رئيس جامعة طرابلس: شعب لبنان بجميع مكوناته صف واحد ضد إسرائيل (مقابلة)
رئيس جامعة طرابلس اللبنانية رأفت الميقاتي للأناضول: - لا يمكن فصل ما يجري في لبنان عما يجري في فلسطين، فالعدو الإسرائيلي لم يستح مرة من طباعة خريطته ورسم خريطته لإسرائيل الكبرى.
İstanbul
إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول
رئيس جامعة طرابلس اللبنانية رأفت الميقاتي للأناضول:- لا يمكن فصل ما يجري في لبنان عما يجري في فلسطين، فالعدو الإسرائيلي لم يستح مرة من طباعة خريطته ورسم خريطته لإسرائيل الكبرى.
- ما يحصل الآن في لبنان هو جزء من العقيدة التلمودية التي تريد أن تدمر الحجر والبشر، وتطوع كل هذه المنطقة بزعم أنها أرضهم المقدسة.
- أثبت نتنياهو بامتياز أنه هو الوكيل الحصري لهذه الهمجية في الكرة الأرضية، وأنه هو الوجه الأقبح لها.
-عندما تكون المعركة بين الإسرائيلي وبين الشعب اللبناني، فلن يكون الشعب اللبناني بكل مكوناته إلا ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم، وهذا أمر عليه إجماع.
أكد رئيس جامعة طرابلس اللبنانية، رأفت الميقاتي، أن الشعب اللبناني عندما تكون معركته مع إسرائيل فإنه بجميع مكوناته يقف صفًا واحدًا ضدها، مشددًا على أن ما يجري في لبنان وفلسطين هو "جزء من مشروع صهيوني يستند إلى العقيدة التلمودية التي تسعى لتدمير البشر والحجر وفرض الهيمنة على المنطقة بزعم الأرض المقدسة".
جاء ذلك في حديث خاص لوكالة الأناضول، على هامش مشاركته في المعرض الدولي الرابع للمنظمات الأهلية في إسطنبول.
مشروع تدميري قائم على العقيدة التلمودية
الميقاتي شدّد أنه "لا يمكن فصل ما يجري في لبنان عما يجري في فلسطين، فالعدو الإسرائيلي لم يستح مرة من طباعة خريطته ورسم خريطته لإسرائيل الكبرى، التي تبتلع كل لبنان وتقتطع الجزء الأكبر من سوريا، وكذلك سيناء ووصولا إلى العراق والحدود التركية مع كل من سوريا والعراق".
وأضاف "لا يمكن أن نفصل هذا المشروع الصهيوني عن خلفيته التلمودية، ويخطئ من يختزل ما يحصل في لبنان بزواريب سياسية معينة (حسابات سياسية)، إنما ما يحصل الآن في لبنان هو جزء من العقيدة التلمودية التي تريد أن تدمر الحجر والبشر، وتطوع كل هذه المنطقة بزعم أنها أرضهم المقدسة".
ولفت إلى أن "هذا الزور الكبير قد تهافت وسيتهافت، وسيتلقون بإذن الله هزيمة تلو الأخرى لأن الأجيال لا تؤمن بهذه الأكاذيب، وتؤمن بأن الشعوب لها الحق في تقرير مصيرها، وفي إدارة مواردها، والدفاع عن مقدساتها، وعلى رأسها المسجد الأقصى الشريف، والقدس الشريفة التي نرفض تقسيمها إلى شرقية وغربية".
نتنياهو رمز للهمجية العالمية
وحول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصفه الميقاتي بأنه "الوكيل الحصري للهمجية في الكرة الأرضية"، مضيفًا: "نتنياهو يمثل الوجه الأقبح للحضارة الزائفة، التي ترتكب المجازر باسم العدل والتقدم".
وأشار إلى أن الحضارة الحقيقية التي يدعو إليها لبنان والعالم الإسلامي هي حضارة العدل النبوي التي تتسع للجميع تحت مظلة القيم الإنسانية والأخلاقية.
قال إن "القدس قدسنا والحضارة حضارتنا، وعندما نقول قدسنا وحضارتنا، فهي الحضارة التي اتسعت للجميع، لجميع الأطياف، لكن تحت سقف من العدل، هو العدل النبوي دولة الوحي الإلهي".
جدير بالذكر أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت، الخميس، مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو، ووزير الدفاع السابق غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.
وحدة الشعب اللبناني
وحول إمكانية استغلال إسرائيل للعدوان لإشعال الفتن الداخلية في لبنان، دعا الميقاتي ما وصفهم "العقلاء والحكماء في لبنان إلى التصدي لمحاولات بث الفتنة"، مؤكدًا أن الشعب اللبناني موحد ضد العدوان.
وقال: "رغم التباينات السياسية والطائفية، فإن اللبنانيين يجمعهم موقف واحد عندما يتعلق الأمر بالعدوان الإسرائيلي، ومن يخالف هذا الإجماع يتحمل مسؤولية إيقاظ الفتنة في لبنان".
وختم الميقاتي بدعوة اللبنانيين إلى التكاتف وإعادة النظر في أولوياتهم الوطنية: "علينا أن نعيد حساباتنا ونتوحد على القواسم المشتركة. العدو لا يطرق الأبواب فقط، بل هو حاضر في البر والجو والبحر. علينا أن نكون عقلاء وأقوياء، مستعدين لمواجهة هذا التهديد الوجودي بكل حكمة وصلابة".
وأكمل: "عودوا إلى أخلاق دينكم على مختلف تنوعكم، واعلموا تماما أنه لا ترف لدينا، وآن الوقت لكي نعيد حساباتنا ونتلاحم".
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حروب إبادة على غزة ولبنان، أسفرت عن أكثر من 165 ألف قتيل وجريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وكوارث إنسانية غير مسبوقة.
وتشن إسرائيل عدوانا بريا وجويا موسعا على لبنان، منذ سبتمبر / أيلول الماضي، بعد عام من اشتباكات محدودة مع فصائل مسلحة، أبرزها "حزب الله"، وذلك على وقع حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ أكتوبر 2023.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و558 قتيلا و15 ألفا و123 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح.
فيما خلفت الحرب على غزة أكثر من 148 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.