الدول العربية, التقارير, فلسطين, قطاع غزة

كارثة بيئية.. المياه العادمة بشوارع غزة تضاعف مأساة الفلسطينيين (تقرير)

يعاني فلسطينيو قطاع غزة ظروفا إنسانية قاسية فاقمتها الأمطار الغزيرة وتجمع مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين المنازل المدمرة وخيام الإيواء

Nour Mahd Ali Abuaisha  | 14.02.2025 - محدث : 14.02.2025
كارثة بيئية.. المياه العادمة بشوارع غزة تضاعف مأساة الفلسطينيين (تقرير)

Gazze

غزة / الأناضول

- بالتزامن مع منخفض جوي، تجمعت في الأيام الأخيرة المياه العادمة في الشوارع نتيجة تدمير إسرائيل منظومة الصرف الصحي
- متحدث بلدية غزة حسني مهنا: كارثة بيئية وصحية متفاقمة بسبب تعطل منظومة الصرف الصحي وطفح المياه العادمة
- مدير جهاز الدفاع المدني بمحافظة غزة رائد الدهشان: المنخفض الجوي خلف معاناة كبيرة بسبب تجمع مياه الصرف الصحي

يعاني فلسطينيو قطاع غزة ظروفا إنسانية قاسية فاقمتها الأمطار الغزيرة وتجمع مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين المنازل المدمرة وخيام الإيواء، نتيجة الدمار الذي لحق بمنظومة الصرف الصحي جراء حرب الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل أكثر من 15 شهرا.

هذه التجمعات ينبعث منها روائح كريهة تشكل خطرا على المواطنين الفلسطينيين خاصة الأطفال إذ يصل ارتفاع بعضها لما يزيد عن متر.

إلى جانب ذلك، فإن خطر الإصابة بالأمراض المعوية والجلدية جراء تسرب المياه الملوثة إلى الخيام والمنازل المدمرة التي تؤويهم يؤرق حياتهم التي لا تخلو من المعاناة.

وخلال حرب الإبادة، دمر الجيش الإسرائيلي نحو 655 ألف متر من شبكات الصرف الصحي في القطاع، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.

ووفق ذات المصدر، فإن إسرائيل دمرت حوالي 88 بالمئة من البنى التحتية بالقطاع بما يشمل المنازل والمنشآت الحيوية والخدماتية.

وعلى مدار عدة أيام، تأثر قطاع غزة بمنخفض جوي مصحوب بأمطار غزيرة ضرب الأراضي الفلسطينية منذ الأربعاء، ومن المتوقع أن يضرب القطاع منخفض جوي جديد نهاية الأسبوع المقبل، بحسب الأرصاد الجوية.

** كارثة بيئية

متحدث بلدية غزة حسني مهنا، يقول للأناضول، إن مدينة غزة تواجه كارثة بيئية وصحية متفاقمة بسبب تعطل منظومة الصرف الصحي وطفح المياه العادمة في العديد من الشوارع والمناطق المنخفضة، نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنى التحتية خلال الإبادة.

وأضاف للأناضول: "أدت الاعتداءات إلى تدمير واسع في شبكات الصرف الصحي، حيث خرجت 6 محطات رئيسية لضخ المياه العادمة عن الخدمة، وتضرر أكثر من 175 ألف متر طولي من الشبكات، ما جعل القدرة الاستيعابية لشبكة الصرف الصحي شبه معدومة في العديد من المناطق".

وأوضح أن مع استمرار تعطل شبكات الصرف الصحي فإن ظاهرة طفح المياه العادمة "تزايدت خاصة في المناطق المنخفضة والأحياء المكتظة، ما يشكل تهديدا مباشرا للصحة العامة".

وحذر من أثر تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع والأحياء السكنية بالقطاع على صحة الإنسان، بما في ذلك "انتشار الأمراض الجلدية والتهابات الجهاز التنفسي والأمراض المعوية الناتجة عن التلوث البيئي".

إلى جانب ذلك، فإن المياه الراكدة تتحول إلى "بيئة خصبة لتكاثر البعوض والحشرات الناقلة للأمراض، ما يزيد من معاناة المواطنين خاصة الأطفال وكبار السن"، وفق قوله.

** نقص المعدات

وذكر مهنا أن بلدية غزة تبذل جهودا "استثنائية للتعامل مع هذه الأزمة، حيث تعمل فرق الطوارئ على مدار الساعة لتصريف المياه العادمة باستخدام الآليات المتوفرة، رغم النقص الحاد في المعدات والوقود اللازم لتشغيل محطات الضخ والمعالجة".

ورغم ذلك، إلا أن "حجم الضرر وتدمير محطات ضخ مياه الصرف الصحي الرئيسية، بالإضافة إلى عدم سماح الاحتلال الإسرائيلي بإدخال معدات الصيانة والأنابيب اللازمة، يجعل الأزمة تتفاقم يوما بعد يوم"، كما قال.

وطالب مهنا "الجهات الدولية والإغاثية بالتحرك العاجل لتوفير الوقود والمضخات اللازمة لتشغيل محطات الصرف الصحي، وإدخال المعدات والمواد اللازمة لصيانة الشبكات المتضررة، قبل أن تتحول هذه الأزمة إلى كارثة صحية وبيئية لا يمكن السيطرة عليها".

كما دعا إلى "تدخل فوري للضغط على الاحتلال لرفع القيود المفروضة على إدخال مستلزمات إعادة الإعمار، لضمان عودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة".

بدوره، قال مدير جهاز الدفاع المدني بمحافظة غزة رائد الدهشان، إن المنخفض الجوي الأخير خلف معاناة كبيرة للناس بسبب تجمع مياه الصرف الصحي في الشوارع والأحياء السكنية.

وأضاف للأناضول: "في ظل عدم وجود بنى تحتية في القطاع بعد تدميرها خلال الحرب، الوضع الإنساني سيء للغاية".

وأوضح أن تدمير البنى التحتية وضع الفلسطينيين بمواجهة عدة أزمات أسوأها تجمع مياه الصرف الصحي في الشوارع بعد المنخفضات الجوية والأمطار الغزيرة.

وذكر أن نقص الوقود يزيد من هذه الأزمة حيث يعيق عمل المضخات التي تسحب مياه الصرف الصحي المتجمعة في الشوارع ما يؤدي لمكرهة صحية.

وأشار إلى أن جهازه أنذر الفلسطينيين بضرورة الابتعاد عن "البرك" والتجمعات الكبيرة من مياه الصرف الصحي، وخطر اقتراب الأطفال أو مرور السيارات عبرها، وذلك نظرا لوصول بعضها إلى مستويات مرتفعة.

ولفت إلى أن انعدام الآليات والمعدات لدى البلديات والدفاع المدني بسبب تعرضها للتدمير خلال الحرب يفاقم من هذه الأزمات.

وحذر من أن استمرار إشكالية عدم توفر المعدات والآليات والوقود سيؤدي إلى تراكم الأزمة لتتحول إلى كارثة بيئية كبيرة.

** معاناة مضاعفة

الدهشان، قال إن الأزمة تُضاعف من مأساة الفلسطينيين الذين عاشوا أكثر من 15 شهرا من الإبادة الجماعية، وما زالوا يعانون جراء انعدام مقومات الحياة والبنى التحتية.

وتابع إن غالبية الفلسطينيين يعيشون داخل خيام قماشية مهترئة حيث البرد القارس والخدمات المنعدمة.

وأوضح أن عددا كبيرا من الفلسطينيين فضلوا العيش في المنازل المدمرة والآيلة للسقوط لتحميهم من الغرق بمياه الأمطار داخل الخيام، وسط مخاطر كبيرة تهدد حياتهم.

وأشار إلى أن طواقم الدفاع المدني واصلت عملها خلال المنخفض الجوي في مسارين، الأول الاستجابة لاستغاثات المواطنين جراء المنخفض، وأما الثاني في انتشال الجثامين العالقة تحت الأنقاض.

وناشد الجهات المعنية بضرورة إدخال المعدات والآليات اللازمة لعمل طواقم البلديات والدفاع المدني لحماية الفلسطينيين من الكوارث البيئية.

وعلى مدار أيام، اتهمت حركة حماس إسرائيل بانتهاك البروتوكول الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار وعدم إدخال المساعدات الإنسانية "الضرورية" للقطاع.

وشهد الاتفاق اختراقات في 4 مسارات، وهي بحسب حماس، استهداف وقتل فلسطينيين، وتأخير عودة النازحين لشمال غزة، وإعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة والوقود، وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث، وتأخير دخول الأدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي.

هذه الخروقات دفعت "حماس"، الاثنين، لتجميد إطلاق سراح أسرى إسرائيليين مقرر الإفراج عنهم غدا السبت، لحين وقف انتهاكات تل أبيب، والتزامها بأثر رجعي بالبرتوكول الإنساني للاتفاق.

ونتيجة لذلك بذل الوسطاء في مصر وقطر جهودا لإزالة العقبات وسد الثغرات، كما قالت "حماس" في بيان الخميس، حيث وصفت أجواء المباحثات بـ"الإيجابية".

أكدت حماس في البيان على "الاستمرار في موقفها بتطبيق الاتفاق وفق ما تم التوقيع عليه بما في ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد" ووفق ما تم التوقيع عليه.

والخميس، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، بدخول 763 شاحنة إلى قطاع غزة، دون ذكر تفاصيل عنها أو تأكيد من الجهات الحكومية بغزة.

وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل اسرى يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، على أن يتم التفاوض في الأولى لبدء الثانية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.