير العموري إلى شارع مهيوب، قائلا: "الجيش عمل على فتح هذا الطريق إلى عمق المخيم، فصل المخيم إلى نصفين".
وتابع: "بعد انتهاء العملية وشق تلك الطرقات سنصبح أمام واقع جديد".
ويرفض الفلسطيني النزوح من منزله قائلا: "طلب منا مرات عديدة الخروج لكننا رفضنا، بقينا رغم صعوبة الحال".
وتعيش العائلة على ما هو متوفر من مواد لديها، ويصلها بعض الإمدادات من عائلات أخرى تسكن في الجهة العلوية من المخيم.
ويقول العموري: "نراقب حركة الجيش ونخرج للتزود ببعض الاحتياجات ونعود سريعا".
ويقع المنزل في المنطقة العلوية من المخيم، وفي جواره جرفت آليات عسكرية شوارع، وحطمت مركبات واقتلعت أشجارا، وهدمت منازل.
ويقول رب العائلة: "نعيش بلا كهرباء ولا إنترنت، تصلنا المياه عبر صهاريج بعد تنسيق مسبق من قبل الجهات المختصة".
وترفض العائلة النزوح وتقول: "هذا منزلنا أين يمكننا الذهاب، نعيش رعبا في كل يوم ولكن لا نغادر أبدا".
وفي معركة مخيم جنين في 2002 خسر العموري منزله وأعاد تشييده من جديد، لكنه يقول إن "منزله أصيب جراء التفجيرات وأعمال الحفر بتشققات".
وأشار إلى نوافذ المنزل المحطمة وقال إنها تحطمت جراء التفجيرات الذي ينفذها الجيش الإسرائيلي في المخيم.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في جنين ومخيمها، شمال الضفة، منذ 28 يوما، وفي مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 22، بينما بدأ قبل نحو 9 أيام عدوانًا على مخيم نور شمس شرقي المدينة.
وخلف العدوان الذي بدأه الجيش الإسرائيلي في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي على شمال الضفة، 55 قتيلا حتى صباح الاثنين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، إلى جانب نزوح الآلاف، ودمار واسع في الممتلكات والمنازل والبنية التحتية.
ومنذ بدء الإبادة في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 916 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.