أنقرة / الأناضول

في خطوة تواكب التطور التكنولوجي المتسارع عالميا، يعمل مهندسون أتراك على تطوير كلاب آلية مسلحة لتصبح جزءًا من المهام الأمنية والقتالية في القوات المسلحة.

وأصبحت الروبوتات تحتل دورًا بارزًا في ساحات القتال بفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة وقدراتها على الحركة المستقلة.

وتساهم هذه الروبوتات المدعمة بتقنيات متطورة في أداء مهام حيوية في بيئات القتال، مثل الدعم اللوجستي والاستطلاع، والمشاركة في الاشتباكات المباشرة.

ومن خلال إضافة أنظمة أسلحة متنوعة إليها، يمكن للروبوتات أن تستخدم هذه الأنظمة بفعالية وسرعة وكأنها جزء من هيكلها.

ونظراً للأهمية الاستراتيجية للروبوتات، تعمل العديد من الدول وشركات الدفاع حول العالم على دمجها في ترساناتها العسكرية لتقليل الخسائر البشرية عبر إنشاء خطوط دفاعية أو للتسلسل إلى مناطق العدو دون تدخل بشري.

وتسعى تركيا أيضا إلى تسريع تحولها في المجال التكنولوجي، حيث تركز جهودها على دراسة الاستخدام الفعال للروبوتات في ساحة المعركة بهدف تقليل الخسائر البشرية، وهو أحد المبادئ الأساسية في الخطط العسكرية الاستراتيجية.

ومن المتوقع أن تقوم هذه الروبوتات في المستقبل بمهام عالية الخطورة، مثل تنفيذ الدوريات في المناطق القريبة من خطوط العدو وتحليل التهديدات المحتملة.

الشركات التركية تدخل المنافسة

ومن الخطوات التي قامت بها تركيا على هذا الصعيد مؤخرا التعاون بين شركتي Quad Robotics وSavhatek.

وبدأت الشركتان بمشروع تركيب منصة إطلاق أعيرة نارية خفيفة على كلب آلي يتم التحكم به عن بعد.

ويمكن للكلب الآلي بعد تركيب منصة الإطلاق عليه القيام بمهام الاستطلاع والتدخل المباشر لضرب الأهداف وإصابتها.

وفي تقييمهم لأداء الكلاب الآلية لاحظ المهندسون الأتراك قدرتها على إصابة الأهداف بدقة عالية، مع الحفاظ على زاوية ثابتة للرؤية، خاصة في حالات الإطلاق السريع وتقليل الارتداد.

مشاركة في مسابقة الرماية

بعد إجراء اختبارات الرماية، سيشارك الكلب الآلي المسلح في مسابقة "بورصان" للرماية التي تجري في الفترة بين 11 و17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في تركيا.

وتتميز منصة إطلاق النار المطورة من قبل Savhatek بقدرتها على تحقيق إصابات دقيقة من مسافات طويلة بفضل نظام التوجيه بالليزر وأنظمة الكشف الذاتي عن الأهداف والرؤية المتطورة.

وتتيح هذه التقنيات إمكانية استخدام الكلاب الآلية في مهام حراسة النقاط الاستراتيجية، ومكافحة الطائرات المسيرة على ارتفاعات منخفضة، وحماية الوحدات والبنى التحتية.

وفي حديث للأناضول، قال مؤسس شركة Quad Robotics، أوغوز جوشكون إنهم يهدفون إلى تقديم مزايا الدقة العالية وتقليل الخسائر البشرية التي توفرها الأنظمة المستقلة في ساحات القتال الحديثة لخدمة البلاد.

وبين أنّه بعد التعاون مع شركة Savhatek أصبحت الكلاب الآلية المسلحة أكثر كفاءة في إصابة الأهداف، مشيراً إلى أن هدفهم من وراء هذا المشروع هو تقديم حلول أمنية تكنولوجية للقوات الأمنية.

ويطمح فريق المهندسين الأتراك، بحسب جوشكون، إلى تقديم مزايا الدقة العالية وتقليل الخسائر البشرية التي توفرها الأنظمة المستقلة في ساحات القتال الحديثة.

وبين عاطف يلماز، المسؤول التكنولوجي في الشركة نفسها أن الكلاب الآلية حققت معدلات إصابة عالية في مهام التدخل المباشر بفضل أنظمة الأسلحة وتقنيات القياس بالليزر.

وأوضح يلماز للأناضول أنّ أنظمة التسديد والرؤية المتقدمة التي يطورونها تؤدي دورًا رئيسيًا في فعالية الكلاب الآلية في الميدان.

أما مؤسس شركة Savhatek إبراهيم إشليك، فقال إنهم يعملون منذ فترة طويلة لدمج أنظمة الأسلحة المتقدمة مع المنصات المستقلة.

وقال: "يعد مشروع الكلب الآلي المسلح خطوة مهمة تم اتخاذها لحل الكثير من المصاعب التي تواجهها القوات المسلحة".