مسؤول سابق بالأونروا: إسرائيل تستهدف الوكالة لمحو الوجود الفلسطيني (تقرير)
الهولندي ليكس تاكينبرغ للأناضول: الأونروا رمز لحقوق اللاجئين الفلسطينيين التي لم تُعطَ لهم والتي يقع حق العودة في جوهرها وكذلك حق تقرير المصير وحق التعويض
Istanbul
أمستردام/ الأناضول
**الهولندي ليكس تاكينبرغ للأناضول:- الأونروا رمز لحقوق اللاجئين الفلسطينيين التي لم تُعطَ لهم والتي يقع حق العودة في جوهرها وكذلك حق تقرير المصير وحق التعويض
- السياسيون اليمينيون المتطرفون في إسرائيل يرون الأونروا تجسيدا لمسؤولية المجتمع الدولي المستمرة تجاه القضية الفلسطينية
- استهداف إسرائيل للأونروا جزء من خطة لتدمير وجود الشعب الفلسطيني ومؤسساته ونظامه التعليمي وتاريخه بصورة منهجية
قال الهولندي ليكس تاكينبرغ، الذي شغل مناصب عليا مختلفة لمدة 31 عاما في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف الوكالة جزء من خطة "لمحو وجود الشعب الفلسطيني وتاريخه".
لتاكينبرغ الذي قضى 10 سنوات في غزة تحدث للأناضول عن الهجمات الإسرائيلية على الأونروا من الماضي إلى الحاضر، والقيود خلال فترة وجوده بالقطاع والضغوط المتزايدة مؤخرا.
ووسط حرب إبادة جماعية تشنها على قطاع غزة بدعم أمريكي منذ أكثر من عام، أعلنت إسرائيل في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري أنها أبلغت الأمم المتحدة بإلغاء الاتفاقية الخاصة بعمل الأونروا، ما يعني حظر أنشطتها، في حال بدء سريان القرار خلال ثلاثة أشهر.
وأشار تاكينبرغ الذي ألف كتاب "اللاجئون الفلسطينيون في القانون الدولي" مع المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، إلى أن استهداف إسرائيل للأونروا هو جزء من خطة لتدمير وجود الشعب الفلسطيني ومؤسساته ونظامه التعليمي وتاريخه بصورة منهجية.
- علاقة إسرائيل بالأونروا مليئة بالمشكلات
في عام 1949 أُسست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس: الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.
وذكر تاكينبرغ أن علاقة إسرائيل بالأونروا كانت مليئة بالمشكلات منذ عام 1967 حين احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال: "أرادت إسرائيل أن تستمر الأونروا في تقديم الخدمات للفلسطينيين لأنها تعلم أنه سيكون عليها تقديم الخدمات بنفسها باعتبارها القوة المحتلة".
وشدد على أن اتهامات إسرائيل لموظفي الأونروا ليست جديدة، وأن "الأزمة الأولى بدأت بادعاء بوجود عناصر معادية للسامية في الكتب المدرسية المصرية والأردنية المستخدمة في مدارس الأونروا".
وأوضح أنه خلال السنوات التي عمل فيها في الوكالة، زعمت إسرائيل أن موظفي الأونروا في غزة والضفة الغربية متورطون في أعمال إرهابية.
وأشار إلى أن أحزاب اليمين المتطرف والسياسيين في الحكومة الإسرائيلية الحالية يوجهون الهجمات ضد الأونروا.
وقال: "(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لا يستطيع أن يقول: لا، لهذه الجماعات لأن عليه حماية ائتلافه".
ولفت إلى أن الهجمات الإسرائيلية على الوكالة تصاعدت بعد تولي الحكومة الجديدة مهامها وعقب 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأضاف: "في اليوم الذي أعلنت فيه محكمة العدل الدولية قرارها المؤقت الأول في قضية الإبادة الجماعية، زعمت إسرائيل أن بعضا من موظفي الأونروا متورطون في هجمات 7 أكتوبر".
- الهدف هو الشعب الفلسطيني وتاريخه
وأكد تاكينبرغ على أن السياسيين اليمينيين المتطرفين في إسرائيل يرون الأونروا "تجسيدا لمسؤولية المجتمع الدولي المستمرة تجاه القضية الفلسطينية".
وقال: "نرى بوضوح مع الإبادة الجماعية في غزة، أن إسرائيل تسعى لمحو الشعب الفلسطيني وتاريخه وأرشيفه ومؤسساته وأنظمته التعليمية وجامعاته".
وفي إشارة إلى أهمية الأونروا التي يعمل لديها 30 ألف موظف في المنطقة، أضاف تاكينبرغ إن "الأونروا مزود خدمات عامة كبير يوفر التعليم والخدمات الصحية والخدمات الاجتماعية والتمويل الصغير ودعم الإسكان. وخلال فترات الصراع، تتحول مدارسها إلى ملاجئ".
وأردف: "إنها العمود الفقري للنظام الإنساني الذي يعمل على مساعدة الناجين على البقاء".
وذكر أن أوروبا تشعر بالقلق من أنه إذا انهارت الأونروا، فقد تواجه أزمة لاجئين جديدة كما حدث في عام 2015، بوجود مئات الآلاف من الفلسطينيين في مصر ولبنان وسوريا.
- الأونروا رمز حق العودة للفلسطينيين
وقال المسؤول الهولندي في الوكالة: "الأونروا هي أيضا رمز لحقوق اللاجئين الفلسطينيين التي لم تُعطَ لهم والتي يقع حق العودة في جوهرها، وكذلك حق تقرير المصير، وحق التعويض".
وذكر أن الأونروا لها أهمية كبيرة لمجتمع اللاجئين والشعب الفلسطيني بشكل عام.
وأوضح أن إسرائيل استهدفت الأونروا لأنها رمز حق العودة للفلسطينيين ودورها في هذا المجال.
وأضاف: "تم إنشاء الأونروا لتقديم المساعدة والدعم للاجئين، ولكن هذا لا يعني التخلي عن حق العودة، الذي كان الحل المفضل الأساسي".
وأردف: "الأونروا دليل ملموس على مسؤولية المجتمع الدولي المستمرة تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين والقضية الفلسطينية على العموم".
- عرقلة عمل الأونروا مخالفة للقانون الدولي
وشدد تاكينبرغ على أن إسرائيل انتهكت اتفاقية الإبادة الجماعية والقرارات المؤقتة لمحكمة العدل الدولية بجعل أنشطة الأونروا مستحيلة.
وأشار إلى أن الأونروا طلبت من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن حماية سلطة الوكالة وموظفيها وعملياتها من الهجمات الإسرائيلية.
وأكد أن إسرائيل لا تستهدف الأونروا فحسب، بل تستهدف جميع مؤسسات الأمم المتحدة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 147 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.