الدول العربية, التقارير, فلسطين, قطاع غزة

"الأنشطة الترفيهية".. نافذة أمل لأطفال غزة النازحين (تقرير)

- الطفلة النازحة جملات المصري: تنفيذ أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي ينسينا أجواء الحرب والخوف والرعب.

Hosni Nedim  | 22.07.2024 - محدث : 22.07.2024
"الأنشطة الترفيهية".. نافذة أمل لأطفال غزة النازحين (تقرير)

Gazze

غزة/ حسني نديم/ الأناضول

- الطفلة النازحة جملات المصري: تنفيذ أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي ينسينا أجواء الحرب والخوف والرعب.
ـ الأم إيمان الكفارنة: النازحون بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي ومبادرات لتفريغ الطاقة السلبية، للتخفيف من آثار الحرب.
 

داخل مدرسة توؤي نازحين في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، تتفاعل الطفلة الفلسطينية جملات المصري (11 عاماً) مع صديقاتها برقصهن على إيقاعات الأغاني والموسيقى، في محاولة منهن لنسيان آثار الحرب والمجازر الإسرائيلية التي تؤرقهن يومياً.

وعلى إيقاعات الموسيقى الجميلة وتصفيق الحضور المليء بالحماس، تشارك الطفلة المصري، النازحة من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، مع صديقاتها في إحدى الأنشطة الترفيهية.

و تضع صاحبة العينين الجميلتين كيسًا أبيضًا كبيراً داخل قدميها، وتتسابق بشغف نحو خط النهاية، حيث تنطلق بكل حماس وحيوية، تعكس إصرارها على الاستمتاع باللحظات الجميلة ونسيان آثار الحرب المؤلمة التي تؤثر في حياتها اليومية.

وبينما سادت أجواء من السعادة والفرح في ساحات مدرسة "عكا" الثانوية للبنات، وارتدى مجموعة من الأطفال الثوب الفلسطيني المطرز، تتعالى أصوات طائرات الاستطلاع الإسرائيلية والانفجارات الناجمة عن القصف الإسرائيلي في مدينة رفح المجاورة لخان يونس من الناحية الجنوبية.

وتنفذ جمعية إبداع المعلم(غير حكومية) مبادرات وفعاليات الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والنساء في مدينة خان يونس، في ظل المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة واستمرار الحرب الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وفي مارس/ آذار الماضي، وصف متحدث منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) جيمس إلدر، ما يحدث في قطاع غزة بأنه أصبح "حربا ضد الأطفال".

وأكد إلدر، على أن القطاع الفلسطيني "لم يعد مكانا مناسبا للأطفال" في الوقت الحالي.

تفريغ طاقات

وتقول الطفلة المصري لمراسل الأناضول: "في الأيام الماضية منطقتنا في خان يونس تعرضت لقصف متكرر عدة مرات، وشعرنا بالخوف الشديد، وفر النازحون من المكان خوفا من الإصابات في الغارات".

وتضيف بصوت مليء بالسرور: "كنا نعيش في جو من الخوف الشديد، لكن بمجرد تنفيذ أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي في المدرسة، تغيرت الأجواء تماماً ونسينا أجواء الحرب والخوف والرعب التي كانت تسود المكان، واستمتعنا بالفعاليات الجميلة والمرحة".

وتأمل الطفلة النازحة، التي كانت تلعب بكل سعادة، أن تتوقف الحرب الإسرائيلية المروعة في أقرب وقت وأن تتمكن من العودة إلى منزلها في شمال قطاع غزة، وأن تستأنف الحياة والدراسة بشكلها الطبيعي.

وخلال الشهور الماضية، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من الأضرار النفسية التي يتعرض لها أطفال غزة نتيجة الهجوم الإسرائيلي المستمر على القطاع المحاصر، بما في ذلك "مستويات مدمرة" من التوتر.

أما الأم الفلسطينية إيمان الكفارنة، النازحة من بيت حانون شمالي قطاع غزة، فتقول: "نزحنا منذ بداية الحرب الإسرائيلية 6 مرات، بدءًا من جباليا شمالاً، ثم مرورا بالنصيرات في الوسط، ومن ثم إلى رفح وخان يونس جنوبا".

وتضيف الكفارنة لمراسل الأناضول: "في الآونة الأخيرة، ازدادت كثافة الغارات الإسرائيلية في خان يونس، وزادت مخاوفنا بشكل كبير، سواء كان ذلك بالنسبة للأطفال أو النساء، خاصة بعد مجزرة المواصي الأخيرة واستهداف إسرائيل للمدارس دون تحذير".

وتؤكد حاجة النازحين في الكثير من المناطق إلى فعاليات الدعم النفسي والاجتماعي ومبادرات تفريغ الطاقة السلبية، للتخفيف من الواقع المؤلم والمأساوي الذي يعيشه العائلات.

وتأمل بأن يتم توفير الدعم النفسي للأمهات النازحات بشكل أوسع، لمساعدة أطفالهن على تجاوز الأوضاع المعيشية الصعبة، وتقديم الدعم اللازم لهم للتخفيف من تأثيرات الحرب عليهم.

برامج متنوعة

فيما يقول الفلسطيني جمال أبو مصطفى، المنشط في جمعية مركز "إبداع المعلم": "بعد نزوح العائلات من مدينة رفح إلى خان يونس، وسط ظروف صعبة وسيئة للغاية، قررنا تنفيذ أنشطة دعم نفسي اجتماعي للأطفال والنساء".

ويضيف أبو مصطفى لوكالة الأناضول: "لاحظنا استجابة عدد كبير من الأطفال لهذه الأنشطة ورغبة جامحة في تفريغ الطاقة السلبية، ما ساعد الأطفال على تغيير الكثير من سلوكياتهم، خاصة فيما يتعلق بالعنف".

ويشير إلى الظروف المأساوية التي يعيشها الأطفال نتيجة النزوح المتكرر والقصف الإسرائيلي، والتأثير السلبي الذي يتركه على نفسية الأطفال.

ويتابع: "لذا قررنا أن نتدخل من خلال تنفيذ أنشطة وبرامج لتفريغ طاقات الأطفال بطريقة تربوية ومنهجية، بالإضافة إلى تقديم خدمات المشورة الفردية والإرشاد الجماعي والعديد من البرامج الأخرى".

وشهدت مدينة خان يونس، ولا سيما منطقة المواصي التي ادعى الجيش الإسرائيلي أنها "آمنة"، مجازر عديدة في الآونة الأخيرة، أسفرت عن سقوط مئات الضحايا، معظمهم من النساء والأطفال.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 128 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.