لبنان: تهديد إسرائيل بقصف بعلبك الأثرية يؤكد إرهابها
وزير الثقافة محمد وسام المرتضى أكد أن تهديد إسرائيل بقصف بعلبك "قلعة وبشرا" يؤكد أنها مثل الحركات الإرهابية التي دمرت تماثيل بوذا...
Lebanon
بيروت / وسيم سيف الدين / الأناضول
اعتبر وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى، الأربعاء، أن تهديد الجيش الإسرائيلي بقصف بعلبك الأثرية شرق لبنان يؤكد أن إسرائيل مثل الحركات الإرهابية التي دمرت تماثيل بوذا.
جاء ذلك خلال اتصال الوزير برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، في ضوء إنذارات إسرائيل لسكان مدينة بعلبك وبلدتين في محافظة بعلبك الهرمل شرق لبنان بإخلائها فورا، وفق بيان صادر عن الوزارة.
وفي وقت سابق، قال متحدث الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس: "إنذار عاجل إلى سكان بعلبك و(بلدتي) عين بورضاي ودورس".
وأضاف: "عليكم إخلاء منازلكم فورا والانتقال خارج المدينة والقرى" عبر محاور حددها في خريطة مرفقة.
أدرعي حذر من أن الجيش الإسرائيلي "سيعمل بقوة ضد مصالح حزب الله داخل مدينتكم وقراكم"، وفق تعبيراته.
وأشار البيان إلى أن الوزير "تواصل مع رئيس البعثة الدائمة للبنان لدى منظمة اليونسكو في باريس، السفير مصطفى أديب، وطلب منه تكرار المراجعات والشكاوى التي قدمها مؤخرا لمديرة المنظمة والمعنيين هناك (بشأن استهداف المناطق الأثرية)".
ودعا الوزير مجلس الأمن ودول العالم إلى "ردع العدو الإسرائيلي عن تنفيذ تهديده بقصف قلعة بعلبك، التي تشكل إرثا ثقافيا عالميا مدرجا على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والتي لا تخص لبنان وحده، بل الإنسانية جمعاء".
واعتبر أن "التهديد الإسرائيلي يؤكد أن هذا الكيان يوازي الحركات الإرهابية التي دمرت تماثيل بوذا، وينبغي للعالم المتحضر أن يعامل إسرائيل على هذا الأساس".
ودعا المرتضى "جميع زوار القلعة والعاملين فيها والمقيمين في جوارها إلى ضرورة إخلائها، وعدم التواجد ضمن محيطها، واتخاذ كافة وسائل الحيطة والحذر من غدر العدوان".
ويبلغ عدد سكان محافظة بلعبك الهرمل نحو 416 ألف نسمة، ومركزها بلعبك المدينة ويقدر عدد سكانها بأكثر من 100 ألف نسمة، وفق مراسل الأناضول.
وتهدد الغارات المرتقبة مدينة بعلبك التاريخية، البالغ عمرها 3000 عام، والمدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".
وإثر غارات سابقة خلال الحرب الراهنة، تضررت "قبة دوريس" في قرية دوريس التي يسكنها بشكل رئيسي التركمان اللبنانيون، وهي قبة بُنيت باستخدام مواد رومانية متهدمة خلال العصر الأيوبي.
وتضررت أعمدة هذا المبنى التاريخي الذي شُيد في القرن الثالث عشر، وبدأت الحجارة تتساقط تحت وطأة الغارات الإسرائيلية الضارية.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 144 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و792 قتيلا و12 ألفا و772 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لأحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء الثلاثاء.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.