الدول العربية, موريتانيا

إعادة انتخاب الغزواني.. هل تتجه معارضة موريتانيا للتصعيد؟ (تقرير)

اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات (جهة الإشراف) أعلنت فوز الغزواني بولاية رئاسية جديدة، بعد حصوله على 56.12 بالمئة من أصوات الناخبين.

Mhamed Bakaye  | 02.07.2024 - محدث : 02.07.2024
إعادة انتخاب الغزواني.. هل تتجه معارضة موريتانيا للتصعيد؟ (تقرير)

Mauritania

نواكشوط / محمد البكاي / الأناضول

- انتخابات الرئاسة في موريتانيا أسفرت عن إعادة انتخاب محمد ولد الشيخ الغزواني
- بعض مرشحي المعارضة تحدثوا عن "خروقات" وأعلنوا عدم اعترافهم بفوز الغزواني
** الخبير سليمان الشيخ حمدي للأناضول:
- المعارضة عودتنا في كل مرة على عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات لكننها تتراجع
- الغرب و"الناتو" سيدفعون باتجاه الهدوء السياسي باعتبار أن موريتانيا الدولة المستقرة بالمنطقة

أسدل الستار على ثامن انتخابات رئاسية في تاريخ موريتانيا، وأعيد انتخاب الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية ثانية وأخيرة، مدتها خمس سنوات.

اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات (جهة الإشراف) أعلنت فوز الغزواني بولاية رئاسية جديدة، بعد حصوله على 56.12 بالمئة من أصوات الناخبين.

وصوّت في الانتخابات التي جرت السبت مليون و74 ألفا و208 ناخبين، من أصل مليون و939 ألفا و342 ناخبا، وهو عدد المسجلين على اللائحة الانتخابية.

وحل في المرتبة الثانية الناشط الحقوقي بيرام الداه اعبيد بـ22.10 بالمئة، بينما حل ثالثا حمادي ولد سيدي المختار، رئيس حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (إسلامي معارض) بنسبة 12.76 بالمئة، وفق اللجنة.

وحل رابعا المحامي البرلماني المعارض العيد ولد محمد بـ3.57 بالمئة، وجاء في المرتبة الخامسة السياسي مامادو بوكاري بـ2.39 بالمئة.

كما حل المرشح الطبيب المعارض أتوما سومري سادسا بنسبة 2.06 بالمئة، وأخيرا مفتش المالية محمد الأمين المرتجى الوافي بنسبة 1 بالمئة.

وعقب اكتمال فرز النتائج، أعلن اعبيد، عدم اعترافه بنتائج الانتخابات، مضيفا أنه لن يعترف بالغزواني رئيسا لموريتانيا.

** المعارضة تتحدث عن خروق

الداه اعبيد، وهو ناشط حقوقي، لوّح بدعوة أنصاره للنزول إلى الشارع من أجل التعبير عن رفضهم للانتخابات، متحدثا عن "تزوير وانقلاب انتخابي".

وعقب تصريحات الداه اعبيد، قالت وزارة الداخلية إنها تصدت لـ"أعمال شغب" على خلفية إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي أُجريت السبت.

وأشارت الوزارة في بيان إلى أن من بين أعمال الشغب التي تصدت لها "إشعال الإطارات والتأثير السلبي على حركة المرور، ومحاولة ترويعِ المواطنين المسالمين الآمنين وإلحاق الضرر بممتلكاتهم".

وتابعت أن الأجهزة الأمنية "تصدت مبكرا لهذه الأعمال التخريبية المدانة، وتمت السيطرة على الوضع بشكل كامل".

وفي ظل حديث بعض مرشحي المعارضة عن "خروقات" شابت الانتخابات، يتساءل كثيرون بشأن ما إذا كانت المعارضة ستعترف بنتائج الانتخابات، أم أنها ستصعد من خطابها.

وباستثناء الإعلان الذي صدر عن المرشح بيرام الداه اعبيد برفض نتائج الانتخابات، لم يصدر حتى الساعة 12:45 (ت.غ)، موقف رسمي من باقي المرشحين، ومن بينهم زعيم المعارضة حمادي ولد سيد المختار، الذي حل ثالثا.

وفي هذا الإطار، يرى الخبير الأمني والاستراتيجي سليمان الشيخ حمدي، أن ما صدر عن المرشح بيرام الداه عبيد بشأن رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات، هدفه في الأساس، امتصاص غضب بعض ناخبيه.

ويضيف الشيخ حمدي وهو مدير مركز رؤية للدراسات (غير حكومي) في تصريح للأناضول، أن "المعارضة عودتنا في كل مرة على الحديث عن تزوير واسع، والتلويح برفض نتائج الانتخابات وتحريك الشارع، لكن في النهاية تعترف بالنتائج".

ويوضح أن "المرشحين يدركون أن ظروف المنطقة التي توجد فيها موريتانيا وهي منطقة الساحل الإفريقي المضطربة، لا تسمح بأي تصعيد كبير في الشارع".

**الناتو سيدفع للهدوء

ويعتبر الشيخ حمدي أن بلاده "الدولة المستقرة الوحيدة في المنطقة أمنيا وسياسيا، فيما تعيش باقي دول الساحل اضطرابات أمنية وأزمات اقتصادية واجتماعية وأمنية وانقلابات عسكرية (دون أن يسميها)".

ويؤكد أن "الدول الغربية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، سيدفعون باتجاه هدوء سياسي في هذا البلد العربي الواقع في غرب القارة الإفريقية".

ويرى الشيخ حمدي أن نواكشوط "تعتبر شريكا رئيسيا لحلف شمال الأطلسي في المنطقة، حيث تزايد الاهتمام الغربي بها، بعد الحضور الروسي اللافت في الساحل".

وبشأن المرحلة المقبلة، يضيف أن "كل شركاء موريتانيا سيضغطون من أجل أن تظل البلاد مستقرة وغير مضطربة".

وأردف: "فموريتانيا باتت محط أنظار الأطراف الدولية، نظرا لحالة الاستقرار الحاصلة، ودخولها نادي الدول المصدرة للغاز، حيث تصدر أول شحنة من الغاز نهاية العام الجاري".

وفي يناير/ كانون الثاني 2023 أعلنت موريتانيا والسنغال اكتمال مراحل إنشاء حقل غاز السلحفاة في المياه الإقليمية المشتركة بين البلدين بـ88 بالمئة، في ختام اجتماع اللجنة الاستراتيجية المكلفة بمتابعة المشروع في داكار، وفق وكالة الأنباء الموريتانية.

وسبق أن أعلنت موريتانيا في مايو/ أيار 2022 أن احتياطات الغاز المكتشف في البلاد تقدر بأكثر من 100 تريليون قدم مكعب، من ضمنها احتياطات حقل "السلحفاة" المشترك مع السنغال.

​​​​​​​** تجاذب سياسي فقط

في سياق الانتخابات، رجح المحلل السياسي أحمد ولد محمد فال، أن يعود الهدوء لخطاب المعارضة خلال الأيام القادمة.

ويشير محمد فال إلى أن المعارضة "دعت لإلغاء نتائج الانتخابات النيابية والمحلية التي جرت العام الماضي، ووصفتها بالمزورة، لكن في النهاية لم تتم إعادة الانتخابات، وعادت الأحزاب المعارضة للحوار والتشاور مع النظام القائم".

كما يتوقع أن يكون هناك "أسابيع من التجاذب السياسي، لكن لا أرى أن ذلك سيكون له تأثير كبير، وفي النهاية الجميع يدرك أن التصعيد والاحتقان السياسي ليس في مصلحة أي طرف".

والسبت، أدلى الناخبون الموريتانيون بأصواتهم في ثامن انتخابات رئاسية بتاريخ البلاد لاختيار رئيس جديد أو التجديد للرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.