دولي, الدول العربية, قطاع غزة

خبير: نتنياهو يستأنف الإبادة بغزة بموافقة واشنطن لتحقيق مكاسب سياسية (مقابلة)

الخبير السياسي الفلسطيني أحمد أبو الهيجاء استبعد دخول إسرائيل في حرب شاملة بغزة ورأى أن نتنياهو يسعى للحفاظ على ائتلافه الحكومي ومحاولة الضغط على حماس للرضوخ لمطالبه

Qais Omar Darwesh Omar  | 18.03.2025 - محدث : 18.03.2025
خبير: نتنياهو يستأنف الإبادة بغزة بموافقة واشنطن لتحقيق مكاسب سياسية (مقابلة)

Ramallah

رام الله / قيس أبو سمرة / الأناضول

قال الخبير السياسي الفلسطيني أحمد أبو الهيجاء، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لتحقيق عدة مكاسب عبر استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، أبرزها الحفاظ على ائتلافه الحكومي ومحاولة الضغط على حماس للرضوخ لمطالبه، مبينا أن الهجمات الأخيرة تأتي بضوء أخضر أمريكي.

وفي حديث مع الأناضول، استبعد أبو الهيجاء دخول إسرائيل في حرب شاملة داخل قطاع غزة، لافتا إلى أنها ستشن هجمات مركزة.

وأضاف: "نتنياهو يضرب عدة عصافير بحجر واحد، وهنا يريد أن يحقق عدة مكاسب أبرزها الحفاظ على ائتلافه الحكومي، والسعي إلى استقطاب أعضاء اليمين المتطرف" في إشارة إلى وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير.

وفي 18 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن بن غفير استقالته من الحكومة على إثر الموافقة على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة.

وأبدى بن غفير في الأيام الأخيرة استعداده للعودة إلى الحكومة حال استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة.

وسبق للقناة "12" الإسرائيلية الإشارة إلى تقدم المحادثات بين نتنياهو وبن غفير من أجل عودة الأخير إلى الحكومة.

وقالت: "يريد نتنياهو إعادة بن غفير إلى الحكومة هذا الأسبوع".

وتابع أبو الهيجاء "في الوقت ذاته سيكون (نتنياهو) حذرا خاصة في ملف الأسرى وعائلاتهم. سيلعب على كل الحبال".

وزاد: "في الحقيقة لم نصل إلى حد القول إننا دخلنا حربا مفتوحة، بل هي خطوات متدرجة الغرض الأساسي لنتنياهو إجبار حماس على القبول بالمطالب ضمن المقياس الإسرائيلي".

واستدرك: "لكن من المؤكد أن المقاومة لن ترضخ، وهذا يعني أن الأمور مرشحة للتدحرج على مستوى العمليات العسكرية".

وتوقع الخبير الفلسطيني أن "تبقي إسرائيل على ضرباتها عبر الجو وفي عمليات مركزة".

وأكمل: "لن يكون من السهل البدء بحرب شاملة، الجيش الإسرائيلي غير متوافق تماما مع الذهاب إلى عملية عسكرية مفتوحة بحكم أنه بحاجة إلى فترات راحة وإعادة تأهيل".

ورأى أن "الجيش الإسرائيلي قد يبدأ بعملية برية محدودة عبر توغلات في بعض المناطق والانسحاب منها".

واعتبر أبو الهيجاء أن "أمام شخص مأزوم مثل نتنياهو قد تكون السيناريوهات مفتوحة أكثر".

** إنهاء الملفات

وقال أبو الهيجاء إن الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة تأتي بضوء أخضر أمريكي، مشيرا إلى أن "الإدارة الأمريكية متعجلة على حسم الملفات في المنطقة، ويرون أن غزة تشكل حجر عثرة أمام مشروع كامل متكامل في المنطقة العربية".

وأضاف: "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لإنهاء الملف لا يريد أن يعطي وقتا للتفاوض والمراحل وأخذ الأنفاس. يعتقد أن عمليات سريعة ومركزة ستعطي فرصة لنتنياهو لإنهاء الملف والتفرغ للملف الإقليمي".

وفجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل بشكل مفاجئ وعنيف من جرائم إبادتها الجماعية بحق الفلسطينيين، بشن غارات جوية واسعة طالت معظم مناطق قطاع غزة واستهداف المدنيين وقت السحور، وخلفت مئات القتلى والجرحى والمفقودين خلال ساعات.

وأفادت وزارة الصحة بغزة بوصول "404 شهداء وأكثر من 562 إصابة، بينهم حالات خطيرة جدا" إلى المستشفيات "نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات فجر اليوم.

ويعد هذا الهجوم أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الماضي.

ويضاف هذا العدوان الجديد إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت القطاع، ما يزيد حجم المأساة الإنسانية ويُعمّق الأزمة التي يعيشها الفلسطينيون بغزة تحت وطأة الحصار والعدوان المستمرين.

والاثنين الماضي، قالت هيئة البث العبرية إن رئيس الجديد الأركان الجيش إيال زامير أقر خططا عسكرية لاستئناف الحرب على قطاع غزة، تتضمن "تكثيف الضربات الجوية، وتوسيع نطاق التحركات البرية، وإعادة إخلاء شمال قطاع غزة من الفلسطينيين، إلى جانب الاستعداد لاستدعاء مئات آلاف من جنود الاحتياط وفقا لأوامر الطوارئ".

واستأنفت إسرائيل حرب الإبادة في ظل وضع إنساني ومعيشي بالغ الصعوبة، وانعدام الوقود في جميع محافظات قطاع غزة، بسبب غلقها للمعابر.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.