تركيا, التقارير

بلمسات إبداعية.. تركي يحول خردة السيارات والدراجات لديكورات فريدة (تقرير)

- الحرفي التركي حقي أونلو يتفنن في تحويل قطع غيار السيارات والدراجات النارية الخردة إلى مصابيح، وطاولات، ولوازم ديكور مختلفة

Fatih Gökbulut, Hişam Sabanlıoğlu  | 15.03.2025 - محدث : 15.03.2025
بلمسات إبداعية.. تركي يحول خردة السيارات والدراجات لديكورات فريدة (تقرير)

Ankara

أنقرة/ فاتح كوك بولوت/ الأناضول

- الحرفي التركي حقي أونلو يتفنن في تحويل قطع غيار السيارات والدراجات النارية الخردة إلى مصابيح، وطاولات، ولوازم ديكور مختلفة
**حقي أونلو للأناضول:
-  ما يعتبره الآخرون نفايات، أراه أنا بمنظور مختلف تمامًا
- الأشياء التي نعتبرها نفايات قد تصبح ذات قيمة كبيرة إذا أعدنا استخدامها بذكاء
- تصنيع الطاولات والمقاعد من قطع السيارات يعد تحديًا كبيرًا ويتطلب خبرة في عدة مجالات
- عندما أنتهي من العمل على قطعة معينة وأقف أمامها لأراها جاهزة أشعر وكأنني أمتلك العالم

في ورشته المتواضعة بالعاصمة أنقرة، يبدع الحرفي التركي حقي أونلو، منذ نحو 10 سنوات، في إعادة تدوير قطع غيار السيارات والدراجات النارية الخردة، ليصنع منها ديكورات فريدة على غرار المصابيح والطاولات والمقاعد، بلمسات إبداعية تجمع بين الفن والمهارات الحرفية.

أونلو بدأ مسيرته المهنية كعامل خراطة في إحدى الورش الصناعية، ثم انتقل لاحقًا إلى مجال إصلاح السيارات، لكن شغفه بالقطع الميكانيكية دفعه إلى استكشاف طرق جديدة لإعادة استخدامها.

نجح أونلو خلال رحلته في عالم إعادة التدوير بتحويل قطع غيار السيارات المهملة إلى إكسسوارات منزلية، ليتحول الأمر من مجرد هواية إلى مشروع فني يجذب عشاق الديكور الصناعي.

ومع مرور الوقت، طوّر مهاراته في هذا المجال، واستطاع تحويل الجنوط المعدنية إلى طاولات قهوة وأجهزة القياس وضخ الوقود إلى مصابيح مكتبية وأغطية محركات السيارات إلى طاولات عمل أنيقة.

- إعادة التدوير ممكنة بلمسات بسيطة

وفي حديث للأناضول، أوضح حقي أونلو أنه منذ طفولته كان شغوفًا بالسيارات، وكان دائمًا ما يتساءل عن إمكانية استخدام القطع المهملة بطرق جديدة.

وأضاف: "بدأ شغفي بهذا المجال عندما قمت بتحويل إحدى قطع غيار السيارات القديمة إلى حوض سمك، ومنذ ذلك الحين لم أتوقف عن البحث عن طرق لإعادة التدوير".

وأشار إلى أن جائحة كورونا منحته وقتًا كافيًا لتطوير هوايته، حيث خصّص معظم وقته لصناعة الإكسسوارات والقطع الفنية مما جعله ينتقل إلى مستوى أكثر احترافية في مجاله.

وتابع: "يجب علينا جميعًا التفكير مليًا قبل التخلص من أي قطعة قديمة. بلمسات بسيطة، يمكننا المساهمة في إعادة التدوير والحفاظ على البيئة".

وأردف: "نحن نعيش في عصر يزداد فيه الهدر، لذا علينا أن نكون أكثر وعيًا. الأشياء التي نعتبرها نفايات قد تصبح ذات قيمة كبيرة إذا أعدنا استخدامها بذكاء".

وأكد أونلو أن تحويل القطع الخردة إلى أعمال فنية يمنحه سعادة لا توصف.

وقال: "عندما أنتهي من العمل على قطعة معينة وأقف أمامها لأراها جاهزة، أشعر وكأنني أمتلك العالم. تختفي كل الضغوطات والتعب، وحين تصل القطعة إلى أيدي شخص يقدرها، أشعر أنني حققت الهدف الأسمى من عملي".

- التحدي الأكبر تحويل قطع السيارات

وأوضح أونلو أن تصنيع الطاولات والمقاعد من قطع السيارات يعد تحديًا كبيرًا، حيث يتطلب ذلك خبرة في عدة مجالات مثل الميكانيك، والطلاء، والحدادة، والتنجيد.

وأضاف: قبل أن أبدأ في أي قطعة، أدرسها جيدًا وأضع تصورًا واضحًا للتصميم النهائي، لكن الجزء الأكثر متعة بالنسبة لي هو مرحلة التجميع والتركيب، حيث تبدأ القطعة في أخذ شكلها النهائي.

وأشار إلى أن أكبر الصعوبات التي يواجهها تتمثل في العثور على قطع الغيار المناسبة، إذ يعتمد في عمله على قطع أصلية عمرها لا يقل عن 40 عامًا، وهو ما يجعله دائم البحث عنها في الأسواق القديمة ومخازن قطع السيارات.

وأردف: الناس لا يرون ما أراه أنا، فهم يعتبرون هذه القطع مجرد نفايات، بينما أراها مواد خام يمكن أن تتحول إلى أعمال فنية. كل قطعة خردة أراها بمثابة كنز يحمل قصةً يمكن إعادة إحيائها".

- جيل الشباب يبتعد عن المهن اليدوية

وأكد أونلو أن قطع غيار السيارات القديمة تحمل قيمة تاريخية، وهو ما دفعه إلى التفكير في افتتاح متحف خاص يعرض فيه أعماله، ليمنح الزوار فرصة لاستكشاف تاريخ السيارات من خلال التصاميم الفنية الفريدة.

كما عبّر أونلو عن قلقه من تراجع الاهتمام بالمهن اليدوية بين الشباب.

وأوضح: ألاحظ اليوم أن جيل الشباب يبتعد عن المهن اليدوية والحرفية، فالقليل منهم يهتم بالمجالات التي تتطلب مهارات يدوية مثل الميكانيك، والنجارة، والخراطة. أصبح العثور على متدربين أو مساعدين أمرًا صعبًا للغاية".

ووجّه رسالة تشجيعية للشباب داعيًا إياهم إلى إعادة اكتشاف قيمة العمل اليدوي والإبداع في إعادة التدوير.

وختم قائلا: هذه المهن ليست مجرد وظائف، بل هي فنون يمكن أن تكون مصدر إلهام وابتكار. إعادة التدوير ليست عملية تهدف للحفاظ على البيئة وحسب، بل هي أيضًا فرصة لإبداع شيء جديد من مواد قديمة".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın