دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل

قيادي بفتح: هدف نتنياهو البقاء بمنصبه وتهجير فلسطينيي الضفة (مقابلة)

صبري صيدم نائب أمين سر حركة فتح للأناضول:عين نتنياهو على الضفة الغربية في الوقت الذي تنهمر صواريخه على قطاع غزة

Qais Omar Darwesh Omar  | 04.09.2024 - محدث : 04.09.2024
قيادي بفتح: هدف نتنياهو البقاء بمنصبه وتهجير فلسطينيي الضفة (مقابلة) صبري صيدم نائب أمين سر حركة فتح

Ramallah

رام الله / قيس أبو سمرة / الأناضول

** صبري صيدم نائب أمين سر حركة فتح للأناضول:
ـ عين نتنياهو على الضفة الغربية في الوقت الذي تنهمر صواريخه على قطاع غزة
ـ خريطة نتنياهو هي عنوان لمرحلة إبادة وإفناء للهوية الفلسطينية وتهجير أهلنا
ـ نتنياهو لا يخوض معركة من أجل الإسرائيليين بل يخوضها لنفسه ومنصبه
ـ ملتزمون باتفاق المصالحة الفلسطينية في بكين وما يجمعنا أكبر مما يفرقنا

قال صبري صيدم نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة كما في قطاع غزة، وهدفه البقاء في منصبه وليس سلامة الإسرائيليين.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع صيدم، بينما تستمر عملية الجيش الإسرائيلي الواسعة شمالي الضفة الغربية لليوم الثامن على التوالي.

والأربعاء، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية شمال الضفة تعد "الأوسع" منذ عام 2002، واقتحمت قوات كبيرة مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما ومخيم الفارعة في طوباس، قبل أن تنسحب فجر الخميس من مخيم الفارعة، ومساء اليوم نفسه من طولكرم ليعود ويقتحمها الاثنين.

أما في جنين، فما زالت العمليات مستمرة لليوم الثامن، إذ دفع الجيش الإسرائيلي بقوات مدرعة معززة بسلاح الجو إلى المدينة، ودهم أجزاء من مخيمها، وفق مراسل الأناضول.

** القضاء على الهوية

وأضاف صيدم أن "عين نتنياهو على الضفة الغربية، في الوقت الذي تنهمر صواريخه على قطاع غزة، وهو يشن الحرب المسعورة حتى يزعم أن الفلسطينيين إرهابيون، وبالتالي يمتلك ذريعة للقضاء على المقاومة".

وتابع أن "نتنياهو يريد القضاء على المقاومة مهما كان شكلها، وهو يعتبر الوجود الفلسطيني مقاومة، والبقاء في الأرض الفلسطينية مقاومة، ويشن الحرب ويوسعها ويبحث عن ذرائع وحجج، ويكيل الاتهامات للسلطة الفلسطينية والأمن الفلسطيني والفصائل".

القيادي في فتح أكد أن "الهدف الأساس هو القضاء على الهوية الفلسطينية، وأعتقد أن الذين كانوا يظنون أن نتنياهو لا يريد ترحيل الفلسطينيين عليهم أن يعيدوا حساباتهم".

وبرهن صيدم على صحة أقواله بـ "الخريطة التي عرضها نتنياهو في مؤتمره الصحفي وكانت الضفة الغربية غائبة، وهذا يشير إلى مرحلة إبادة وإفناء للهوية الفلسطينية، وترحيل الكل الفلسطيني".

والاثنين، ظهر نتنياهو وهو يقدم شرحا على خريطة طمس فيها حدود الضفة الغربية، وهو ما اعتبره فلسطينيون إعلانا صريحا لضم الضفة إلى إسرائيل.

وعن سبل مواجهة المخططات الإسرائيلية يقول صيدم: "علينا أن نركز على ثلاثة محاور، أولا تنفيذ تفاصيل اتفاق بكين للمصالحة الفلسطينية. ثانيا: أن يكون هناك تصعيد للاحتجاج الشعبي في دول العالم وخاصة الدول التي لها تأثير على إسرائيل".

أما المحور الثالث، وفق القيادي الفلسطيني، فهو "العمل على تثبيت أهلنا وتعزيز صمودهم".

وأشار إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى أن تفنى سبل الحياة ويعدم الإنسان سبل العيش ويقرر الرحيل".

** عقلية استعمارية

وفيما يتعلق بردود الفعل بشأن التهجير، أوضح صيدم أن "إسرائيل أدركت أن دول الجوار والإقليم لا تقبل بترحيل الفلسطينيين، وذلك سيحدث خللا كبيرا، وأمام الصد العالمي قرر نتنياهو تدمير كل مقومات الحياة حتى يجد الفلسطيني نفسه دون مدارس ولا مستشفيات ولا مقومات ولا بنية تحتية".

ووصف الخطوة الإسرائيلية بأنها "عقلية استعمارية طبقت في قرون ماضية وفشلت، ونتنياهو يأتي إلى الشعب الأكثر عنادا في الشرق الأوسط والعالم، ويريد أن يطبق عليهم هذا الأمر".

وتابع صيدم: "أعتقد أن العالم سيرى نتنياهو في مزابل التاريخ".

وأكد أن "نتنياهو لا يخوض معركة من أجل الإسرائيليين وسلامتهم وبقائهم، بل يخوضها لنفسه ومن أجل شخصه ومنصبه".

وعن المواقف الدولية بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة، يقول القيادي في حركة فتح إنها "لا ترقى لحجم القتل والإبادة، وكلها شيكات دون أرصدة لا تأثير لها".

وفي هذا الصدد، قال إن "إسرائيل لديها مباركة أمريكية ومظلة، وتشعر بالطمأنينة وتزود بالسلاح".

وفيما يتعلق بـ"مزاعم بعض الساسة أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها"، تساءل صيدم: "أي دفاع هذا؟ أن تأتي إلى أرض محتلة وتقتل وتنشر فيها المستوطنات.. هذا ليس دفاعا عن النفس، بل احتلال".

** المصالحة الفلسطينية

وعن المصالحة الفلسطينية، قال إن "فتح جاهزة لتطبيق الاتفاقيات، وهي على اتصال بكل الفصائل الفلسطينية، والكل يقاتل من أجل تثبيت الهوية الفلسطينية وما يوحدنا أكبر مما يفرقنا".

وأضاف: "نحن في حركة فتح منفتحون لتطبيق اتفاق بكين، ونقول إن الوحدة هي صمام الأمان لشعبنا".

وفي 22 يوليو/ تموز الماضي، أعلنت الفصائل الفلسطينية اتفاقها على الوصول إلى "وحدة وطنية شاملة" تضم كافة القوى في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل حكومة توافق وطني مؤقتة تدير شؤون الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.

جاء ذلك في بيان صدر في ختام لقاء وطني عقده 14 فصيلا فلسطينيا (أبرزها حركتا فتح وحماس) في بكين، بدعوة رسمية من الصين واستمر يومين.

كما تطرق صيدم إلى إعلان الرئيس محمود عباس عزمه زيارة قطاع غزة، وقال في هذا السياق إن مذكرات وجهت إلى وزراء خارجية عدة دول (لم يسمها) لإنجاح الزيارة، وقدمنا طلبات لمؤسسات دولية، ولكن سرعان ما خرج وزراء إسرائيليون وعبروا عن رفضهم للزيارة رسميا.

وختم حديثه القيادي الفلسطيني بالقول إن "هذا اختلال مستفرد ومتعال، وينفذ مخططات إجرامية".​​​​​​​

وفي خطابه أمام البرلمان التركي منتصف أغسطس/ آب الماضي، أعلن عباس عزمه زيارة غزة ودعا المجتمع الدولي لتأمين ذلك.

وتعقيبا على ذلك، نقل موقع "واللا" العبري الإخباري عن مصدرين إسرائيليين مطلعين (لم يسمهما) قولهما إن قرار السماح لعباس بدخول قطاع غزة (آخر زيارة له عام 2006) هو "في يد نتنياهو"، الذي لم يصدر أي رد حتى الساعة.

وبموازاة حربه على غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، ما أسفر مقتل 683 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وإصابة 5700، واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و400، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.

فيما أسفرت حرب إسرائيل بدعم أمريكي على غزة عن أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.​​​​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.