الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

كالاس في إسرائيل: انهيار اتفاق غزة تسبب بخسائر فادحة بالأرواح

ممثلة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية إسرائيل: - نشهد تصعيدا خطيرا يُسبب حالة من عدم اليقين لا تُطاق للرهائن وعائلاتهم كما يُسبب الرعب والموت للشعب الفلسطيني

Abdel Ra'ouf D. A. R. Arnaout  | 24.03.2025 - محدث : 24.03.2025
كالاس في إسرائيل: انهيار اتفاق غزة تسبب بخسائر فادحة بالأرواح

Quds

القدس/ عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول

** ممثلة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية إسرائيل:
- نشهد تصعيدا خطيرا يُسبب حالة من عدم اليقين لا تُطاق للرهائن وعائلاتهم كما يُسبب الرعب والموت للشعب الفلسطيني
- الخطوات الأساسية (المطلوبة) هي إعادة تفعيل وقف النار وضمان إطلاق الرهائن واستئناف تدفق المساعدات الإنسانية لغزة
- أفعال إسرائيل في سوريا غير ضرورية فسوريا حاليا لا تهاجم إسرائيل
- لا نرى أي دور لحماس في مستقبل حكم غزة ونحن بحاجة ماسة لمناقشة كيفية استشراف حكومة غزة للمستقبل
- يجب ألا يُسمح لإيران أبدا بامتلاك أو إنتاج سلاح نووي وندعم جميع الجهود الدبلوماسية الرامية إلى ذلك


أكدت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الاثنين، أن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تسبب بخسائر فادحة بالأرواح.

ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة فجر الثلاثاء وحتى مساء الأحد، قتلت إسرائيل 675 فلسطينيا وأصابت 1233 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع.

وقالت كالاس في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بالقدس الغربية: "للأسف، تأتي زيارتي في وقت عصيب، لقد تسبب انهيار وقف إطلاق النار في خسائر فادحة في الأرواح".

وبنهاية 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" إسرائيل، والذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء مرحلته الثانية.

وأراد نتنياهو - المطلوب للعدالة الدولية - إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين من غزة، دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت "حماس" ببدء المرحلة الثانية.

كالاس أضافت أن "استئناف المفاوضات هو السبيل الوحيد الممكن لإنهاء معاناة جميع الأطراف. العنف يغذي المزيد من العنف".

واستدركت: "لكننا نشهد الآن تصعيدا خطيرا يُسبب حالة من عدم اليقين لا تُطاق للرهائن وعائلاتهم، كما يُسبب الرعب والموت للشعب الفلسطيني".

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت إجمالا أكثر من 163 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

** الخطوات المطلوبة

كالاس اعتبرت أن "الخطوات الأساسية (المطلوبة) هي إعادة تفعيل وقف إطلاق النار، وضمان إطلاق سراح الرهائن، واستئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".

وتابعت: "يمكن للاتحاد الأوروبي المساعدة، سواء من خلال إعادة تفعيل مهمة (بعثة مراقبة الاتحاد الأوروبي على) معبر رفح الحدودي (بين غزة ومصر) أو تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية".

وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع أولى مراحل المجاعة، جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

وأردفت كالاس: "يرحب الاتحاد الأوروبي بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة، وناقشت أمس بالقاهرة مع وزير الخارجية (المصري بدر) عبد العاطي واللجنة العربية الإسلامية الوزارية ضرورة بذل المزيد من الجهود بشأن مستقبل إدارة غزة، ونرى ذلك أساسا جيدا للمضي قدما".

وفي 4 مارس/ آذار الجاري، اعتمدت قمة عربية طارئة بشأن فلسطين خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، على أن يستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.

لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة وتمسكتا بمخطط يروج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

وبخصوص مستقبل غزة بعد الإبادة، قالت كالاس: "لا نرى أي دور لحماس في مستقبل حكم غزة، ونحن بحاجة ماسة لمناقشة كيفية استشراف حكومة غزة للمستقبل، والاتحاد الأوروبي مستعد للمشاركة في هذه المناقشات".

وبالنسبة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على الضفة الغر بية المحتلة، قالت كالاس: "أثرتُ (في إسرائيل) مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن الوضع في الضفة الغربية".

ومنذ بدئه حرب الإبادة على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لمقتل أكثر من 937 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وتهجير عشرات الآلاف، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

** إيران وسوريا

كما تطرقت المسؤولة الأوروبية إلى البرنامج النووي الإيراني بقولها: "يجب ألا يُسمح لإيران أبدا بامتلاك أو إنتاج سلاح نووي، وندعم جميع الجهود الدبلوماسية الرامية إلى ذلك".

وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة نوية، وهي غير خاضعة للرقابة الدولية، وتحتل منذ عقود أراض في فلسطين وسوريا ولبنان.

ومشيرة إلى الاعتداءات الإسرائيلية شبه اليومية على سوريا، قالت كالاس إن "أفعال إسرائيل في سوريا غير ضرورية، فسوريا حاليا لا تهاجم إسرائيل".

وتحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974، واحتلت المنطقة السورية العازلة.

وبوتيرة شبه يومية تشن إسرائيل غارات جوية على سوريا، ما يؤدي لمقتل مدنيين وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري، رغم أن السلطات السورية الجديدة لم تهدد تل أبيب بأي شكل.

وبشأن الحكومة المؤقتة بسوريا، قالت كالاس: "بالطبع مخاوفنا (مع إسرائيل) واحدة. يقولون (السلطات الجديدة في سوريا) الصواب، لكن هل سيفعلون الصواب؟".

وتابعت: "ناقشنا هذا في الاتحاد الأوروبي وبين جميع الدول الأعضاء، ورأينا أننا بحاجة إلى سوريا مستقرة".

وأردفت: "بينما نمضي في رفع العقوبات، فإن بناء سوريا يتطلب حصول الشعب على الخدمات حتى تتمكن الشركات من توفير فرص العمل ودفع الرواتب، وبالتالي سيشعر الشعب بالأمل".

واستطردت: "وإذا توافر الأمل، ستقلّ الصدامات والفوضى، لأنهم سيدركون أن هناك مستقبلا واعدا، وهذا هو نهجنا الحالي".

وأضافت: "نمارس الضغط عليهم ليتخذوا القرارات الصائبة، وليس فقط ليقولوا ما يريدون، كما أننا على تواصل دائم مع المجتمع المدني السوري، لأنهم يقدمون لنا آراء عادلة وصادقة".

ومضت قائلة: "أعتقد أن لدينا فرصة صغيرة لوضع الأمور على المسار الصحيح، ولكن علينا استغلالها، لأننا لا نملك خيارات أخرى".

** شروط لإنهاء الإبادة

من جهته، أعلن ساعر، خلال المؤتمر الصحفي، عن شروط إسرائيل لإنهاء الإبادة التي ترتكبها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقال إنه "يمكن أن تنتهي الحرب غدا، بإطلاق سراح رهائننا، ونزع سلاح غزة، وانسحاب قوات حماس والجهاد الإسلامي المسلحة من هناك".

وادعى أن الحرب لدى إسرائيل "ليست أيديولوجية، وسنكون سعداء بتحقيق أهدافنا بالوسائل الدبلوماسية".

واستدرك: "ولكن إن لم يكن ذلك ممكنا، فلا خيار أمامنا سوى مواصلة جهودنا العسكرية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.