قوجه ايلي (تركيا)/ جم علي قوش، أسمر كجال/ الأناضول

رئيس وقف جوبان مصطفى باشا نور الله يلديز: نحن سعداء للغاية بالمحافظة على هذا التقليد المستمر منذ قرون إذ نجمع المواطنين في أجواء روحانية مميزة وعلى مائدة الشهر الفضيل

في مجمع تاريخي بناه جوبان مصطفى باشا عام 1523 بولاية قوجه ايلي شمال غربي تركيا، تواصل المدينة ومنذ 5 قرون، إحياء تقليد إفطار رمضاني يجتمع عليه الصائمون يوميًا، متحلقين حول موائد إفطار عمادها تبرعات من أهل الخير.

وشكل هذا المجمع، الذي بُني في عهد السلطانين العثمانيين ياووز سليم وسليمان القانوني، مركزًا علميًا ودينيًا بارزًا على مر العصور، إذ احتضن مدرسة علمية ومكتبة أغنت المنطقة فكريًا، كما ضم مطبخًا للفقراء والطلبة، وخانًا للتجار والمسافرين وعابري السبيل.

وخلال شهر رمضان، تُقام موائد الإفطار في باحة المجمع، حيث يجتمع يوميًا نحو 250 صائمًا لتناول وجبة الإفطار، مستفيدين من هذا التقليد الذي امتد لعصور.

أما خارج رمضان، فيتم يوميًا في الباحة نفسها، تقديم حساء الصباح بعد صلاة الفجر، وإعداد وجبات يومية في المطبخ الخيري التابع للمجمع، تُوزّع على 600 شخص من المحتاجين والمتعففين في المنطقة.

- تراث أجدادنا مصدر إلهام لعملنا الخيري

وفي حديث للأناضول، قال نور الله يلديز، رئيس وقف جوبان مصطفى باشا، إنهم يواصلون على قدم وساق، إعداد موائد الإفطار للمواطنين خلال الشهر الفضيل.

وأضاف يلديز: "نحن سعداء للغاية بالمحافظة على هذا التقليد المستمر منذ قرون، إذ نجمع المواطنين في أجواء روحانية مميزة وعلى مائدة الشهر الفضيل".

وأشار إلى أن الوقف يستوحي أعماله من تراث الأجداد، وأنهم يعملون على وضع الأسس اللازمة لضمان استمرار هذا التقليد لدى الأجيال القادمة.

وأكد يلديز، أن هذه المبادرة تحظى بتفاعل إيجابي من المجتمع، وأن خدمات تقديم الطعام للمحتاجين تستمر أيضًا على مدار العام، وليس فقط خلال شهر رمضان.